برنامج "حديث الحرب" يحاور القيادي في التجمع سامي أبو شحادة

"حديث الحرب"


  • الثلاثاء 9 يناير ,2024
برنامج "حديث الحرب" يحاور القيادي في التجمع سامي أبو شحادة
سامي أبو شحادة

ناقشت الحلقة الأولى من برنامج "حديث الحرب" مع القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة الحالة السياسية التي يمر بها الفلسطينيون بأراضي48 منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر، حيث أكد أبو شحادة خلال حديثه على أن أراضي48 كانت أحد الجبهات التي أعلن عليها "نتنياهو" الحرب.
ويقول القيادي ورئيس حزب التجمع الديمقراطي لـ الجرمق: "تاريخ جديد يكتب، هذا حدث ليس فقط في بدايته، هو حدث تاريخي ومستمر، واستراتيجي متدحرج، للأسف بعد 3 أشهر من الحرب والمعاناة نحن لا نعرف إن كنا في بداية الحدث أم في منتصف الحدث أم في نهايته. ما زالت الأمور غامضة وللأسف ممكن أن تطور بشكل أسوأ".

 

العلاقة بين يافا وغزة..

ويتابع، "عمليًا كل عدوان على غزة، المشهد في يافا يختلف عن باقي الداخل الفلسطيني، بسبب النكبة وتهجير جزء كبير من أهالي يافا إلى غزة، تقريبًا لا يوجد عائلة في يافا ليس لديها أقارب في غزة، على المستوى الشخصي أعرف حالات صعبة جدًا في غزة، عائلات فقد العشرات، جزء من النقاش، إذا كان هناك إمكانية لإقامة بيت أجر، عائلات تفقد عشرات منها، ويكون هناك خوف إذا تم فتح بيت أجر يكون هناك اعتقال، رغم الألم ممنوع أن تحزن، حقيقة هناك نوع جديد من الاضطهاد".

ويردف، "نحن الفلسطينيون في الداخل جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب العربي الفلسطيني وهذه الحرب على أهلنا وشعبنا وفي ذات الوقت نحن مواطنين في دولة تتعامل مع شعبنا كعدو وهي حالة غريبة، وأشك أنه هنالك حالة تشبهها، عمليًا الصهيونية هي مشروع استيطاني استعماري، أوربيون الذين هاجروا على مكان آخر وكذا وادعوا أن الآخر غير موجود او الآخر متخلف وأقاموا دولتهم على خراب فلسطين وعلى دمار الشعب الفلسطيني وتهجير أهله وهذه الدولة تتعامل مع الجزء المهجر من أهلنا كعدو وتتعامل معنا كعدو".

"نتنياهو أعلن الحرب على أراضي48"..

ويقول: "جزء من الناس نسى أنه حينما أعلن رئيس الحكومة الفاشي بنيامين نتنياهو الحرب أعلنها على أربع جبهات على أهلنا في غزة، على أهلنا في الضفة، على الجبهة الشمالية مع لبنان وقال أن هنالك جبهة رابعة وهي الجبهة الداخلية، من هي الجبهة الداخلية؟ نحن، نحنا جزء مما أعلن عليه الحرب".

ويضيف لـ الجرمق، "هذه أكثر حكومة فاشية متشددة منذ النكبة، وأعلنت علينا الحرب، وهي تتعامل معنا كأعداء وهذا يؤثر علينا في كل مناحي الحياة، الوضع جديد ورهيب، ويؤثر على الجميع، أولًا الملاحقة السياسية، ليست فقط للسياسيين، هناك ملاحقات لطلاب بسبب كتابة جملة إنسانية، أو اقتباسات من القرآن، جزء من هؤلاء الطلاب تم طردهم من التعليم حتى دون جلسة استماع بما يتناقض مع قوانين الجامعات والكليات، عنا أطباء في المستشفيات يتم ملاحقتهم لموقف إنساني. عمال، عدد كبير من العمال طردوا من العمل فقط لأنهم عرب".

ويتابع، "المجتمع الإسرائيلي في حالة رهيبة من الاحتقان، الغضب، الإحباط، العنصرية والبشاعة، وثانياً الحالة التي نعرفها أن الدولة في حالة حرب والجيش لديه دور عسكري وهناك فصل بين المجتمع المدني والعسكر كأي مجتمع إنساني آخر، لكن إسرائيل ليست كذلك، ليس هناك فصل بين المجتمع المدني والجيش و أجهزة الأمن لأنه كل المجتمع في الجيش وكل المجتمع منخرط في حالة الحرب، والذي لم يذهب للقيام بجرائم حرب ضد أهلنا في غزة أو الضفة أو في القدس عم يأخذ دوره في الممارسات العنصرية على العمال وعلى الأطباء وعلى معلمين المدارس وعلى طلاب الجامعات".

مع بداية العدوان كان الحديث عن تهجير ليس لغزة فقط بل للضفة وغزة والقدس، والداخل أيضًا، لأن هذه الدولة من الأساس مبنية على أساس عنصري يميز ضدنا في كل مجالات الحياة، مبنية على الفوقية اليهودية أما المواطن اليهودي هو المواطن الوحيد الذي لديه فيه حق وتكفل له باقي الحقوق، لذلك هناك تهديد بسحب المواطنة".

ويقول أبو شحادة: "عائلتنا تقتل في غزة ونحن في يافا ممنوع أن نتألم، شيء غريب، والصوت الآخر المسموح به والذي يعتبر صوت شرعي، أصوات تدعو إلى الإبادة، أصوات تدعو إلى التهجير، أصوات تدعو إلى القتل إلى سفك الدماء كل ذلك مسموح،  كل الأصوات التي تدعو إلى العنف إلى القتل وإلى المزيد من الجرائم هذه أصوات مسموحة و شرعية ومقبولة".

ويتابع، "الصوت العاطل الوحيد الإنساني الذي يدعو إلى وقف الحرب، الذي يدعو إلى السلام والذي يدعو إلى وقف سفك الدماء يعتبر صوت غير شرعي غير مقبول وإذا رفعه هناك اعتقالات وظروف رهيبة للمعتقلين".

إخفاقات..

ويضيف سامي أبو شحادة، "نحن اخفقنا في تدويل قضية الفلسطينيين في الداخل، كقيادة، تجمع وغير تجمع، نحن لم نفعل بما فيه الكفاية لتدويل قضية الفلسطينيين في الداخل مع أنه هذا الباب كان يمكن أن يكون مساعد جداً خاصة في هذه الظروف، هناك بعض المحاولات، ويوجد رسائل وجهت للأمم المتحدة، لكن بصدق نحن لم نفعل ما فيه الكفاية لتدويل قضيتنا".

ويردف، "نحن بصدد مشروع مع عشرات من المثقفين والنشطاء من أبناء وبنات مجتمعنا في مجال الحقوق أو في مجال النشاط السياسي وفي مجال العمل المجتمع المدني نقوم ببناء جمعية اسمها جمعية مناهضة العنصرية في إسرائيل والتي تهدف بشكل جدي وعلمي مدروس على رصد كافة أشكال العنصرية التي يعاني منها الفلسطينيون في الداخل والعمل على الساحة الدولية للمرافعات الدولية".

"شعب الجبارين"..

ويقول: "نحن مقصرون مع غزة، القائد أبو عمار كان يقول أن الفلسطينيين شعب الجبارين، وإذا كان هناك أحد يستحق هذا اللقب هم الشعب الفلسطيني، وأهلنا في غزة، نحن في الظروف التي نعيشها مع حالة التحريض العنصري والمطاردة والملاحقة والقمع والاضطهاد، عملنا القليل القليل، كان هناك رفع لصوت الحرب، والمطالبة بوقف الحرب، دور إعلامي لكن كل ذلك لا شيء مقابل تضحيات غزة، وفي الظروف التي نعيشها الدور محدود، ويجب أن يكون دورنا أكبر بكثير".

ويتابع، "الوضع ليس وضع تقصير، الكثير من عملنا زيارات لقرانا ومدننا، ونساعد بما نستطيع في الداخل طبعًا، التعبير محدود جدًا لأن الإمكانيات محدودة جدًا، القضية ليست قضية أن نستطيع ولم نفعل، الظروف التي نعيشها لا تسمح بأكثر، أنا أعلم أن الأمور ليست سهلة".

ملاحقة الفلسطينيين بأراضي48..

ويقول سامي لـ الجرمق: "لا يوجد شيء لرفع الصوت بغزة لم نقم به، حاولنا منذ الأسبوع الأول تنظيم تظاهرة لرفع الصوت في غزة، وتلقينا تهديدات مباشرة من الشرطة الإسرائيلية بأن الأوامر التي لديهم هي استخدام الرصاص الحي، وأن أي حراك سياسي ضد الحرب ممنوع، وتم تهديد صاحب أحد القاعات التي كنا ننوي إقامة مهرجان شعبي ضد الحرب فيها بإغلاق القاعة لمدة 3 أشهر".

ويضيف في حديثه لـ الجرمق، "من باب المسؤولية والخوف، لم نقم بهذا النشاط، استبدلنا المسيرة بالتظاهرات، وتم تهديدنا بشكل واضح، فبدأنا بنشاط في قاعة بحيفا، لنرفع الصوت ضد الحرب، تم تهديد صاحب القاعة من أجهزة المخابرات والشرطة، والبلدية، بتوجهنا لمدينة عربية، وحصل ذات الشيء، تم تهديد صاحب القاعة بأنه سيتم إغلاق القاعة لـ 3 أشهر".

ويتابع، "عندما قمنا بنشاط بالناصرة، عبارة عن تظاهرة، والتي ليست بحاجة لتصريح، تم اعتقالي والأخوة بالتجمع، ورئيس لجنة المتابعة، وأخوة من أحزاب أخرى، دون أن تكون الوقفة، لم يكن هناك أي سبب قانوني، قلنا للمحقق إن الاعتقال تعسفي وغير قانوني، فضحك المحقق وقال: نحن القانون، لديهم تعليمات واضحة بأنه بإمكانهم فعل ما يريدون".

ويضيف، "وزير الأمن القومي المسؤول عن جهاز الشرطة، وهو متهم بالفساد هو من يتعامل معنا، يجب أن نكون قيادة مسؤولة، التقديرات مع بداية الحرب كانت أن التهجير قد يطال الجميع، وأن هناك رغبة جدية حقيقة للانتقام، والذي قد يأتي بالكثير من الشهداء بالداخل الفلسطيني".

ويردف، "يوجد أمور حقيرة جدًا، ماذا يعني أن تطلب الحركات الطلابية الإسرائيلية من طلاب الجامعة أن يتجسسوا على طلاب فلسطينيين وتقدم شكاوى بهم؟، ومن ثم تقدم الجامعة شكاوى للشرطة الإسرائيلية!، هذا يعني عسكرة الجامعات، وقلبها إلى جهاز أمن، 

ويؤكد أبو شحادة على أن الملاحقة موجودة على الفلسطيني بأراضي48 بكل مجالات الحياة، مضيفًا بأن الملاحقة تشمل أيضًا الحديث عن سحب مواطنة 450 فلسطيني بأراضي48.

ويقول: "سحب الجنسية يعني تهجير، يعني أننا فقدنا كل حقوقنا، وأن وجودنا هنا أصبح علامة استفهام كبيرة، وأنه سيتم طردنا، أسمع الكثير من الانتقادات للفلسطينيين في الداخل، من يطالب بذلك عليه أن يعلم التعقيدات بالداخل، وما هو الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون بالداخل، وما هي الملاحقة التي يتعرض الفلسطينيون لها بالداخل".

ملاحقة وتهديدات بالقتل..
ويردف، "تعرضت للكثير من التهديد بالقتل، والملاحقة، أحد أقاربي اتصل بي وقال لي أن مجموعة على تيلغرام تطلب مكان سكني ليحرقوه، نحن القيادات نتحدث مع بعضنا ويكون مثل هذا الأمر غير مفاجئ، وليس هناك أحد تشتكي له".

ويتابع لـ الجرمق، "الوزير الإرهابي بن غفير قام بتوزيع آلاف قطع السلاح لقتل العربي، الشرطة الإسرائيلية لها دور فاعل سلبي في تسليح المتطرفين، يوجد جماعة عنصرية يحملون هذا الفكر العنصري وينتظرون أي لحظة ليقتلوا العربي، ويأتي وزير الأمن القومي ليوزع عليهم السلاح وينظمهم كميليشيات!".

ويضيف، "أنا لا أعتقد أن هناك شبيه بالمجتمع الإسرائيلي، الذي أولًا عدد الناس التي لديها تدريب عسكري مقارنة بعدد المواطنين كـ إسرائيل، صمود المقاومة يزيد من حالة الإحباط والغضب، ويخرجوه على الكل الفلسطيني، على غزة، على الضفة، والقدس، والداخل".

ضحايا الحرب الإسرائيلية..

ويقول: "ضحايا هذه الحرب هم بالأساس أهلنا في قطاع غزة، هناك ضحايا نحن رأيناهم، وضحايا لم نراهم، الأسرى، والمعتقلين، والشهداء، والجرحى، في الضفة وغزة، مئات ملايين المواطنين العرب وليس الأنظمة ممن لا يستطيعون رفع الظلم عن غزة، ويشاهدون التلفاز بهذا النوع من العجز هم ضحايا حرب".

ماذا بعد الحرب؟

ويشير سامي لـ الجرمق إلى أن الحرب ستكون طويلة، مضيفًا، "بعد الحرب، علينا أن نحافظ على أمل الناس كقيادات، وألا يغرق مجتمعنا بحالة من اليأس والإحباط لأن ذلك ليس مشروع سياسي، يجب أن نناضل من أجل حقنا بتقرير مصيرنا".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر