دقة الوليد وحلم الميلاد

تتحمل مصلحة السجون كامل المسؤولية عن موت وليد دقة، يتقاسم المسؤولية معها الجهاز القضائي، وتتحمل لجنة الاعفاءات (الثلث) كامل المسؤولية ومعها اللجنة الطبية التي حصرت دورها في إضفاء الطابع القانوني والمهني للسجن حتى الموت.

في موت الخطوة الاخيرة الكثير الكثير من وجع القلب الخانق والقاهر، حين يلفظ الأسير انفاسه ويستشهد في السجن يكون الألم دفينا معها، وحين يفارق الحياة قبيل انتهاء محكوميته في مثل هذه الخطوة من المسافات الطويلة اللانهائية يتضاعف منسوب القهر القاتل للحلم. إلا أن وليد قد بلغ خطوته ما بعد الاخيرة ومحكوميته الأساسية، ليحاشر القهر الحزن في أعماق القلب.

لقد بلغ عتبة الحلم والحُلمين، حلم الحرية ليتقاسمه مع حلم الميلاد في لقاء أبيها ومع سناء التي حملت حلمها وحلم وليد وتجاوزت مسافات العذاب الاطول مشحونة بالأمل الذي صنعته كما الحلم ولم تنظره بسكون، ليكون حقيقة جميلة فيها الأمومة والأبوة وقهر القهر بالميلاد، لتكون خير دليل بأن على هذه الارض ما يستحق الحياة.

سيكتب الكثير عن وليد الأسير ووليد المثقف والقائد الفذ في الحركة الاسيرة. ومع ذلك لم تنته محكوميتك وليد الغالي الصديق وزميل الأسر فالحكم مؤبد مهما كان فالملفات لا تغلق في بلادنا، لقد حررت الكثير من كلماتك ونصوصك، وكان صخب سر الزيت اقوى حضورا من كل محاولات الإلغاء. فقد حررت أدبك ونصوصك لتنوب عنك حضورا جميلا يبقى في الأرض.

حين تبدأ زيارة العائلة الى الاسير يتكون الدقة على حاجز الزجاج الفاصل بمثابة مصافحة وعناق وقوية بحجم الحب، وحين تنتهي الزيارة وقبيل أن يغادر الاهل الى خارج السجن والأسير إلى الزنزانة تكون دقة الوداع هي عناق الوداع والكم الهائل من الحب والحلم وفيها إطالة ولو لجزء من الثانية للحديث دون صوت بعد أن يغلق السجان سماعات الاتصال، لتنقطع الجمل ويبدأ منسوب الحنين يعلو.

وداعا وليد أخي وصديقي في الأسر ودوما..

رابط مختصر