محللون: نتنياهو يحاول الانتقام من غالانت

الحكومة الإسرائيلية


  • الأحد 14 يناير ,2024
محللون: نتنياهو يحاول الانتقام من غالانت
"غالانت"، و "نتنياهو"

ارتفعت في الآونة الأخيرة حدة التوترات والخلافات داخل "كابينيت" الحرب، والائتلاف الحكومي الإسرائيلي عمومًا، وظهرت تلك الخلافات جليةً في اجتماع الكابينيت يوم أمس، عندما غادر وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف غالانت" اجتماع "الكابينيت" بعد عدم السماح لمدير مكتبه حضور الاجتماع.

وغادر "غالانت" أمس الاجتماع، قائلًا: "توقفوا عن التدخل بعملي"، ليعود لحضور الاجتماع في الجزء الثاني منه، ومن بين خلافات الحكومة الإسرائيلية في هذه الفترة أيضًا، موضوع إقرار موازنة عام 2024، حيث تعتزم وزارة المالية الإسرائيلية زيادة ميزانية الجيش الإسرائيلي، وتخفيض ميزانيات وزارات أخرى، الأمر الذي أدى لاعتراض بعض وزراء الحكومة وتهديدهم بعدم تمرير الميزانية.

"عداء سابق بين غالانت ونتنياهو"..

ومن جهته، يقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "نتنياهو اليوم يرى في غالانت أنه معادٍ له حتى في تصرفاته وفي سياسته، والخلافات بين نتنياهو وغالانت طبعًا كبيرة جدًا، خاصة وأن نتنياهو كان قد أقال غالانت خلال الاحتجاجات ضد الحكومة بسبب إضعاف الجهاز القضائي في حينه ولكن عمليًا بضغط شعبي أجبر نتنياهو على إعادة غالانت إلى وزارة الجيش".

ويردف، "المظاهرات التي خرجت في نفس اليوم كانت ستؤثر كثيراً على نتنياهو ولذلك هو اضطر للتراجع عن قراره، ولم ينسى نتنياهو ذلك لغالانت حتى أنه داخل كابينيت الحرب يحاول التضييق عليه كما حدث بالأمس عندما ترك غالانت اجتماع الكابينت إذ أن نتنياهو منع مدير طاقم غالانت من المشاركة في هذا الاجتماع دون إعطاء أسباب جدية لهذا المنع".

ويتابع، "البعض يعتقد أن السبب هو كي لا يتم تسريب معلومات من هذا الاجتماع، ولكن هذا غير صحيح والواقع أنه من خلال هذا التصرف مع مدير مكتب غالانت أراد نتنياهو أن يقول لغالانت بإمكانك أن تترك الآن وزارة الجيش، يعني نتنياهو لا يريد بقاء غالانت في وزارة الجيش، ولكنه لا يستطيع الإطاحة به الآن وخلال هذه الحرب، وغالانت يحظى بشعبية بين صفوف الإسرائيليين بسبب موقفه من إضعاف الجهاز القضائي".

"لم يتوقع غانتس أن تستمر الحرب حتى اليوم"..

وفي هذا السياق، يقوم المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر في حديثٍ خاص مع الجرمق: "يبدو أن بعض أقطاب الحكومة الإسرائيلية ومنهم من هو داخل كابينيت الحرب، وبالذات غانتس، وأيزنكوت، لم يتوقعوا أن تدوم الحرب لهذا الوقت، وقد يحققوا الأهداف التي وضعوها".

ويتابع، "لاحقًا أصبحوا يعتقدون أن تحقيق هذه الأهداف بات أمرًا مستحيلًا، فنحن في اليوم الـ 100 للحرب، ولم يتم القضاء على حركة حماس، ولا إخراج أي محتجز إسرائيلي، ولا ننسى أيضًا أن الكثير من السياسيين الإسرائيليين ينتظرون زوال حكم نتنياهو، فيبدو أنهم وصلوا إلى نتيجة مفادها، أن استمرار الحرب هو لصالح نتنياهو واستمراره في الحكومة".

ويضيف، "ونضيف إلى ذلك أنه عدا عن الصفقة التي تمت في بداية الحرب، لم يتم إخراج أي من المحتجزين، حتى وصل الأمر لمشاركة غانتس في تظاهرة تل أبيب، وهذا مؤشر على أن هذا الرجل يسعى للوصول إلى الحكم، ويبدو أنه لم يعتقد أن يبقى نتنياهو كل هذه الفترة بالحكم، لكن الأمور لم تعد تسير في صالح نتنياهو".

أهداف الحرب على غزة..

ويقول عباس لـ الجرمق: "بالطبع إسرائيل بعد 100 يوم لم تحقق أي شيء، ولم تنجز أي شيء في حربها على قطاع غزة، وبالتالي هناك نوع من التخبط وعدم معرفة ما تريده هذه الحكومة، نتنياهو عندما قال بالأمس أنه لن يوقف هذه الحرب لا لاهاي ولا بغيرها على الرغم من  فشله في تحقيق أهدافه المعلنة بالنسبة لهذه الحرب، هو يريد أن يقول للمجتمع الاسرائيلي نحن نواصل هذه الحرب، وأنا ما زلت أصر على موقفي".

ويضيف، "عملياً عدم تحقيق الأهداف أو أي إنجاز يذكر لإسرائيل أكبر دليل على فشل هذه الحكومة حتى في حربها على قطاع غزة، لذلك يعني أنا لا أستبعد أن يبدأ نتنياهو بتوجيه أصابع الاتهام إلى القيادة العسكرية، طبعًا نتنياهو شخصيًا لا يقوم بذلك إنما من يقوم بذلك هم الكلاب النابحة عند نتنياهو أمثال بن غفير وسموتريتش الذين هاجموا ولأول مرة في تاريخ إسرائيل خلال الحرب وبشكل غير مسبوق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وبدون موافقة أو تنسيق مع نتنياهو لا يمكن لأحد مهاجمة قائد الجيش الاسرائيلي، وهنا بدأت الحملة لنتنياهو لاتهام القيادة العسكرية بالمسؤولية عما حدث في الـ 7 من أكتوبر، ويريد من خلال هذا التعقيد أن  يبرئ نفسه مما حدث في الـ 7 من أكتوبر".

بعد الحرب..

ويقول إبراهيم أبو جابر: "غالبية الموجودين الآن في الحكم بالقيادة السياسية والعسكرية والاستخباريتية سيتركون مناصبهم، واضح جدًا أنهم سيستقيلوا، باستثناء نتنياهو الذي لم يتحمل حتى الآن مسؤولية ما حصل في الـ 7 من أكتوبر".

ويتابع، "رأيت اليوم تصريح لرئيس الشاباك يقول فيه إنه سيتخلى عن منصبه بعد الحرب، الكثير من الرؤوس ستخلي مناصبها بعد الحرب، وربما ستفتح ملفات أمام المحاكم الإسرائيلية، فالخلاف الآن أنهم جميعهم يشعرون بالمسؤولية وسيخلون هذه المناصب بدلًا من البقاء طعمًا بيد نتنياهو الذي يتهرب من الملفات القضائية حتى اليوم".

ويردف، "نتنياهو حتى اليوم يحاول التهرب من فشله الكبير بما حدث في الـ 7 من أكتوبر، ويحاول أن يلقي العبء على المستوى العسكري وهو ما يجعل آيزنكوت وغالانت، ورئيس الأركان، وغانتس وهؤلاء هم رجال عسكر، يخشون أن نتنياهو يعمل من خلفهم".

التوقعات بشأن نهاية الحرب..

ويقول أبو جابر لـ الجرمق: "أتوقع أن الطرف الإسرائيلي سيستمر بالحرب إلى أن يقوم بما يتم التخطيط له بالجنوب وبالذات في خانيونس، تحديدًا همه الآن هو القضاء على خانيونس، والوصول إلى ما يتم الوصول إليه من محتجزين، واغتيال قيادات في غزة".

ويضيف أبو جابر، "يبقى الآن رفح ومحور فيلاديلفيا، إسرائيل أبلغت مصر حسب وسائل إعلام أنها ستقوم باحتلال ذلك المحور، ومصر رفضت ولو علنًا، والآن هذا الأمر بين أخذ ورد بين إسرائيل ومصر، ولا أستبعد أن تغير إسرائيل على محور فيلادلفيا، ومصر متواطئة بالحرب، وهذا قد يؤدي للسيطرة على معبر رفح، والدفع بمئات آلاف الفلسطينيين بالهجرة إلى مصر وصحراء سيناء، وهناك تخطيط لإقامة منطقة عازلة بعرض كيلو متر على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر