نشطاء في أراضي48: سياسات إسرائيل التهجيرية ذاتها في 1976والـ2024 باختلاف الطرق
يوم الأرض

تحل ذكرى يوم الأرض الـ48 بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ ما يزيد عن 6 أشهر، حيث يؤكد نشطاء وقيادات في أراضي48 على أن سياسات إسرائيل العنصرية والتهجيرية هي ذاتها ولم تتغير منذ النكبة مرورًا بالنكسة وبيوم الأرض وصولًا للحرب على قطاع غزة ومحاولة تهجير سكانه وتقسيمه.
ويقول الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا إن، "يوم الأرض جاء بعد 28 عامًا من النكبة الفلسطينية الكبرى التي حصلت عام 1948، وجاء بعد 9 سنوات فقط من النكسة التي حصلت عام 1967، كما أن أحداث يوم الأرض وقعت في 1976، وهذا يدل على أن مشروع النكبة لم يتوقف أبدا ضد أبناء شعبنا".
ويتابع للجرمق، "في غزة هُجر الفلسطينيون للمرة الثانية والثالثة، وهم ذاتهم من هُجروا في عام 48 وكان عددهم 200 ألف لاجئ هجرتهم إسرائيل من من أسدود وعسقلان وبئر السبع ويافا والرملة بينما كان عدد سكان غزة في حينه 80 ألف وأما اليوم فعددهم مجتمعين مليونين وأكثر".
ويضيف، "يوم الأرض يأتي ليذكر أبناء شعبنا بأن مشروع النكبة لم يتوقف والقضية ليست قضية مصادرة بضع آلاف دونم في عام 1976 التي أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إسحق رابين وإنما هي عملية مستمرة بدأت في عام 1948 ولم تتوقف عام 2024 بمحاولات تهجير أبناء شعبنا من غزة والإلقاء بهم في صحراء سيناء كما يُخيل لنتنياهو".
ويقول، "يوم الارض سيحيي في الشعب الفلسطيني أوجاع كثيرة ونحن لا نحمَل الآلام والأوجاع إلا للمؤسسة الإسرائيلية بغض النظر عمن يقود قاطرة التهجير والتدمير إن كان بن غوريون في عام 1948 وإن كان رابين في يوم الأرض 1976 وإن كان نتنياهو في عام 2024".
ويضيف للجرمق، "هذا المشروع الصهيوني الذي يجب على أبناء شعبنا أن يدركوه أن لا خيار أمامهم لمواجهته سوى بالوحدة، أمام هذا الغول، غول الاحتلال واغتصاب الأرض والتهويد الذي لا يتوقف".
ويردف، "هذه رسالة للذين يراهنون على أن إسرائيل ستعطي لشعبنا حق كما حدث في أوسلو، الآن كله يتحطم على صخرة الواقع أمام هذا الإصرار الإسرائيلي إيقاع النكبة بأبناء شعبنا من جديد".
ويتابع للجرمق أن الصراع على الأرض هو الأساس، قائلًا، "لا خيار أمام أبناء شعبنا سوى التجذر بالأرض والوطن وأن إمكانية اللجوء والهجرة مرة ثانية خيار غير مطروح ويجب أن يكون غير وارد في قاموس الفلسطيني هذه الأيام لأن القضية ليس ما حصل في عام 1948 حتى نستخلص العبر منها، فيكفي أن نلتفت صباحا ومساء إلى الفلسطيني في أطراف غزة الجنوبية يتهدد بالتهجير من جديد بموجب المؤامرة العالمية التي تجري على شعبنا وما يجري في شمال قطاع غزة رغم الدمار والألم والدم هو بذاته البلسم والجواب الشافي أن لا خيار للفلسطيني إلا أن يعيش على الأرض عزيزًا كريمًا أو تحتضنه الأرض في بطنها ولا خيار آخر".
ومن جهته، يقول الناشط وعضو حركة أبناء البلد يوسف إبراهيم للجرمق، "يوم الأرض جاء قبل 50 عامًا تقريبا وحتى الآن محاولات التهجير والاستيلاء على الأراضي ذاتها في أماكن مختلفة، كما أن هذه الذكرى تحل بالتزامن مع حرب الإبادة في غزة والاغتيالات في الضفة والاعتقالات في القدس في ظل إسكات لأهالي الداخل، ولذلك هذه سياسة إسرائيل ذاتها، ولا تتغير بتغيّر الطرق والأماكن".
ويتابع للجرمق، "هذه ليست المرة الأولى التي تتصادف بها ذكرى معينة مع حرب على غزة ففي عام 2014 أيضًا تزامنت ذكرى النكبة مع حرب على القطاع، وهذا يُذكر الأطفال أن إسرائيل لم تتغير وهذا دليل على أن سياستها نفسها منذ عام 1948، ولكن الفرق أنها تزداد عنصرية وتطرف".
ويضيف للجرمق، "محاولات إسرائيل للاستيلاء على الأرض تتنوع، ففي عام 1976 وأيضًا مخطط برافر عام 2013 كانت المحاول للاستيلاء بشكل قانوني ولكن هناك طرق الترهيب والقتل والقصف والتهجير القسري".
ويتابع، "في عام 1976 كانت محاولة تهجير السكان في شفاعمرو والناصرة ثم انتقلت لمثلث يوم الأرض، وبعدها استمرت سياسة تهجير البيوت والهدم وهذه السياسات ستستمر بوجود إسرائيل وسياساتها العنصرية ومحاولاتها للإبادة والقتل".
وبدوره يقول الصحافي والناشط رشاد عمري للجرمق، "لقد عايشت يوم الأرض الخالد، وشاركت مثل الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا بالإضراب الشامل، تلبية لنداء الأرض والقيادة، التي تصدرت مراجعة حكام إسرائيل والمتواطئين، معها، كما شاركت بإغلاق شارع الناصرة جنين بمحاذاة بلدة صندلة، التي كنت أسكنها بذلك الوقت".
ويتابع، "لقد لبّى شعبنا نداء الإضراب في حينه، رغم حملة الترهيب غير المسبوقة، التي شاركت فيها كل الأجهزة الإسرائيلية، الأمنية منها و"التربوية"، مثل وزارة المعارف.. ولم تبق لا نقابة عمالية إسرائيلية ولا إدارة مصنع، إلا وشاركت بحملة تهديد فصل المعلمين والعمال، من أماكن عملهم.. لكن كل ذلك لم يردع شعب منتمي إلى وطنه قرر الدفاع عن كل فتر من أرض الوطن، الذي سلبته الحركة الصهيونية، وهذا تفسير مشاركة من لا له أرض بالاضراب، للدفاع عن أراضي ليست ملكه، ليس هذا فحسب، فقد خرجت جماهير شعبنا إلى الشوارع، وواجهت قوات القمع المدججة ليس فقط بالأسلحة الخفيفة، بل واجهت قوات القمع المدججة بالدبابات والمصفحات".
ويضيف للجرمق، "في هذا العام نحيي ذكرى يوم الارض في ظل كارثة عظمى قام وما زال يقوم بها الاحتلال في غزة، لأكثر من 170 يوما على التوالي، وللأسف رغم الكارثة العظمى، ابتلينا بقيادة عاجزة، إن لم يكن بعضها، قامت إسرائيل بالتخطيط لتنصيبها على شعبنا، ضمن مشروع عزلنا عن شعبنا بالضفة وغزة، بعد اتفاقية أوسلو".
ويتابع، "لقد كنا شاهدين على قيادات كانت بالمقدمة بيوم الأرض الخالد، وحملت دمها على كفها، مثل المرحوم توفيق زياد، ونحن اليوم للأسف في واقع فيه قيادات متأسرلة وأخرى متصهينة، وأخرى انتهازية، وهذا تفسيري لخروج الشعب خلف قيادته التي لاطمت بكفها المخرز بيوم الأرض، رغم حملة الترهيب التي فاقت حملة الترهيب اليوم.. وشعور شعبنا بالداخل، بالعجز رغم كارثة غزة العظمى والمستمرة، في ظل قيادة غالبيتها متأسرلة أو انتهازية والباقي مغلوب على أمرهم".