ما إمكانية اجتياح قطاع غزة بريًا في الحرب الراهنة؟
إسرائيل

هددت السلطات الإسرائيلية بتنفيذ باجتياح بري لقطاع غزة على خلفية الأحداث التي اندلعت في مستوطنات الغلاف منذ السبت الماضي، والتي أسر خلالها عشرات الإسرائيليين لدى كتائب القسام، وقتل فيها أكثر من 1500 إسرائيلي.
"الاجتياح البري لا بد منه بهذه الحالة"..
ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "يوجد قرار إسرائيلي باجتياح إسرائيل لقطاع غزة، عندما تقرر إسرائيل ذلك وتقول لسكان غزة إن عليهم إخلاء غزة خلال 24 ساعة، هذا يعني أن هناك قرار لتدمير غزة".
ويتابع، "هم يعتقدون أن الفصائل تعمل ولا تزال تعمل تحت الأرض، إسرائيل تقول إنها قصفت آلاف المواقع للفصائل لكن هذا غير صحيح لأنها كلما قصفت يكون هناك رد فوري بالصواريخ، وقبل قليل سقط صاروخ في الشمال في حيفا".
ويردف، "إسرائيل لم تستطع القضاء على البنية التحتية للفصائل الفلسطينية كا قال نتنياهو ووزير الجيش غالانت ولذلك لم يبقى لإسرائيل إلا الدخول برًا إلى قطاع غزة وهي لا تريد أن تتكبد خسائر كبيرة، لذلك تطلب من غزة ترك بيوتها والرحيل ليتسنى لها القصف من الجو أكثر وأكثر ليدخل الجيش برًا للقطاع لاحقًا".
ويقول عباس لـ الجرمق: "عمليًا حكومة إسرائيل قالت إنها لن تسمح بوجود السلاح داخل قطاع غزة، كيف ستفعل ذلك إن لم يكن باجتياح قطاع غزة!، السؤال ما هو الثمن؟، هم يدعون أن هذه الحرب ستكون طويلة وقاسية جدًا وسيكون لها ثمن باهظ جدًا لكن هم يصرون على الاجتياح البري لأن ما حدث صباح السبت كان صعقة لإسرائيل وصدمة لم تعهدها منذ 75 عامًا".
ويضيف، "من خلال مراقبتي للوضع الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين بت على قناعة أن إسرائيل ستدخل قطاع غزة برًا وهي مسألة وقت فقط، وإذا أرادت إسرائيل فعلًا تنفيذ مآربها فلن تستطيع أن تفعل ذلك من الجو فقط".
ماذا سيحدث للأسرى الإسرائيليين؟
ويقول عباس: "عمليًا أهالي الرهائن والأسرى في قطاع غزة يطالبون بإطلاق سراحهم فورًا والدخول بمفاوضات لذلك، لكن الحكومة الإسرائيلية لن تقر ذلك حتى الآن وكما نشر قبل قليل في فإن هناك 13 إسرائيليًا قتلوا في غارات على القطاع".
ويردف، "الإعلام الإسرائيلي لا يتطرق إلى هذا الأمر بشكل جدي وتواصل إسرائيل قصف القطاع وقبلها قتل 4 آخرين، لكن إسرائيل تواصل القصف، هي قالت إنها ستفتح ملف الأسرى والرهائن بعد انتهاء المعركة، وكيف ستنتهي هذه المعركة لا أحد يعلم، ملف الأسرى في آخر المطاف وليس الآن".
ماذا بعد الحرب؟
ويضيف فايز عباس لـ الجرمق، "نتنياهو بدون سموتريتش وبن غفير لا يستطيع أن يبقى رئيسًا للحكومة وهو مضطر لإبقائهم، السؤال، ماذا سيحدث في إسرائيل بعد انتهاء الحرب؟، إذا نظرنا إلى الوضع الآن يوجد إجماع في إسرائيل أن كل الإسرائيليين يقفون وراء الجيش الاسرائيلي، وليس الحكومة الإسرائيلية، لكن بعد انتهاء هذه الحرب إذا كانوا يتظاهرون 150 - 200 ألف في تل أبيب لإسقاط حكومة فأنا على قناعة أن أكثر من مليون ونصف إلى 2 مليون سيتظاهرون بعد الحرب لإسقاط الحكومة".
ويتابع، "المطالبة برحيل نتنياهو عمليًا بدأت، هناك استطلاع نشرته معاريف يبين أن أكثر من 50% يقولون إن على نتنياهو أن يستقيل من منصبه بعد انتهاء الحرب، هذه نسبة عالية جدًا لكيف يقيمون نتنياهو، هو حصل على نقاط ضعيفة جدًا، وضع نتنياهو على المستوى الشعبي في الحضيض".
ويردف، "ستستقط حكومة نتنياهو وحكومة اليمين حسب استطلاع معاريف، حسب الاستطلاع سيهبط الليكود من 32 مقعدًا، الائتلاف الذي يضم 66 عضوًا سهبط إلى 43 عضوًا، ونسبة المقاعد التي ستحصل عليها المعارضة اليوم ستصل إلى 78 مقعدًا، وهذا يعني أن الإسرائيليين فقدوا ثقتهم بهذه الحكومة والأحزاب التي تشكلها، وحتى لو نجح نتنياهو باجتياح غزة أنا على قناعة أن نتنياهو لن يبقى في منصبه ولن يعود إلى رئاسة الحكومة".
ويضيف لـ الجرمق: "ما حدث لم يحدث منذ حرب 73، إسرائيل خسرت في هذا الاجتياح، أكثر من 2000 شخص خلال ساعات قليلة قتلوا، لذلك المجتمع الإسرائيلي باعتقادي فقد ثقته بهذه الحكومة وفقد ثقته بالجيش، لكن الجيش يستعيد هذه الثقة إذا ما نجح في مهمته الجديدة باحتلال قطاع غزة".
وختم بالقول: "هذه الحرب صعب التكهن بها، لكن باعتقادي ستستمر من شهر إلى شهرين على الأقل لأن دخول غزة برًا ليس بهذه السهولة، وحتى الإسرائيليين يعلمون أن اجتياح غزة بريًا لن يكون سهلًا، وستكون طويلة وصعبة".