كيف يُقرأ قرار الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين؟
الأمم المتحدة

صادقت الأمم المتحدة الجمعة على تحويل فلسطين إلى مراقب بامتيازات عضو كامل في المنظمة الدولية بعد أن كانت بصفة عضو مراقب، حيث يؤكد خبراء سياسيون وقانونيون على أن قرار الأمم المتحدة سيكون له تبعات إيجابية على القضية الفلسطينيين، وهو خطوة باتجاه إحقاق الحق.
كيف سيؤثر ذلك على الفلسطينيين؟
ويقول المحامي ومدير مؤسسة ميزان عمر خمايسي في حديثٍ خاص مع الجرمق: "عمليًا التصويت الأخير هو خطوة بالاتجاه الصحيح، وباتجاه إحقاق الحق بحصول العضوية الكاملة بمفهوم أن يشغل مكان عضو يحق له التصويت وإشغال منصب في لجان الأمم المتحدة، وليس كحال اليوم، لكن هذا لا يعني أن يتمتع بكل الحقوق كباقي الدول وسيبقى ذلك منقوص حتى حصولها على العضوية الكاملة كباقي الدول".
ويضيف، "الموضوع أكثر فيه تصريح بإحقاق الحق لفلسطين كدولة، هي خطوة للأمام لكن باعتقادي لا يكفي".
ويتابع خمايسي، "ستعزز القضايا التي ستتوجه بها فلسطين إلى المحاكم الدولية، وستعزز الشكاوى، لكن مع تعزيز هذه الإجراءات، نرى أن محكمة الجنايات الدولية متخبطة، فهي حتى اليوم لم تأخذ أي إجراء ولم تصدر أي قرار ملزم بشأن الشكوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا".
كيف مر القرار على "إسرائيل"؟
ويقول المحلل السياسي فايز عباس لـ الجرمق: "في إسرائيل كان هذه ضربة إضافية للدبلوماسية الإسرائيلية الفاشلة، بعد نجاح فلسطين بالحصول تقريبًا على كونها دولة في الأمم المتحدة، ذلك أدخل إسرائيل في متاهة جديد".
ويردف، "تصرفات السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة الذي قام بقص ميثاق الأمم المتحدة دليل على إفلاس الدبلوماسية الإسرائيلية وعدم تمكنها من مواجهة الدبلوماسية الفلسطينية".
ويتابع، "ردود الفعل الإسرائيلية كانت غاضبة جدًا على الأمم المتحدة وعلى القرار، وهذا القرار يأتي بعد أيام من إعلان دول أوروبية قالت إنها ستعترف بفلسطين كدولة، وإسرائيل عبرت عن غضبها من دول صوتت أو حتى امتنعت عن التصويت".
ويضيف، "إسرائيل خسرت موقف دول تعتبر شريكة وصديقة مع إسرائيل، في هذه الحالة لم يبق لإسرائيل أي شيء تحارب من أجله على المستوى السياسي والدولي، كافة الدول ترى الآن في إسرائيل دولة تنفذ جرائم حرب في قطاع غزة، ويجب دعم الشعب الفلسطيني، وهذا التحول سيكون له أبعاد غاية في الأهمية على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني".
بدوره رحب التجمع الديمقراطي بقرار الهيئة العامة منح فلسطين عضوية كاملة، قائلًا: رحّب التجمع الوطني الديمقراطي بقرار الهيئة العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صلاحيات عضو كاملة في الأمم المتحدة، واعتبره نصرًا للقضية الفلسطينية وعدالة قضيتها في الساحة الدولية، ودليل على أن أكاذيب الاستعمار الإسرائيلي ومن يدعمه طوال ٨ عقود ما عادت تنطلي على الدول، وأن القضية الفلسطينية لا تزال ذات ثقل دولي مهم وبوصلة أخلاقية لكثير من دول العالم، رغم محاولات تجاوزها وتجاهلها من قبل مطّبعين أو من الإدارات الأميركية المتعاقبة".
وأضاف البيان، "أكد التجمع على وجوب استثمار هذا القرار المهم من خلال الدفع إلى الاعتراف بدولة فلسطين كدولة مستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار إسرائيل نظام فصل عنصري (أبرتهايد) يتوجّب إنهاؤه".
وختم بالقول: "دعا التجمع إلى محاكمة إسرائيل دوليًا على الجرائم المرتكبة تجاه أبناء شعبنا، خصوصًا المجزرة المتواصلة في قطاع غزة، وعبّر عن ضرورة العمل بكافة الطرق اللازمة لإنها العدوان على أهلنا في قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل، ووقف الإبادة التي يرتكبها الاحتلال".