توتر بين "إسرائيل" من جهة ومصر وقطر من جهة أخرى..هل هو مفتعل وإلى أي حد سيصل؟ محللون يجيبون

أثارت تصريحا


  • الخميس 25 يناير ,2024
توتر بين "إسرائيل" من جهة ومصر وقطر من جهة أخرى..هل هو مفتعل وإلى أي حد سيصل؟  محللون يجيبون
الوساطات القطرية والمصرية

أثارت تصريحات مسربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء جمعه مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة غضب دولة قطر، حيث اتهمها بأنها تدعم حركة حماس وتموّل بـ "الإرهاب" على حد قوله ولكنه مستعد لاستغلالها حاليًا للتوصل لصفقة تبادل وفق ما ذكر موقع "واينت" الإلكتروني".

وردت الخارجية القطرية على تصريحات نتنياهو، واتهمته بأنه، "يعرقل الوساطة لأسباب تخدم مسيرته السياسية".

ومن جهة أخرى، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي إجراء مكالمة هاتفية مع بنيامين نتنياهو، حيث ذكر موقع "واينت" أن توترًا نشأ مع مصر، حيث حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إجراء محادثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكنه رفض وبناء على طلب رئيس الوزراء، حاول مجلس الأمن القومي بدء الحديث مع السيسي، لكن المصريين لم يستجيبوا للطلب.

ويُشير محللون سياسيون إلى أن هذه التوترات -وتحديدًا مع دولة قطر- قد يكون لها تبعاتها بـ الإعلان عن وقف الوساطة القطرية بملف المحتجزين الإسرائيليين ومفاوضات عقد صفقة تبادل أسرى.

نتنياهو يحاول عرقلة الصفقة

ويقول المحلل السياسي أنطوان شلحت في حديث للجرمق إن، "تصريحات نتنياهو هي محاولة منه للهروب من مسؤولياته من عدم تنفيذ صفقات تبادل أسرى حتى الآن، والكثير من الإسرائيليين يعترفون بأن نتنياهو هو أكثر شخص معني بإطالة أمد الحرب حتى لو لم يتم التوصل لصفقة تبادل أسرى".

ويتابع شلحت للجرمق، "لأن الوصول لصفقة تبادل أسرى مرهون بشرط أساسي وضعته حركة حماس وهو وقف إطلاق النار والانسحاب ما يعني وقف الحرب، ونتنياهو غير معني بوقف الحرب، ولذلك لا وجود بالأفق لصفقة تبادل أسرى".

ويردف شلحت أن، "هجوم نتنياهو على قطر هو محاولة للجوء إلى الافتراءات، فهو يتهم قطر أنها تدعم حركة حماس، وأن الولايات المتحدة لا تمارس عليها الضغط الكافي"، مضيفًا، "من الملاحظ منذ بداية الحرب أن نتنياهو دائمًا يجد الجهة التي يلقي اللوم عليها، ويحاول تحميلها المسؤولية، والهدف هو أن يهرب من المسؤولية، وألا يتحملها، تحديدًا في ملف الأسرى الذي بدأ يأخذ في الآونة الأخيرة زخمًا جديدًا ومزيدًا من الضغوط على نتنياهو من عائلات المحتجزين أولًا، وثانيًا من قبل الرأي العام الإسرائيلي، وعلى ما يبدو أيضًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى أن هذا الملف يجب حله، ولكن نتنياهو غير معني بحله لأنه يتطلب منه وقف الحرب".

ويقول شلحت للجرمق، "من جهة أخرى برزت الكثير من الانتقادات لأداء المؤسستين السياسية والعسكرية اللتين تعتقدان أن استمرار الحرب قد يؤدي لإطلاق سراح المحتجزين، حيث أن هناك شخصيات داخل الحكومة الإسرائيلية وداخل كابينت الحرب ترى أن هدف إطلاق سراح المحتجزين والاستمرار بالحرب غير متوافقين، كما ترى أن إطلاق سراح المحتجزين لن يتم إلا عبر صفقة دبلوماسية وليس الاستمرار بالحرب، كما أن قيادات كبيرة في الجيش تدعم هذه الانتقادات وهو ما يشكل ضغط كبير على نتنياهو لإيجاد حل لملف الأسرى".

ويضيف، "لهذا من المتوقع أن يستمر نتنياهو بالهروب إلى الأمام من تحمّل مسؤوليته عن هذا الملف، وإلقاء اللوم على كل الجهات الأخرى بما فيها التي تقوم بدور وساطة لإنهاء هذا الملف".

هل تعلن قطر عن وقف وساطتها؟

ويضيف أنطوان شلحت للجرمق، أن قطر، "ردت على تصريحات بنيامين نتنياهو وقالت إن تصريحاته غير مسؤولة وقد تعرقل الجهود التي تبذلها قطر بشأن الوساطة وأن تتوقف بالفعل هذا الوساطة فهل أمر سيبقى مفتوحًا ولكن إن ازدادت الهجمات عليها من قبل الإسرائيليين سيكون لذلك تداعيات أكثر سلبية مما كان عليه حتى الآن".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "هناك تحريض في إسرائيل بعد 7 من أكتوبر غير مسبوق على قطر وحكومتها وأميرها من قبل بعض السياسيين الإسرائيليين، حيث جرى اتهامها بتمويل ما يسمونه بالإرهاب وأنها مولت حركة حماس خلال سنين طويلة حتى وصل الأمر إلى عملية 7 من أكتوبر".

ويقول عباس للجرمق، "هذه التصريحات السابقة لم ترد عليها قطر بتاتًا، وواصلت وساطتها بين إسرائيل وحماس لإتمام صفقة تبادل حيث نجحت في الصفقة الأولى ولكن الهجوم على قطر وبهذا الشكل استمر من قبل الساسة الإسرائيليين لكن نتنياهو في تلك الفترة التزم الصمت ولم يهاجم قطر".

ويضيف، "في إحدى لقاءات نتنياهو مع عائلات المحتجزين هاجم قطر والولايات المتحدة الأمريكية التي جددت قاعدتها العسكرية في قطر لـ 10 سنوات إضافية، حيث هاجم أمريكيا بحجة أنها لا تضغط بالشكل الكافي على قطر لإتمام صفقة وكأن قطر هي المسؤولية عن إتمام الصفقات، وما قاله نتنياهو جرى تسريبه لوسائل الإعلام الإسرائيلية وتم نشره ما دفع قطر للرد عليه".

ويتابع، "هذه التصريحات لم تكن علنية أي في مؤتمر صحفي وإنما كانت في اجتماع مغلق ولم يتوقع نتنياهو أنه قد يتم تسريب ما قاله لوسائل الإعلام، وربما نتنياهو يقوم بالتحريض أكثر داخل الغرف المغلقة".

ويضيف للجرمق، "كذلك سموتريتش هاجم قطر، وكرر أنها دولة تدعم الإرهاب وهي المسؤولة عن عملية 7 من أكتوبر، وهذه التصريحات يعني أن العلاقات بين قطر وإسرائيل وصلت حد التوتر، والسؤال هو كيف سترد قطر على تصريحات سموتريتش وعلى القيادة السياسية الإسرائيلية؟".

ويضيف عباس للجرمق، "أنا أرى أن موقف قطر لا يزال يدور حول محاولتها الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بكل ما يتعلق بملف المحتجزين الإسرائيليين ولكن بإمكانها في أي وقت أن تتخذ موقفًا وتعلن عن وقف وساطتها بسبب تصريحات نتنياهو ولكنها لم تفعل ذلك حتى الآن".

توتر مع مصر..أسبابه وإلى أين سيصل؟

لم يقف التوتر عند دولة قطر وحدها، فقد رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي مكالمة هاتفية مع بنيامين نتنياهو، ويقول المحلل السياسي أنطوان شلحت إن، "نتنياهو يعتقد أن التوترات هذه قد تخدمه لإطالة أمد الحرب على غزة، وحتى الآن لا توجد أي إشارات قوية إلى أن الحرب ستتوقف، فهي قد تتوقف على خلفية تطورين فقط، إما تطور إسرائيلي داخلي أي احتجاج لا تتحمله الحكومة ويمكن أن يمارس عليها ضغط تدفعها لوقف الحرب أو قد يكون قرار أمريكي بوقف الحرب، حيث أن استمرارها حتى الآن يحظى بدعم أمريكي، رغم الانتقادات الخجولة لأداء إسرائيل العسكري ولكنها حتى الان لم تعلن عن ضرورة وقف إطلاق النار ومن هذا تستفيد إسرائيل وتستمر بحربها".

ويضيف شلحت أن، أسباب التوتر بين الرئيسين المصري والإسرائيلي، ناتجة عن، "الاتهامات الإسرائيلية لمصر أنها هي من تمنع وصول المساعدات لقطاع غزة، وهذا يحرج مصر".

ويقول للجرمق، إن "إضافة لذلك إسرائيل يوميًا تعلن أنها تنوي الوصول لمحور فيلاديلفيا (محور صلاح الدين) بين قطاع غزة ومصر وهذا يثير الكثير من التوتر لأن مصر أعلنت أن الوصول لهذا المحول من خلال طرد السكان الموجودين في قطاع غزة باتجاه مصر خط أحمر وقد يؤدي لاندلاع نزاع مسلح بين الجيشين المصري والإسرائيلي، وهذان الملفان الرئيسان اللذان يؤججان التوتر بين إسرائيل ومصر ولذلك رفض الرئيس المصري التحدث مع نتنياهو الذي يكرر تصريحاته هذه بكل مناسبة وهو يزيد من حدة التوتر".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "على ما يبدو أن التوتر مع الدول العربية لم يتوقف عند قطر وحدها، فالرئيس المصري رفض مكالمة هاتفية مع نتنياهو، كما أن هناك حديث عن إلغاء إسرائيل الاتفاق الذي بموجبه يتم تزويد الأردن بالمياة ’الإسرائيلية’ بسبب موقفها من الحرب على قطاع غزة، حيث أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ندد بتصريحاته السياسة الإسرائيلية المنتهجة في قطاع غزة، كما أنهم في إسرائيل يدّعون أن الملكة رانيا لديها تصريحات معادية لإسرائيل".

ويضيف عباس للجرمق، "إسرائيل تريد من الدول العربية وقادتها دعم الحرب على قطاع غزة، هذه السياسة الإسرائيلية قد تدفع الدول العربية لإعادة حساباتها من موقفها مع إسرائيل وحكومتها المتطرفة".




 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر