هل ستجري انتخابات اسرائيلية في سبتمبر؟

مقالات


  • السبت 6 أبريل ,2024
هل ستجري انتخابات اسرائيلية في سبتمبر؟
غانتس

في مؤتمره الصحفي (4/3/2024) أكد الوزير في كابينت الحرب غانتس على المساعي لتحديد موعد انتخابات بالتوافق، على أن تجري في شهر سبتمبر و عشية مرور عام على الحرب.

دعا غانتس إلى مخرج سياسي أمني إقليمي قائم على التحالفات الإبراهيمية. وداعيا إلى تعزيزها بالتطبيع مع السعودية وكي تكون سدا في وجه النوايا الإيرانية.

أشار إلى الجبهة الشمالية، وإلى أن الهدف هو إعادة سكان الشمال الإسرائيليين إلى بلداتهم، وبيوتهم وتوفير حمايتهم وأمانهم. ومقابل حرب لعدة سنوات ضد حماس في غزة اعتبر أن الأولوية هي أن يعود سكان المناطق الحدودية في الشمال إلى بلداتهم وبيوتهم.

هاجم كل من رئيس الحكومة نتنياهو فكرة التوافق على موعد للانتخابات، وتعرض غانتس لهجوم من كل من حليفه الذي فضّ الشراكة معه جدعون ساعر ورئيس المعارضة يئير لبيد.

ساند تشاك شومر رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي دعوة غانتس واعتبرها تعكس رأيا عاما واسعا في إسرائيل يصل إلى 70% من الجمهور.

قراءة:

– قد يكون رد الفعل الأهم على تصريحات غانتس والأكثر إرباكا لنتنياهو هو صمت الأحزاب الدينية الحريدية التي يعتبرها الأخير حليفه الطبيعي لكن الذي يهدد استمرار حكمه. إذ أكد غانتس انه تباحث في الامر مع قيادات سياسية بمن فيها نتنياهو، فهو يشير الى رؤساء الأحزاب الحريدية، والذي تربطه بهم علاقات ثقة وحصريا اريه درعي رئيس حزب شاس.

– حدد غانتس موعدا للتوافق بشأن الانتخابات، مما يشير الى خطوة منه نحو الانسحاب من كابنيت الحرب في حال تعثر التوافق. كما يتزامن خطابه مع حركة الاحتجاج الاقوى والاكثر سعة منذ بدء الحرب والتي تطالب بانتخابات فورية.

– رد فعل تشاك شومر يشير إلى التوافق الكبير بين الإدارة الأمريكية وبين غانتس وحزب المعسكر الرسمي ومؤخرا تسعى ادارة بايدن الى التنسيق أيضا مع وزير الأمن غالنت، وتصدّيه لمواقف نتنياهو وخطواته المعني بها في إدارة الحرب.

– لم يتحدث غانتس عن القضية الفلسطينية واستحقاقات حلها، الا انه يدرك ان التطبيع مع السعودية له استحقاقات في هذا الصدد.

– جاء رد فعل غدعون ساعر رئيس حزب “الامل الجديد اليمين المسؤول” بانتقاده لغانتس كونه مسؤولا بدوره عن الفشل في إدارة الحرب من خلال كابنيت الحرب، بينما اعتبر رئيس المعارضة لبيد أن دعوة غانتس لإجراء انتخابات في سبتمبر تعني منح نتنياهو فرصة لنصف عام يضع فيها إسرائيل في خانة الخطر. مع العلم أن سبتمبر يبدو إجرائيا وسياسيا الموعد الأقرب الممكن.

– فعليا طرح غانتس نفسه ولأول مرة منذ انضمامه الى كابنيت الحرب، كبديل سياسي لنتنياهو، مشددا على التمايزات بينهما في مسألة المحتجزين والاسرى في غزة مؤكدا ان “حزبه لن يبقى شريكا في حكومة لا تعيد المحتجزين”. كما اعتبر نفسه انه القادر على إعادة الحياة للاتفاقات الإبراهيمية في مواجهة إيران ومساعيها لفرض حرب متعددة الساحات على اسرائيل وفقاً لأقواله. واضاف الى انه يسعى في هذا الاتجاه ولضمان التطبيع مع السعودية، وفي ذلك أيضا تماهيا مع مشروع ادارة بايدن ورؤيته لمستقبل المنطقة.

– كما دعا غانتس الى بلورة قوة متعددة الجنسيات تدير شؤون غزة دون الانسحاب الاسرائيلي، وهذا مرفوض على نتنياهو. وإذ يعتبر غانتس أن التوافق على موعد للانتخابات خلال سبتمبر القادم يجعل بالإمكان مواصلة الحرب بعد إنجاز مراحلها الجوهرية المتبقية خلال الأشهر القادمة، بينما يعتبر نتنياهو ان الانتخابات تعني هدية لحماس، وتقويض فرصة تحقيق الانتصار الكبير في غزة و”بعد اجتياح رفح”.

للخلاصة:

• يشكل خطاب غانتس بداية النهاية لكابنيت الحرب اذ انه في حال رفض نتنياهو تقديم موعد الانتخابات فذلك يعني انسحاب غانتس وحزبه. وهذا الأمر معنية به ادارة بايدن التي بلغت قناعتها بأن حكومة نتنياهو تعوق الصفقة ووقف مؤقت لإطلاق النار وتشكل نقيضا للرؤية الأمريكية ومصالح الدولة العظمى، اضافة لقناعتها بأن إسرائيل فاقدة للطريق في هذه الحرب وتحت حكومة نتنياهو.

• يبدو ان الاشهر القادمة ستشهد بداية التشديد على التمايزات السياسية، سواء في ظل حديث الانتخابات أم في ظل تصاعد مطالب المحاسبة وإسقاط الحكومة عشية مرور عام على الحرب في سبتمبر القادم.

• مفتاح القرار بانتخابات في سبتمبر او بداية 2025 هو في أيدي الأحزاب الدينية الحريدية ويبدو أنها منسقة مع غانتس وحصريا أن لها مصلحة بالانتخابات لتفويت الفرصة على قانون التجنيد الإلزامي لشبابهم للجيش وسحب امتيازاتهم التمويلية من الدولة.

• مسعي غانتس للتمايز عن نتنياهو لا تعني انه ينحو نحو الانسحاب من غزة ولا نحو السلام الإسرائيلي الفلسطيني وفعليا لا يخرج عن سقف حكومة بنيت-لبيد، و استراتيجية تقليص الصراع لكن ليس حله حلا عادلا.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر