ما تأثير الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على القضية الفلسطينية وهل لها تأثير مباشر على الحرب على غزة؟

تتواصل الاحتجا


  • الثلاثاء 30 أبريل ,2024
ما تأثير الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على القضية الفلسطينية وهل لها تأثير مباشر على الحرب على غزة؟
توضيحية

تتواصل الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية إسنادًا للقضية الفلسطينية ونصرة لقطاع غزة وذلك منذ نحو أسبوعين، حيث اتسعت الاحتجاجات وشملت غالبية الجامعات الأمريكية ولم تعد تقتصر فقط على التظاهرات وإنما وصلت إلى الاعتصام داخل الجامعات، كما حدث في جامعة كولومبيا في نيويورك.

ويرى محللون سياسيون أن الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية تحوّل كبير وهام في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث جاء هذا التحول بعد سبات عميق عاشه العالم لم يعلم فيه الجيل الشاب شيئًا عن القضية الفلسطينية وصراعها مع الحركة الصهيونية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أليف صباغ للجرمق، "هذه الاحتجاجات الطلابية أو انتفاضة الطلاب في الجامعات الأمريكية والأوروبية التي انتشرت أفقيًا وبدأت تتعمق في وعي الجيل الشاب الأكاديمي تذكرنا بالحراك الشبابي الجامعي أيام الحرب الأمريكية على فيتنام".

ويتابع للجرمق، "ذلك الحراك أدى لانسحاب الولايات المتحدة من فيتنام، وبالتأكيد الحراك الجاري حاليًا سيؤتي ثماره ولكن لا أحد يستطع أن يعلم بالضبط ماذا ستكون النتيجة ولكنه سيؤتي ثماره دون شك، وله تأثير على الإدارة الأمريكية والأدارات الأوروبية لأن الأوروبيين أكثر من يخشون أن تنتقل هذه الحراكات والاحتجاجات إلى أوروبا وألا تظل حبيسة جامعة السوربون، كما تخشى الأنظمة العربية أن تنتشر هذه الحراكات في جامعاتها".

ويتابع للجرمق، "إذا انتقلت الحراكات إلى الجامعات الأوروبية والشرق الأوسط فنحن أمام جيل شاب على مستوى العالم يرفض السياسة الصهيونية والهيمنة الأمريكية والعربدة ويسعى من أجل المساواة بين الشعوب ومن أجل إحقاق الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في وطنه".

وبدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "على المستوى البعيد، ما يقوم به طلاب الولايات المتحدة الأمريكية من تأييد للقضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب غزة، له تأثيره، فهذه انتفاضة طلاب أمريكيا ضد إسرائيل، تتمثل بانتاشر الاحتجاجات والمظاهرات على مدار الساعة".

هل للاحتجاجات تأثير مباشر على الحرب؟

ويقول الكاتب والمحلل السياسي إليف صباغ، "هناك مبادرات وجهود على مستوى إقليمي وعالمي لإفشال هذا الحراك الشبابي الجامعي العالمي، ومن هذه الجهود هي المبادرة التي سميت المبادرة المصرية لاتفاق الهدنة وهي ليست مصرية وإنما مصرية إسرائيلية تم حياكتها من قبل جهازي المخابرات الإسرائيلي والمصري في تل أبيب وهذا ما يقوله الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في مقال له ومن المعروف أن رافيد مقرب من الإدارة الأمريكية ويعلم بواطن الأمور".

ويضيف للجرمق، "هذه المبادرة المصرية لوقف الحرب عنوانها لا يتضمن وقفًا للحرب، هدفها وقف المد الاحتجاجي العالمي بشكل مباشر، فالاحتجاجات ضغطت على الإدارة الأمريكية والمصرية والإسرائيلية للتوصل لصفقة لوقف الحرب حتى يتوقف المد الاحتجاجي".

ويقول، "هذه المبادرة تأتي لإنقاذ نتنياهو وهي محاولة للحد من انتشار الحراك الشبابي الجامعي على مستوى العالم وإذا امتد الحراك بالفعل، لن يُبقي حكومة نتنياهو ولا على حكومات أخرى كثيرة في الشرق الأوسط".

التأثير على القضية الفلسطينية

ويتابع المحلل السياسي إليف صباغ للجرمق، "33 عاما من المفاوضات العبثية جعلت العالم في سبات عميق وخرج جيل كامل لا يعرف ما هو الحق الفلسطيني وما هي فلسطين وماذا يريد الشعب الفلسطيني، فهذا الجيل الشاب استفاق اليوم بعد أن فهم ما هي فلسطين وما هي القضية الفلسطينية ولم تعد الآن مقتصرة على السياسيين والصحفيين والمسؤولين الذين يعرف جزء منهم الحقيقة وجزء آخر مضلل".

ويتابع، "مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء الشباب العربي الجامعي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يأتي بثماره، هذه ثمار نشاطات طلابية جامعية لطلاب وأكاديميين ونشطاء فلسطينيين وعرب موجودين في أمريكا وأوروبا، فاليوم هذا الجيل الشاب في هذه الدول يعلم ما هي فلسطين وما هي القضية وما هي الحركة الصهيونية وماذا تفعل في فلسطين وهذا لم يكن موجود قبل 7 أكتوبر".

ومن جهته، يقول فايز عباس للجرمق، "انتشار الاحتجاجات يشير إلى شيء واحد أن المجتمع الأمريكي بكامله الذي كان من أكثر الشعوب تأييدًا لإسرائيل تحوّل ليصبح من أشد المعارضين لها فباستثناء كبار السن لا يوجد من يؤيد إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية".

ويضيف للجرمق، "أحد قادة اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية كتب مقالا قبل أيام كتب فيه عن الاحتجاجات في الولايات المتحدة وقال إن العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمريكية بدأ بالتنازل السريع وليس التدريجي".

ويتابع، "هذا دليل على أن الإعلام الأمريكية الذي كان يسيطر على الرأي العام في الولايات المتحدة لم يعد له أهمية، وأصبح متهمًا بالانحياز ولم يعد محطّ ثقة، كما أعتقد أن محاولات إسرائيل تشويه الحراك الطلابي ووصفه بالمعادي للسامية والكاره لليهود لم يعد يجد آذان صاغية حتى من الإدارة الأمريكية".

ويقول، "ظهر ذلك عندما بدأ بايدن يندد بالمظاهرات التي وصفها باللاسامية، حيث ندد أيضًا بمن لا يعترف بمعاناة الشعب الفلسطيني".

ويتابع للجرمق، "التحول في الرأي الطلابي سينعكس على المجتمع الأمريكي بشكل واسع وسيهدد بايدن في الانتخابات القادمة بسبب دعمه غير المحدود لإسرائيل، وهذا سيكون بمثابة سابقة تاريخية أن من يدعم إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية يخسر الانتخابات، ففي سنوات سابقة كان الخاسر هو من يعارض إسرائيل ولذلك أعتقد أن هذا التحول لدى الطلاب الأمريكان وانتشار ظاهرة الاحتجاجات في أوروبا وكندا واستراليا دليل على أن معاناة الشعب الفلسطيني وصلت لكل بيت ولكل إنسان".

ويردف للجرمق، "هذا الحراك الاحتجاجي العالمي سيزيد من التأييد للشعب الفلسطيني وسيضغط على حكومات الدول للضغط على إسرائيل لكي يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة وهذا التحول هو الأكثر أهمية منذ عشرات السنين في القضية الفلسطينية وله تداعيات كثيرة إيجابية جدًا لصالح الشعب الفلسطيني، كما سينعكس على الإسرائيليين سلبا الذين أصبحوا غير مرغوب بهم في عدول عديدة حتى في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية".

هل ستتطور الاحتجاجات وتتسع؟

ومن جهته، يقول المحلل السياسي أليف صباغ، "لدي تقرير أن الحراكات والاحتجاجات عمّت 62 جامعة أمريكية الأسبوع الماضي وأعتقد أن هناك ازدياد، وأتوقع أن تتطور الحراكات في أمريكيا وأوروبا كما أن هناك حراكات في لبنان والأردن وإذا حصل ذلك وتحركت الجامعات الفلسطينية أيضًا يعني ذلك أننا أمام تحرك عالمي كبير على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ولا شك أن الحراكات هنا ستلتقي مع الحراك الشبابي في أوروبا وأمريكيا وهذا سيخلق دون شك نظام عالمي جديد وجيل جديد يقود العالم، ففي نهاية الأمر من سيقود العالم هم هؤلاء الشبان الأكاديميين في مختلف المجالات".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "الاحتجاجات انتشرت في الجامعات الأمريكية جميعها حتى أن طلبة جامعة كولومبيا سيطروا على مبان ومكاتب ويعملون على نقل خيامهم إلى داخل المباني وهذا يعني أنهم يريدون أن يشلّوا الجامعة بشكل كامل من أجل أن تتحرك الإدارة وتخضع لمطالبهم وأهم مطلب هو وقف الاستثمار في إسرائيل، ولكن مديرة الجامعة وهي مصرية وتدعى نعمة شفيق رفضت مطالب الحراك وقالت، ’لن نسحب الاستثمارات من إسرائيل’ وهذا باعتقادي سيكلفها إدارة الجامعة لأن هناك مطالبة بالإطاحة بها بسبب موقفها هذا".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر