هل سنشهد تصعيدًا مع الجبهة الشمالية خلال الأيام المقبلة؟
الجبهة الشمالية مع لبنان

قال موقع "واينت" الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي يستعد للرد على القصف اللبناني الذي أدى لمقتل إسرائيلية وإصابة 8 آخرين بجروح بينها خطيرة، ويؤكد محللون أنه على الرغم من رغبة إسرائيل بالرد على القصف اللبناني إلا أنها غير قادرة على خوض حرب جديدة مع الجبهة الشمالية في ظل الحرب الراهنة على قطاع غزة.
ما هي احتمالية التصعيد؟
ويقول المحلل السياسي فادي نحاس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "المتوقع هو رفع وتير الحرب بين الطرفين على ضوء احتمالية التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب على غزة، الجبهة الشمالية مرتبطة بالحرب على غزة".
ويتابع، "الوتيرة مستمرة، وهناك عدم تراجع، الضرب حتى مسافة معينة، أحيانًا هناك تجاوز، وبالتالي يكون هناك رد مقابل، واليوم هذا ما حدث، كان هناك تصعيد واضح، احتمالية نشوب الحرب قائمة ومرتفعة خاصة أن إسرائيل تنقل ألوية، واضح هناك جهوزية وهذا باعتقادي جزء من محاولة ردع".
ويردف، "حالة الردع المتبادلة بين الطرفين تبعد احتمالية انزلاق الأوضاع إلى حرب، قد تكون حرب اقليمية وحرب تدمير بين الطرفين وضرب العمق الاستراتيجي لإسرائيل في حال ضرب لبنان، اليوم حلقت الطائرات الإسرائيلية في سماء لبنان بارتفاع منخفض وهذا نوع من التخوف بدون شك".
ويقول المحلل السياسي انطوان شلحت لـ الجرمق: "يبدو في اللحظة الزمنية الراهنة أن احتمال التصعيد بعيد ولكن لا أحد يستطيع التحكم بالتطورات، وهذا أمر معروف في حالة التوتر الأمني خصوصًا في هذه الجبهة".
ويردف، "وهناك سوابق بأن التوترات تبدو روتينية ولكن تحولت إلى حرب شاملة في الـ 2006، لذلك الخطر قائم، وأنا في تقديري أن لا أحد من الأطراف جميعها راغب بتطور الأمر إلى حرب شاملة، أولاً إسرائيل يمكن أن تصرح بعكس ما ترغب عندما تقول إنها جاهزة بحرب شاملة، وفي هذا الحديث نوع من المكابرة".
هل "إسرائيل" قادرة على حرب على جبهتين؟
ويقول: "النظريات الأمنية تقول إنه من الصعوبة أن تحرب الدول على جبهتين، باعتقادي إسرائيل غير قادرة بحرب على جبهتين حتى لو كانت معنية بذلك".
ويضيف، "إسرائيل لو أرادت الحرب مع لبنان لن تقوم بأي تصعيد إلا بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، وبالتالي التصريحات التي نسمعها من جنرالات الحرب، عن احتمالية التصعيد لن تكون قبل وقف الحرب مع غزة".
ويردف شلحت في حديثه مع الجرمق، "أعتقد أن إسرائيل غير جاهزة مع استمرار الحرب على غزة وهذا ليس كلامي فقط بل كلام محللين عسكريين إسرائيليين قالوا إنه طالما هناك حرب على غزة لا يمكن لإسرائيل أن تخوض حربًا على جبهتين إلا إذا كان هناك دعم أمريكي بشكل فوق المطلق، وهذا يقودني إلى الموقف الأمريكي والذي هو ضد التصعيد الشامل وضد توسيع نقاط الحرب لتشمل الجبهة الشمالية، لأسباب تتعلق بالولايات المتحدة وأنها حالياً تتحضر لانتخابات والحرب تتسبب بتآكل شعبية الإدارة الأمريكية الحالية وعلى رأسها الرئيس جو بايدن".
ويتابع، "أمريكا معنية بتوقف الحرب وتوقف التوتر القائم في الجبهة الشمالية، وأنا أعتقد أنه الحال بالنسبة للبنان، يعني لا أعتقد أن المقاومة ربما تكون جاهزة للدخول بمثل هذه الحرب إذا ما أُعتُدي عليها، ولكنها أيضًا غير معنية بالتصعيد لأسبابها، وبسبب الوضع الداخلي القائم في لبنان".
هل سنشهد وتيرة أعلى بالاحتجاجات الإسرائيلية؟
ويردف نحاس في حديثه مع الجرمق، "رغم رفع وتيرة الاحتجاجات في إسرائيل من قبل أهالي المحتجزين لكن أعتقد أن الأهداف التي وضعها وزير الحرب ونتنياهو ووزير الجيش غالانت، تسبق مسألة المحتجزين".
ويقول: "أظن أن الشارع الإسرائيلي مجند للحرب، وهذا أثبت من موقف هذا الشارع من الحرب على غزة، نعم هناك احتجاجات واختلافات بالرأي ولكن ليس بما يتعلق بالحرب وبضرورة ما يوصف إسرائيليًا بـ (القضاء على حماس والقضاء على حركة المقاومة)، إنما الخلافات الحادة أن الحكومة لا تبذل الجهد المطلوب لاستعادة وإطلاق سراح المحتجزين وأنه هناك شبه انقسام عامودي".
ويضيف، "هناك من يقول إن استمرار الحرب هذا سيؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين وبالمقابل هناك من يقول إن استمرار الحرب يشكل خطرًا على المحتجزين، ولا يمكن إطلاق سراحهم إلا من خلال صفقة تبادل، أما فيما يتعلق بالحرب التي توصف بأنها حرب دفاع عن النفس وأنها حرب وجودية، هناك إجماع كبير بالشارع الإسرائيلي عليها وتوقعي أنه في حال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية سيكون هناك إجماع مماثل أيضًا".