محللون للجرمق: ما يحدث من خلافات داخل الليكود فارقة تاريخية في "إسرائيل"

خلافات الحكومة الإسرائيلية والليكود


  • الأحد 21 يناير ,2024
محللون للجرمق: ما يحدث من خلافات داخل الليكود فارقة تاريخية في "إسرائيل"
"غالانت" و "نتنياهو"

اشتدت في الأيام الأخيرة الخلافات داخل حزب الليكود عمومًا، وبين أبرز عضوين بالحزب، وهما رئيس الحزب ورئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو"، ووزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت"، حيث كشف الإعلام الإسرائيلي مؤخرًا عن محاولة "غالانت" اقتحام مكتب "نتنياهو" وكاد أن يصل الموضوع للضرب بالأيدي، إلى جانب انتقادات أعضاء بالليكود لـ "نتنياهو" في أعقاب إعلان الأخير عن نيته إدخال العمال الفلسطينيين للعمل في "إسرائيل" خلال الحرب الإسرائيلية المعلنة على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر.

"فارقة تاريخية في إسرائيل"..

ويقول القيادي والمحلل السياسي صالح لطفي: "الخلفيات داخل حزب الليكود للخلافات الأخيرة، هي أن غالانت شخصية مركزية بالحزب جاء إليها وليس من أبناء الليكود ولم يتربى في أحضان الحزب اليميني الذي يؤمن بـ (أرض إسرائيل الكبرى)، غالانت عندما دخل إلى الحزب جاء ضمن صفقات سياسية".

ويتابع في حديثٍ خاص مع الجرمق، "غالانت شخصية سياسية ويفكر بطريقة سياسية في سياق المصالح، ومقابل نتنياهو الذي يفكر تفكيرًا أيدولوجيًا وليس بالضرورة في كل المراحل تفكيرًا سياسيًا، ونحن اليوم وفي ظل الحرب على غزة، اصطدمت 3 ثنائيات داخل المنظومة اليمينية الحاكمة بين بعضها البعض، السياسة في سياق المصالح، مع الأيديولوجية في السياق المطلق".

ويضيف، "ذلك يعني أن السياسة لها مصالحها المرتبطة إقليميًا ودوليًا ومتأثرة بالولايات المتحدة الراعية لهذه الحرب، والأيديولوجيا تؤمن بأرض إسرائيل الكبرى وأن قطاع غزة يجب إبادته بالمطلق كمرحلة من مراحل تثبيت الوجود الصهيوني على كامل التراب الفلسطيني، وفي هذه الحيثية تحديدًا الليكود يفكر بمسائل مرحلية، بمعنى أن الانتهاء من غزة بالضرورة سيلحقه انتهاء من الضفة الغربية ومن ثم مناطق الـ 48 وهذا غير مقبول مطلقًا لليمين السياسي لأن هذه المسألة ستدخلة بمأزق قد يؤدي إلى حرب إقليمية".

ويردف، "الثنائية الثانية، هي أن الحزب فقد القيادة في الفترة الأخيرة، ونحن أمام ثنائية القيادة والولاء، نتنياهو تعود منذ 2008 أن يقول فيطاع ويعتبر نفسه الأعقل والأكثر فهمًا عندما يقوم شخص كـ غالانت ويعارضه بكثير من القضايا ورأينا كم مرة اعترض غالانت على اليمين الديني القومي كسموتريتش وبن غفير، وكم مرة سعى نتنياهو لحمايتهم لأنه يرى فيهم اليد الضاربة للمعتقد الذي يؤمن به نتنياهو".

ويتابع، "القضية الثالثة والأخطر، هي أن غالانت ابن المؤسسة العسكرية وكان مسؤول عن المنطقة الجنوبية وخاض حرب 2008 في غزة وكان مرشحًا لأن يكون القائد العام للجيش، ونتنياهو الذي منع ذلك، هناك نوع من الثأر الداخل لدى غالانت تجاه نتنياهو المعروف عنه أن يجهز على من أمامه ويعتبره من ضحايا الطريق، وغالانت يدرك ذلك، ونتذكر ما حدث أثناء المعارك الميدانية المجتمعية الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضاء وكيف وقف غالانت بشكل صريح، لذلك وصلت الأمور إلى أن يمنع نتنياهو، غالانت من الدخول إلى مكتبه، ويهدد الأخير بقوات غولاني لحسم الأمر، لذلك نحن أمام فارقة تاريخية في المؤسسة الإسرائيلية".

مجتمع عسكري متعسكر..

ويقول صالح لطفي لـ الجرمق: "يوجد 3 حقائق يجب أن تكون ماثلة أمامنا، الأولى هي أن إسرائيل مجتمع عسكري، ومجتمع ليس فقط عسكري ومتعسكر أيضًا، ودلت الأحداث الأخيرة على ذلك، فـ كل فرد في إسرائيل يهودي ممن يخدم في الجيش وعمره من 21 عامًا فأكثر، هو جزء من صناعة القرار والدفاع عنه والعمل به، لذلك التسريبات هدفها أن تضع السياسي أمام الحقيقة".

ويتابع، "نتنياهو يمثل الظاهرة المشتبه بها، أو الهامشية في المجتمع الإسرائيلي الكبير الذي هو معسكر وخادم في الجيش وأبنائه إما يقاتلوا أو يُعتقلوا".

تسريبات الاجتماعات الأمنية..

ويقول لطفي: "التسريبات تأتي لصالح القوة العسكرية الحاكمة في إسرائيل، بمعنى أن التسريبات لصالح العسكر على حساب السياسي، داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية يوجد صراع هيمنة وداخل المؤسسة العسكرية يوجد صراع".

ويردف، "الذي قاد المواجهة قبل حرب غزة في المسألة القضائية هي القيادات العسكرية التي استقالت أو خرجت للتقاعد وهذه القيادات لها دور كبير في الحرب على غزة، هذه القوة العسكرية التي معظمها من بقايا اليسار الإسرائيلي هي بالضرورة مقابل نتنياهو وحزب الليكود ومعنيين بالمطلق بإنهاء حقبة نتنياهو التي يعتقدون أن امتدادها لفترة زمنية طويلة خلقت حالة غريبة جدًا من ثنائيات المجتمع والدولة".

ويضيف، "المجتمع الإسرائيلي مجتمع منفتح على القيل والقال والحديث العام، بالفضائيات يتحدثون بما هب ودب لذلك التسريبات تشكل حالة من الكشوفات السياسية الإعلامية لدى بعض المسربين لصالح الإعلاميين الذي تربطهم علاقات قوية بالمؤسسة الأمنية والسياسية".

ويختم بالقول: "هذا كله يؤدي إلى أن المجتمع الإسرائيلي يبدأ يفكر بطريقة مختلفة نحو مستقبله السياسي مع حزب الليكود اليمين الإسرائيلي عمومًا".

خلاف أساسه الانتقام..

ويقول المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر لـ الجرمق: "الخلافات داخل حزب الليكود وبالذات بين نتنياهو وغالانت تعود إلى موضوع التعديلات القانونية التي أراد حزب الليكود وتحديدًا نتنياهو و وزير القضاء تمريرها وهي خاصة بمحكمة العدل العليا، فهذا الأمر في شهر مارس الماضي أدى إلى إقالة نتنياهو لـ غالانت من منصب وزير الجيش، ومنذ ذلك الحين بدأت الخلافات بينهما، خلال الحرب كان هناك سوء تفاهم أكثر من مرة بين الطرفين، بالذات بعد أن قام نتنياهو بتحميل المستوى العسكري الفشل الذي حصل في الـ 7 من أكتوبر".

ويضيف أبو جابر، "الأمور تفاقمت ويبدو أن هذا الأمر سيستمر بين الرجلين خاصة وأن كل من الطرفين ينأى بنفسه عما حصل في الـ 7 من أكتوبر، بالمحصلة لا بد من أن تتكشف الأمور بعد الحرب، والكل يتحمل المسؤولية ليس المستوى العسكري فقط بل وعلى المستوى السياسي والاستخباراتي، لكن نتنياهو ذكي جدًا ويعمل على وتر الاستمرار بالحرب والتوتر وحتى لو أنهى الجبهة الجنوبية ينتقل للشمالية وبعدها الضفة الغربية حتى ينهي المدة التي يكون فيها رئيس الوزراء".

بعد الحرب..

ويضيف، "إذا ما انتهت الحرب وأوقف نتنياهو الحرب وتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق ما وضعه من أهداف، وأنا أستبعد هذا، فان الحكومة ستتفكك، يعني حكومة نتنياهو أمام أمرين هما: إما سحب الثقة منه من خلال الكنيست أو استقالة بن غفير وسموتريش من الحكومة وهذا الامر سيؤدي إلى أنه لن يكون هناك لحكومة نتنياهو أغلبية برلمانية وهذا الأمر يعني أنه يتوجب على نتنياهو الإعلان عن تبكير موعد الانتخابات، وهذا يعني انتهاء حكومة الليكود الحالي والذهاب إلى انتخابات جديدة والمتوقع حسب استطلاعات الرأي فوز حزب غانتس".

ويردف، "غانتس قد ينسحب من حكومة الحرب في حالة واحدة، وهي إذا رأى أنه يتراجع في استطلاعات الرأي، غانتس رجل دموي وعسكري وهو من مد يد المساعدة لنتنياهو لشن العدوان على قطاع غزة، واستقالته ستزيد من شعبيته وهناك مطالبات في الشارع الإسرائيلي لإنهاء حكومة نتنياهو، فإذا ما استقال، في هذه الحالة تزيد نسب فوزه في الانتخابات القادمة".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر