بن غفير يهدد بحل الحكومة ولبيد يعلن جهوزيته لتشكيل "شبكة أمان" لها..ما إمكانية حدوث ذلك؟ محللون يجيبون
هدد وزير الأمن ا

هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي بحل الحكومة الإسرائيلية في حال أجريت صفقة تبادل أسرى بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، ليعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عن إمكانية تشكيل حزبه "شبكة أمان" لحكومة نتنياهو لإتمام الصفقة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وكتب بن غفير على حسابه في تويتر، "صفقة انهزامية تعني حل الحكومة الإسرائيلية"، وعلى الفور، أعلن يائير لبيد أن، حزبه "سيمنح الحكومة شبكة أمان لأي صفقة من شأنها أن تعيد المحتجزين الـ136 الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة".
تصريحات غير صادقة
ويقول الكاتب والمحلل السياسي، أمير مخول أن تصريحات إيتمار بن غفير ويائير لبيد ونتنياهو كلها للاستهلاك السياسي، وغير صادقة، ويهدف كل شخص بها مخاطبة جمهوره فقط، فنتنياهو غير معني بدعم يائير لبيد من خارج الائتلاف لأن ذلك يعني أن ائتلافه سيسقط بهذا الشكل وهو يدرك ذلك، كما أن دعم لبيد له من الخارج يؤثر على نتنياهو شخصيًا".
ويتابع في حديث للجرمق، "نتنياهو وبن غفير يلعبان لعبة أدوار، وأحدهما يكمل الآخر، فنتنياهو بحاجة لصوت بن غفير حتى يظهر أنه أكثر اتزانًا، وأن عليه ضغوطات وبن غفير بحاجة أن يرفع صوته ليظهر أمام جمهور أنه هو الأكثر حزمًا بالمواقف تجاه الفلسطينيين".
ويقول مخول، "بن غفير لن يترك الحكومة ونتنياهو لن يترك بن غفير، وهذا أكيد، وقد تحدث صفقة خلال فترة قصيرة وقد لا تحدث صفقة بتاتًا لأن الحكومة غير قادرة بمفهوم معين أن تقوم بهذا الدور، وأعتقد أن الأزمة الأكبر ستكون مع سموتريتش بالذات لأنه بحسب الاستطلاعات مكانته تتراجع، وخروجه من الحكومة يهدد بإسقاطها ولكن لن تسقط الحكومة بسبب الصفقة بحسب ما يبدو حاليًا".
ويضيف مخول للجرمق، "واضح أنه في الوقت الحالي هناك نوع من التوازن بين بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، حيث سمح نتنياهو بعقد مؤتمر الاستيطان في القدس وأتاح لوزرائه ولكل من أراد أن يشارك فيه أن يشارك، وحتى أن وزير في كابينت الحرب قد شارك به وهو حاييم كاتس، لذلك أعتقد أنه في نهاية المطاف، كلٌ يكذب بطريقته من أجل استرضاء جمهوره أكثر فأكثر، كما أن لبيد لا يطرح بديل لنتنياهو، ولا يطرح مخطط لليوم التالي بعد الحرب وكيف ستخرج إسرائيل من حربها ونقاشه مع نتنياهو هو صراع، وليس نقاش حول نهج نتنياهو".
ويقول مخول حول تصريحات لبيد، "لبيد يريد أن يحظى برضى عائلات الرهان ورضى حركة الاحتجاج الإسرائيلية، ويبدو أنه يريد أن يظهر بشكل متميز أكثر من غانتس حتى يكسب جمهور المعارضة، فلبيد أذكى بما يكفي ليعلم أن نتنياهو غير معني بدعمه من الخارج، لأن ذلك يعني بالنسبة لنتنياهو نهاية الحكومة، ولذلك تصريحه يدخل ضمن الاستهلاك السياسي، وهذا شرعي، ولكن في امتحان الحقيقة، لن يحصل ذلك، ونحن رأينا مواقف لبيد وهي ليست أفضل من مواقف الليكود بشأن إنهاء الحرب ولا يوجد مطلب لديه لإنهاء الحرب، ولكن يوجد مطلب له وهو إعطاء المختطفين الأولوية وإعادتهم وهذا يختلف عن نتنياهو ولكن لا يخرج عن نطاق الموقف الأساسي للمنظومة الحاكم، ولذلك لا أحد يراهن على تصريح لبيد ولا أعتقد أن طرحه قابل للتحقيق والجميع يدرك ذلك".
وحول حدوث صفقة تبادل أسرى، يقول مخول للجرمق، "ما يخرج للإعلام ليس بالضروري ما يجري في الحقيقة بخصوص المفاوضات، فالمصريون يتحدثون أنه خلال أسبوع يمكن أن تحدث صفقة، والأمريكيون يدفعون باتجاه صفقة ولكن الجميع يشكك بما فيهم المصريين والأمريكيين والقطريين أن نتنياهو غير معني بعقد صفقة فقد تتعوق الأمور وقد يتم إلهاء المجتمع الإسرائيلي بقضايا أخرى مثل الأونروا وغيرها، ويبدو أن نتنياهو ليس على عجالة لعقد صفقة ولا حكومته ولا وزير آمنة أيضًا، كما يبدو أن الجيش غير معني بإيقاف الحرب".
ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي أنطوان شلحت حول تهديدات بن غفير ومقترح لبيد إن، "هذا السيناريو يبدو شبه واقعي، ومن الصعب الحكم عليه في النقطة الزمنية الراهنة، فبن غفير يهدد لكي يمنع أي صفقة تبادل ولكن في حال وجود شبكة أمان للحكومة، لا نعلم إن كان بن غفير سيبادر للإقدام على مثل هذه الخطوة والاستقالة من الحكومة".
ويتابع للجرمق، "يبدو أن ما صرح به لبيد يمكن أن يدفع بن غفير لإعادة حساباته ولكن هناك قضية أخرى الآن وهي أن نتنياهو يتجاوب حتى الآن مع المواقف التي يعرب عنها بن غفير وسموتريتش فيما يتعلق بموضوع صفقة التبادل والحرب على غزة فكلاهما يؤكدان أن الحرب يجب ألا تتوقف سوى بعد تحقيق أهدافها رغم أن الاعترافات الإسرائيلية بأن هذه الأهداف غير واقعية ولن تتحقق آخذة بالازدياد يومًا بعد يوم مع طول أمد الحرب والنتائج التي تحققها المعارك التي تدور على الأرض".
ويضيف، "مع ذلك نلاحظ أن نتنياهو يتبنى مواقف هذين الوزيرين، ومواقف اليمين الاستيطاني المتطرف بما يتعلق بأن الحرب على غزة ستستمر حتى يتم تحقيق أهدافها وأن صفقة التبادل لن تشمل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين".
ويردف للجرمق، "نتنياهو أيضًا لم يكبح وزراءه المتطرفين من الليكود من عقد اجتماع عام في القدس من أجل الدعوة للترانسفير، وإعادة الاستيطان في قطاع غزة غداة صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي التي حذرت من الكثير من الإجراءات التي قد يكون فيها شبهات ارتكاب إبادة جماعية، وكل هذه الوقائع تدل على أن نتنياهو يبدو أنه أشبه برهينة في أيدي حلفائه من اليمين المتطرف وهذا لسبب رئيسي أن هاجسه الأكبر هو البقاء بالحكم، وعدم وقف الحرب يعني أن تبدأ فترة المحاسبة وربما تسقط الحكومة، ويعني أن تذهب إسرائيل لانتخابات مبكرة وهذا يضع حدًا لحكم نتنياهو، لذلك هو معني باستمرار الحرب والمحافظة على ائتلافه الحكومي".
ويتابع للجرمق، "أما عن لبيد، فهو لم يقل إنه سينقذ الحكومة وإنما قال إنه سيشكل شبكة أمان فقد لإنقاذ المحتجزين، لانه في حال استقالة بن غفير من الحكومة، سيصبح من الصعب أن تحصل على أغلبية في قرار تنفيذ صفقة التبادل ولذلك أعلن لبيد أنه سيصوت مع الصفقة وليس ضدها رغم أنه في المعارضة ولكن، سؤال بقاء الحكومة من عدمها ليس مطروح حتى الآن بقوة، ولكن حتى لو استقال بن غفير من الحكومة وبقي التحالف الرسمي فيها، فستظل تحافظ على أغلبية".
وبالمقابل، يقول المحلل السياسي، فايز عباس للجرمق إن، "إمكانية استقال بن غفير واردة، ولكن لا أعتقد أنه سيتنازل عن حلمه أن يكون وزيرًا للأمن القومي بسبب الصفقة، بن غفير الآن يسيطر على أكبر الوزارات في إسرائيل وأهمها، ولذلك تهديداته من الممكن أن تكون بالتنسيق مع نتنياهو لأن الأخير لا يعقل أن يتم ابتزازه من قبل بن غفير ويلتزم الصمت، فنتنياهو ليس بالشخصية التي تُبتز بهذا الشكل وتهديدات بن غفير مجرد تهديدات ربما يريد أن يكسب بها الشارع الفاشي اليميني الاستيطاني، وأنا أرى أن بن غفير يظهر كمعارض للحكومة بسبب تصريحاته الكثيرة ضد ما يحدث من الحرب على قطاع غزة ومفاوضات الصفقة".
ويضيف للجرمق، "لا أعتقد أن بن غفير سيتنازل عن وزارته إلا إذا كان لديه حساباته الشخصية والحزبية وإذا رأى أن هذا الأمر قد يساعده لحشد أكبر عدد من أعضاء الكنيست فسينفذ تهديده".
ويقول عباس للجرمق، "في اللحظة التي سيستقيل بها بن غفير سيصبح عضو كنيست ولن يكترث أحد له ولتصريحاته، ولذلك أعتقد أن تهديداته ليست جدية، بن غفير لن ينسحب من الحكومة لأن انسحابه يعني أن اليمين الفاشي لن يعود للسلطة مرة أخرى حسب استطلاعات الرأي".
ويتابع حول مقترح لبيد، "أعتقد أن عرض لبيد حقيقي، فعندما أعلن ذلك، فهو يريد إتمام صفقة، وهو يظن أن هذا الموقف سيرفع من شعبيته، خاصة أنه حاليًا ليس الحزب الثاني بحسب الاستطلاعات وإنما الحزب الثالث ولذلك أنا على قناعة أن إعطاء نتنياهو شبكة أمان قد يساهم برفع شعبية لبيد الذي سينفذ المحتجزين".
ويقول، "باعتقادي أن نتنياهو لن يقبل بمقترح لبيد بأن يكون المنقذ له، لأنه بعد انتهاء الصفقة لن يبقى لبيد في الحكومة وسيكون من السهل إسقاطها بسرعة ولذلك لا أعتقد أن الأمور صعبة بالنسبة لنتنياهو ولكنه سيحافظ على بن غفير وسيعطيه امتيازات جديدة لوزارته كي يبقيه في الحكومة حتى وإن تم التوقيع على صفقة جديدة".