هل بات تفكك حكومة الطوارئ الإسرائيلية قريبًا؟


  • الثلاثاء 16 يناير ,2024
هل بات تفكك حكومة الطوارئ الإسرائيلية قريبًا؟
توضيحية

ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن بيني غانتس يَعدُ أسابيعًا بل وربما أيامًا ليرحل عن حكومة الطوارئ، مشيرة إلى أن حكومة الطوارئ بعد 3 أشهر على تشكيلها تسير نحو النهاية.
وقالت صحيفة "معاريف" في تقرير لها إن تصريحات غادي آيزنكوت التي قالها في مجلس وزراء الحرب حول ضرورة التفكير خارج الصندوق وإبرام صفقة تبادل جديدة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة والتي نفاها مكتبه فيما بعد، تشير بالضبط إلى نقطة الضعف التي من المحتمل أن تكون سببا رئيسيا لحل الشراكة والحكومة. 

هل تتفكك حكومة الحرب قريبًا؟

ويُشير المحلل السياسي أليف صباغ إلى أن حكومة الحرب تشكلت بقرار أمريكي ولن تتفكك إلا بقرار أمريكي، قائلًا، "كان الهدف من انضمام أيزنكوت وغانتس لحكومة الطوارئ هي عدم إعطاء نتنياهو وحلفائه من الصهيونية الدينية إمكانية اتخاذ قرارا دون رقابة أمريكية ولذلك فإن هذا الكابينت لن ينتهي إلا إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن ينتهي".

ويتابع للجرمق، "من ناحية أخرى فإن غانتس وأيزنكوت يحسبون حساب الانتخابات، ووفق استطلاعات الرأي العام، فإن غانتس كسب الكثير عندما انضم لكابينت الحرب"، منوهًا إلى أن غانتس انضم لكابينت الحرب وليس للحكومة الإسرائيلية.

ويقول للجرمق، "غانتس لديه حسابات انتخابية ويعتقد أنه إذا انسحب من كابينت الحرب، فسيخسر وبطبيعة الحال كل التوقعات تقول إنه سيخسر والسؤال ما هو مقدار الخسارة، فكم سيخسر من الجمهور الذي انضم إليه في هذه المرحلة وهذه هي الأسباب الساسية".

ويضيف للجرمق، "أما عن الأسباب التي قد تدفع غانتس وأيزنكوت للخروج من الكابينت هي بدون شك حسابات عسكرية، فبالإضافة للحسابات السياسية، فإنه أي جيش في العالم لا يستطيع الاستمرار بالحرب دون أن يعرف المآلات السياسية للحرب وأي حكومة لا يد أن تضع أمامها الأهداف السياسية للحرب وليس فقط العسكرية وطالما أن نتنياهو لا يفصح عن الأسباب السياسية في الحرب مع أن الجميع يعلم ما هي أهدافه السياسية".

ويضيف للجرمق، "لم يفصح نتنياهو عن أهدافه، وهذا ما يزعج الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يزعج غانتس وأيزنكوت والجيش أيضًا، فحتى وزير الجيش غالانت قال كلامًا شبيهًا بما يقوله غانتس، حيث يقف غالانت على خط التماس بين نتنياهو وبين غانتس ولكن يذهب أكثر باتجاه نتنياهو".

ويتابع صباغ للجرمق، "غالانت قال إنه لا يمكن للجيش أن يستمر دون رؤية سياسية ولذلك الرؤية السياسية مهمة للجيش والتنفيذ العسكري يتحسن أو يتراجع بقدر ثقة الجيش بالقيادات السياسية وإذا كانت القيادات السياسية لا تريد أن تفصح عن الأهداف السياسية فستتراجع الثقة بها وإذا تراجعت الثقة يتراجع الأداء".

ويقول للجرمق، "حتى قائد الأركان طلب من نتنياهو معرفة ما هي أهداف الحرب السياسية، وغانتس طالب بذات الشيء فهو أقرب للجيش تاريخيًا، والولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تعلم الأهداف".

ويتابع للجرمق، "بالرغم من أن الأبعاد الدولية والإقليمية للحرب متفق عليها بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ولكن هناك خلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل حول إدارة قطاع غزة".

الدوافع الحقيقية لنتنياهو من الحرب

ويوضح المحلل السياسي أليف صباغ أن، "الخلاف جاء بسبب التزام نتنياهو بائتلاف الحكومي مع الصهيونية الدينية ولذلك يبدو واضحًا للجميع أن الدوافع لهذه الحرب هي دوافع دينية والأهداف لها علاقة بالدوافع الدينية وهذا ما لا يفصح عنه نتنياهو ولكن من يقرأ ما قاله الأخير في بداية الحرب، حيث أسماها حرب "يشوع بن نون" وحرب "الملك داود"".

ويتابع صباغ أن نتنياهو، "تحدث عن تحقيق هذه النبوءة، ومن يتعرف على نبوءة أشعيا وما هي حرب يشوع بن نون يعرف أن هذه الحرب توراتية، وحرب إبادة، وهذا ما لا ترضى عنه الولايات المتحدة الأمريكية ولا تصمد أمام الرأي العام الذي يعارضه لذلك تريد الولايات المتحدة من نتنياهو أن يتراجع عن هذه الأهداف، وأن يبقى ضمن الأهداف السياسية العامة المتفق عليها مع الولايات المتحدة مع أنها ليست بعيدة عن التهجير إن كان ممكنًا ولكنها حاليًا ترى أنه من غير الممكن تحويل قطاع غزة لأرض غير قابلة للعيش، وبالتالي هذا الهدف إسرائيلي وليس أمريكي ولكن ’إسرائيل’ لا تفصح عن هذا الهدف، ولكن القصف المتعمد بالمئات يوميًا يحرج أمريكيا ولا يحرج نتنياهو والرئيس بايدن يخسر يوميًا حساباته الانتخابية بسبب استمرار الحرب بينما نتنياهو يكسب يوميًا لانه يرضي جمهور الناخبين بمدى القتل والتهجير والتدمير الذي يحصل في غزة وهذا خلاف بين بايدن ونتنياهو".

الخلافات تتعمق

وتُشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الخلافات تتعمق داخل كابينت الحرب وبين الإدارة الأمريكية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما يقول المحلل السياسي أليف صباغ إنه، "قيل عبر وسائل الإعلام أن الرئيس الأمريكي بايدن أغلق الهاتف في وجه نتنياهو خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة قبل نحو شهر، كما أنه لا يُسمح لغالانت أن يُدخل مساعديه لاجتماعات مجلس الحرب وغانتس لا يحضر أحيانًا الاجتماعات، وقادة الجيش أحيانًا لا يحضرون الاجتماعات".

ويضيف صباغ أن، "هذا السلوك هو سلوك نتنياهو ونهجه منذ أن قدم للسلطة لغاية اليوم ودائمًا ما كان يحاول أن يقرّب منه من يعارضه ويقصي من هو قريب منه ثم يقصي من اقترب منه وهذه هي صفات الزعيم الفاشي، وكل الزعماء الفاشيين تاريخيًا تظهر شخصياتهم على هذا الشكل، فالزعيم الفاشي يُحب أن يُظهر بمظهر أنه يستطيع أن يقرّب منه من يريد ويقصي من يريد وفي نهاية المطاف يقصي كل منافسيه، ويبحث بذلك عن رضى الجمهور عن الزعيم القوي ونتنياهو يريد أن يبين للجمهور أنه الرجل القوي، في الوقت الذي يبحث فيه الجمهور الفاشي عن زعيم قوي، ونتنياهو زعيم قوي في إسرائيل منذ 20 عامًا حتى الآن".

متى تنهار حكومة الحرب؟

ويقول أليف صباغ في حديث للجرمق، إن، "عدة متغيرات قد تحدث تؤدي إما لإنفجار الأوضاع وتحويل الحرب لإقليمية أو قد تحدث أمور تؤدي لوقف الحرب خلال 24 ساعة".

ويتابع للجرمق، "من الممكن أن يحدث حدث عسكري مفاجئ يمكن أن يغير مسار الحرب وينهيها خلال 24 ساعة، وقد يحدث حدث عسكري يحول الحرب لإقليمية وقد يتم اغتيال قيادي كبير من أحد أطراف ويؤدي لتغيير مسار الحرب، فبذلك لا يوجد قيمة لتحديد فترة زمنية لانهيار حكومة الحرب كما تقول وسائل إعلام إسرائيلية".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر