ذكرى النكبة الـ76 تتزامن مع نكبة جديدة يعيشها الفلسطينيون في غزة

يصادف غدًا الأربعاء 15/5/2024 الذكرى السنوية الـ 76 للنكبة التي شتت وهجرت أكثر من 800 ألف فلسطيني عام 1948 إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة كـ لبنان وسوريا والأردن قسرًا ضمن أكبر عملية تطهير عرقي شهدها العالم آنذاك.
وتأتي هذه الذكرى بالتزامن مع نكبة جديدة تحل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حيث يشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 من أكتوبر 2023 حربًا على قطاع غزة دمر فيها مدن القطاع وقتل ما يزيد عن 35 ألف فلسطيني واعتقل الآلاف من الغزيين وشرّد الملايين من كافة أنحاء القطاع إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
الحركة الصهيونية واحتلال فلسطين عام 1948
تأسست المنظمة الصهيونية عام 1897، على يد "ثيودور هرتزل"، وعام 1917 تبنت بريطانيا إقامة المشروع الصهيوني بشكل رسمي حينما أصدرت وعد بلفور الذي ينص على "إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين".
ومنذ عام 1918 باشرت بريطانيا بتنفيذ وعدها لليهود بجعل فلسطين وطنًا قوميًا لهم، واستمر ذلك حتى عام النكبة 1948، حيث فتحت الباب أمام هجرة اليهود إلى أرض فلسطين، إذ وصل عددهم إلى ما يقارب 646 ألف يهودي بحلول عام 1948.
وبحلول عام 1948 كان اليهود قد أسسوا أكثر من 292 مستعمرة على أرض فلسطين، إلى جانب تكوين قوات عسكرية منظمة تشكلت من "الهاغاناة"، و"الأرغون"، و"شتيرن"، عدد مقاتليها يصل إلى أكثر من 70 ألف إسرائيلي كانوا بتحضرون لتنفيذ مجازر بحق الفلسطينيين ومن ثم إعلان دولتهم.
وبتاريخ 14/5/1948 أعلنت "إسرائيل" قيام دولتها على أرض فلسطين، وتمكّنت من هزيمة الجيوش العربية، واستولت على نحو 77% من فلسطين، وحتى عام 1948 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين، مليون و400 ألف نسمة.
أرقام في النكبة..وأخرى في غزة 2024
وخلال المعارك التي اندلعت عام النكبة شارك أكثر من 10,000 جندي مصري، و4,500 جندي أردني، و2,500 جندي عراقي، و 1,876 جندي سوري، و 450 جندي لبناني، و 3,200 جندي سعودي، و 3000 متطوع عربي من جميع البلدان العربية، بينهم 500 فلسطيني.
ونحو 150 ألف فلسطيني بقي في المدن والقرى الفلسطينية التي سيطرت عليها السلطات الإسرائيلية، بعد النكبة، وبحسب سجلات وكالة الغوث بلغ عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و 9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة.
شهداء النكبة 1948 وشهداء غزة 2024
وارتقى خلال معارك النكبة 1948 ما يقارب 15 ألف شهيد فلسطيني إلى جانب مئات آلاف الشهداء العرب الذين ارتقوا في ذات المعارك، فيما أسر نحو 5204 بحسب الصليب الأحمر بينهم 4702 فلسطيني ومن تبقى هم من الدول العربية التي شاركت في تلك المعارك.
أما في قطاع غزة عام 2024، ارتقى (بحسب آخر تحديث) 35173 شهيداً وأصيب 79061 إلى جانب آلاف المفقودين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 من أكتوبر وفقًا لتوقعات محامين فلسطينيين فيما لم تسمح السلطات الإسرائيلية حتى الآن لمحاميي الأسرى بزيارة أسرى غزة ولم تكشف عن معطيات أو معلومات حول أعدادهم وأوضاعهم المعيشية والصحية في السجون.
الدمار في القرى الفلسطينية عام 1948 ومثلّه في غزة 2024
في عام 1948 سيطرت العصابات الصهيونية على 774 قرية ومدينة فلسطينية دمر منها نحو 531 قرية بالكامل، حيث طمست معالمها الحضارية والتاريخية، وخضع ما تبقى لسيطرة الاحتلال الإسرائيلية، وبحسب ما جرى توثيقه عن النكبة، فإن العصابات الصهيونية ارتكبت أكثر من 70 مجزرة.
أما في قطاع غزة عام 2024، فقد كشف المقرر الأممي بالا كريشنان راجاغوبال، عن أن الدمار الذي حلّ في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية شمل 70% من المنازل، مؤكدا أن ما يحدث يرقى إلى الإبادة الجماعية.
وأوضح بحسب وكالة الأناضول، أن الدمار في غزة غير مسبوق مقارنة بما وقع في حروب أخرى عالميا، وهذا يشمل حلب في سوريا وماريوبول في أوكرانيا، ومدنا أخرى دمرت عبر التاريخ.
وقال راجاغوبال إن 70% من المنازل في عموم غزة قد دمرت، وإن النسبة تصل إلى 80% شمال القطاع، فضلا عن تدمير كامل البنية التحتية المدنية.