هل يمكن أن تؤدي حادثة مقتل الجندي المصري عند الحدود مع معبر رفح إلى أزمة دبلوماسية مع مصر؟

 


  • الثلاثاء 28 مايو ,2024
هل يمكن أن تؤدي حادثة مقتل الجندي المصري عند الحدود مع معبر رفح إلى أزمة دبلوماسية مع مصر؟
توضيحية

 

يُشير الباحث والمحلل السياسي أنطوان شلحت إلى أن هناك أزمة دبلوماسية بين "إسرائيل" ومصر حتى قبل حادثة تبادل إطلاق النار بين الجيشين المصري والإسرائيلي التي أدت إلى استشهاد جندي مصري وإصابة آخرين بجروح.

ويتابع أنطوان شلحت في حديثه عبر الجرمق أن "الأزمة الدبلوماسية بين البلدين تفاقمت بعد احتلال إسرائيل رفح على الرغم من وجود تقارير إسرائيلية حول إعطاء مصر ضوء أخضر للاجتياح ولكن لا أعتقد أن ذلك حصل لأن هناك أعداد كبيرة جدًا من النازحين في رفح من شمال قطاع غزة وأي عملية اجتياح ستؤدي إلى إلحاق الأذى بالسكان المدنيين أكثر مما لحق بهم وهناك مخاوف مصرية منذ بدء الحرب أن تقوم إسرائيل بعمليات تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية وهذه مسألة شديدة الخطورة".

ويقول شلحت للجرمق، "السؤال الذي يجب أن يُطرح حاليًا هو أنه، ’هل ستؤدي حادثة تبادل إطلاق النار بين الجيشين إلى اتخاذ مصر موقفًا أكثر صرامة؟’ فحتى الآن الموقف المصري فيه قدر من الدبلوماسية الضاغطة على إسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب ولكن أنا أعتقد أن لدى مصر الكثير من الأوراق الضاغطة التي يمكن أن تضغط بها وتستخدمها لتمارس ضغطًا أكبر على إسرائيل كي توافق على الصفقة".

ويضيف للجرمق، "بإمكان مصر أن تعلن عن سحب سفيرها من تل أبيب أو أي خطوات أخرى لأن الاتفاقيات الثنائية بين البلديت تعطي لمصر أوراق ضغط لتستخدمها ولكن السؤال هل سيتم احتواء حادثة القتل أم ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين؟".

ويتابع للجرمق، "حتى الآن لا يوجد مؤشرات قوية إلى أين تتجه الأمور، ووسائل الإعلام الإسرائيلية تقول إن الأزمة الناجمة عن مقتل جندي مصري تم تجاوزها من الناحية الدبلوماسية ولكن كيف تم تجاوزها لم يُذكر وبالتالي سيظل السؤال مفتوح لأنه لا تفاصيل حول الأمر حتى الآن".

ويردف، "على ما يبدو أن سبب موقف مصر المتمثل بعدم ممارسة الضغط على إسرائيل هو للمحافظة على دورها كوسيد فهي تقوم بدور الوساطة بكل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس ومجرد أنها تشدد الضغط على إسرائيل ربما لديها خشية من أن هذه يُفقدها دورها كوسيط".

ويتابع للجرمق، "من المؤكد أن مصر ردت على مقتل الجندي المصري بالاحتجاج داخل الغرف المغلقة، ولكن أضعف الإيمان بالنسبة لمصر أن تستدعي سفيرها من تل أبيب ولكن يبدو أنها ترى أنه من الأفضل لها أن تقوم بدور الوساطة بدلا من اتخاذ موقفًا حادًا يجعل إسرائيل لا توافق على أن تقوم بدور وسيط".

ويقول شلحت، "أرى أن دور مصر والإجراءات التي اتخذتها حول اجتياح معبر رفح كانت جيدة، وأعتقد أن الموقف المصري والموقف الأمريكي الضاغط منعا إسرائيل من القيام بعملية واسعة في رفح وساهموا في تحويلها لعملية محدودة رغم المجزرة التي وقعت أول أمس".

ويتابع للجرمق، "الأنظار الآن تتجه أكثر إلى المجزرة التي وقعت في رفح وكيف ستتصرف الأسرة الدولية حيال هذا الأمل، وهل ستمنع إسرائيل من الاستمرار في اجتياح رفح؟ وأيضًا الأنظار تتجه إلى المفاوضات الدائرة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى وهناك تلميحات داخل إسرائيل أنه من الممكن التوصل لصفقة تبادل لأن هناك ضغوط داخل إسرائيل وهناك قناعات أيضَا لدى جهات أمنية إسرائيلية بأن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لن يتم إلا من خلال صفقة وأن الضغط العسكري على حماس يجب أن يتواصل لكنه لن يُحرر المحتجزين".

ويوضح للجرمق، "هناك خشية جديدة لدى إسرائيل هي أن الأسرة الدولية قد تتحرك خاصة بعد مجزرة رفح لتفرض على إسرائيل عقوبات مثلًا أو ربما فرض قرار لوقف الحرب من خلال مجلس الأمن دون التوصل لصفقة تبادل أسرى ولذلك إسرائيل بحسب وسائل إعلامها تعيش في سباق مع الزمن للتوصل لصفقة".

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر