سموتريتش و"التواجد المدني" في غزة

في مقابلة مع اذاعة الجيش يوم 31/12/2023 شدد وزير المالية والوزير في وزارة الامن سموتريتش شدد على ضرورة سيطرة اسرائيل على غزة وتقليص جوهري في عدد الفلسطينيين بحيث لا يتجاوز 100 – 200 الف فلسطيني، وعندها سيكون مختلفا كل النقاش بشأن "اليوم التالي". كما وأضاف بأنه من اجل توفير الأمن يتوجب على اسرائيل السيطرة على غزة ، بينما يتطلب تحقيق غاية السيطرة العسكرية واستدامتها فذلك يتطلب حضورا مدنيا ايضا، ويعني بذلك الاستيطان.
قراءة:
تأتي تصريحات سموتريتش في سياق منحيين متكاملين؛ الاول هو الحملة التي يشنها هو وبن غفير لابطال كابينيت ادارة الحرب وإعادة ادارة الحرب الى المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية والذي له هو وبن غفير حضورا قويا فيه، بينما المنحى الثاني هو ما أُعلن عنه في اواسط تشرين ثان نوفمبر عن اقامة ائتلاف يميني لاعلادة استيطان قطاع غزة بشماله وجنوبه.
في مؤتمره الصحفي يوم 30/12 عاد نتنياهو الى خندقه السياسي الذي يشعر فيه بالراحة والأمان الى جانب بن غفير وسموتريتش وفعليا فتح الباب امام غانتس لترك مجلس وزاري الحرب، وذلك في مسعى للعودة الى جمهور المصوتين من اقصى اليمن، وأكد نتنياهو على استدامة الحرب على غزة، وعلى دعمه للمستوطنين وعلى تقويض السلطة الفلسطينية ومنع الدولة الفلسطينية، وتجاه بن غفير اعلن دعمه لموقفه ضد مفوضة السجون وخلق اجواء تتيح استباحة الحركة الاسيرة الفلسطينية بقمع عدواني من دون اية كوابح. وفي تصريحه لاذاعة الجيش صباح اليوم التالي اعاد سموتريتش صوته وحضوره السياسي والعقائدي الى مجلس الحرب الذي تم استبعاده منه نتيجة للضغط الامريكي وضغط الجيش والشاباك.
في حين ان سموتريتش عمليا جاء بما اطلق عليه في العام 2017 "خطة الحسم" القائمة على تطهير الضفة الغربية من أهلها الفلسطينيين وضمها في اطار "مملكة يهودا" و"دولة الشريعة"، ليطبّ
قه على غزة ومستندا الى تحالف المستوطنين الذي يقوده مجلس المستوطنات وحصريا مجلس مستوطنات شومرون (السامرة) وهو التحالف الذي شكل قوة ضاغطة في اذار مارس 2023 وراء قرار الكنيست بإلغاء قانون الانفصال مع غزة وشمال الضفة الغربية وهدم المستوطنات في الموقعين. ليدعو سموتريتش الى استيطان شمال قطاع غزة حيث يرى ان اسرائيل قد سيطرت عسكريا ليتبع ذلك استيطان المنطقة الجنوبية وإعادة إنشاء مستوطنات "غوش قطيف" جنوب غرب القطاع. ويرى ان مجلس المستوطنات المذكور والتحالف اليميني يشكلان البنية التنظيمية لاعلادة الاستيطان في قطاع غزة، الى حين تخضع الدولة لقرار المستوطنين وممثلهم في الحكومة.
يسارع سموتريتش خطواته نحو إلغاء كابينيت الحرب وذلك لمنع البت في الحكومة في مسألة "اليوم التالي"، ولمنع اي ربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ولمنع ايقاف الحرب حتى ولو بثمن عدم استعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وكذلك للوقوف الى جانب نتنياهو في اطالة أمد حكومته والتصدي للضغط الشعبي الاسرائيلي وللضغط الامريكي لتغييرها.
تصريحات الوزير الاسرائيلي سموتريتش فيها دلالة على مخططاته تجاه الضفة الغربية والتي يتوافق حولها مع نتنياهو الذي صمت مقابل تصريحات وزيره. وفيها تأكيد بأن مخططات الحرب على غزة هي مخططات لخدمة تيار سياسي يميني استيطاني، وربما تشكل اساس لاحتجاجات داخل الجيش الذي بدأت اوساط فيه ترى بها حربا سياسية وليست وطنية بالمفهوم الاسرائيلي.
للخلاصة:
تأتي تصريحات سموتريتش متكاملة مع موقف نتنياهو بصدد المخططات و"اليوم التالي" للحرب.
الغاية السياسية الحزبية هي إلغاء كابينيت الحرب
مخططات اعادة استيطان غزة واردة فعليا ضمن ما ترسمه اسرائيل لقطاع غزة
في حال نجح نموذج سموتريتش في قطاع غزة فإنه قد يشكل مقدمة لتطبيقه في الضفة الغربية
مخطط التطهير العرقي للشعب الفلسطيني من قطاع غزة لا يزال سيد الموقف في اروقة اليمين الاسرائيلي وحكومة نتنياهو.