حكومة "إسرائيل" تقرر استئناف أعمال بناء توربينات الرياح بالجولان
الجولان

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية مساء اليوم الخميس أن السلطات الإسرائيلية قررت استئناف أعمال بناء توربينات الرياح بالجولان الأسبوع المقبل.
ووفقًا لهيئة البث، فإن قرار استئناف أعمال بناء التوربينات بالجولان جاء بتوجيه من رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو".
وقال الصحافي والناشط نبيه عويدات في حديثٍ خاص مع الجرمق إن القيادة والأهالي في الجولان علموا بخبر استئناف العمل على مشروع التوربينات جاء بشكل مفاجيء.
ولفت إلى أن أهالي الجولان السوري المحتل علموا بالخبر من وسائل الإعلام الإسرائيلية، مضيفًا، "تفاجئنا أنهم تراجعوا عن قرار تجميد المشروع".
وأردف، "سيكون هناك تصعيد بالتأكيد، سيكون هناك اجتماع للجان وسيتم اتخاذ القرارات المناسبة، لكن لن يكون هناك هدوء، بالتأكيد الأوضاع ستذهب إلى تصعيد ومواجهة".
وفي منتصف يونيو الماضي، اندلعت مواجهات بين الأهالي في الجولان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد اقتحام القوات الإسرائيلية لأراضي زراعية في الجولان لإقامة مشروع إسرائيلي يهدف لوضع مراوح للطاقة.
وأكدت القيادة الدينية والزمنية في الجولان على أنها لا تثق بقرارات الحكومة الإسرائيلية وأنها ستتعامل بحذر مع ما يصدر بشأن مشروع التوربينات في المنطقة.
وقال القيادي أبو صفا عز الدين في حديثٍ خاص مع الجرمق: "نحن نتعامل مع الوضع بحذر شديد، الشركة وبتعاون مع السلطات يباغتون بهجوم جديد متوقع مثل الهجوم السابق، في المرة السابقة جاؤوا ليلًا وبشكل مباغت".
وأضاف، "في الوقت ذاته لدينا أمل بأن دولة الاحتلال قد تأخذ بالحسبان تفاقم الأمور، وهي رأت الشعب ورأت كيف أنه لا يرخص بأرضه".
وأردف، "نحن مستعدون لنفدي أراضينا بأرواحنا، ومستعدون لتقديم الشهداء، في المرة الماضية قوات كبيرة اقتحمت المنطقة لكن نحن انتصرنا عليهم".
وختم بالقول: "نتعامل بحذر شديد من إعادة الكرة، والمماطلة والتأجيل بالمشروع يأتي من أن السلطات تريد أن تصنع لنفسها سلم زمني للنزول عن السقف".
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في نهاية شهر يونيو الماضي، عدم استئناف العمل بمشروع توربينات الرياح التي هب الأهالي في الجولان ضدها.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية فإن مكتب "نتنياهو" أبلغ الجهات المعنية بما فيها الشرطة الإسرائيلية وشركة "إنرجيكس" المكلفة بتنفيذ أعمال بناء التوربينات، بالقرار.
وذكر موقع "واينت" أن ما أبلغ به مكتب "نتنياهو" يأتي معاكس لموقف وزير الأمن القومي الإسرائيلي "ايتمار بن غفير" الذي يطالب باستئناف المشروع.
ما هو المشروع؟
وهذا المشروع وطرحه ليس بالأمر الجديد، ففي عام 2013 أثار مشروع المراوح الهوائية الذي طرحته شركة "انرجكس" الإسرائيلية غضب الأهالي في الجولان السوري المحتل.
ويأتي المشروع ضمن محاولة تطبيق القانون الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية عام 2009 والذي يقضي بالحصول على نسبة 10% من الطاقة الكهربائية عبر الموارد البديلة.
وقال مداح لـ الجرمق: "السكان في الجولان يعتمدون بشكل أساسي على الزراعية والاحتلال يحاول إقامة مشروع الطاقة الذي سيتسبب بمسح مئات آلاف الدونمات وتهجير السكان وقتل الأراضي".
وتابع، "عندما يفقد أهالي الجولان أراضيهم لن يتبق لهم مصدر دخل لمتابعة حياتهم، فهذه المراوح ضخمة جدًا، وستأكل مئات آلاف الدونمات حولها بسبب امتداد شفراتها في الجو، حيث يصل طول الشفرة الواحدة 36 متر، ما يعني أنها ستقتل الحياة والحيوانات وكل شيء حولها".
وأضاف، "هذه المراوح ستتسبب بمصادرة أراضي الجولان من بقعاثا إلى مجدل شمس، كما أنها لن توضع في المناطق التي يسكنها يهود وإنما تستهدف أراضي السوريين، خضنا منذ سنوات محاكم طويلة للتصدي لهذا المشروع الاحتلال الصهيوني التهجيري"
وقال الشيخ فؤاد الشاعر وهو مزارع من سكان الجولان المحتل وأسير محرر في حديثٍ سابق مع الجرمق إن بعض سكان المنطقة وقعوا لشركة "انرجكس" الإسرائيلية عام 2013 على عقود إيجار لأراضيهم، مشيرًا إلى أنه بعد استشارة خبراء وجدوا أن للمشروع أضرار كثيرة ما جعل الأهالي يتراجعون عن عقود الإيجار ويتوجهون للمحاكم لإلغاء العقود.
وأوضح الشاعر أن مشروع المراوح الهوائية يستهدف أراضي 3 قرى في الجولان وهي مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة، حيث يتضمن المشروع إقامة 32 مروحة على مساحة تصل إلى 3674 كيلومتر.
وأضاف، "هذا المشروع يهدد أراضينا، هذه الأراضي كانت مزروعة بالكرز والتفاح وهي ملك لأصحابها أب عن جد، منذ 3 أعوام نقف أمامهم، ونقوم بتوعية الأهالي حول خطورة هذا المشروع، قضيتنا قضية أرض و ملكيتنا للأرض لا نقاش عليها ونحن نرفض أي مشروع إسرائيلي على أراضينا".
وتابع، "هذا المشروع يشكل ضررًا على السكان، استشرنا خبراء وقالوا لنا إن المراوح تؤثر على السمع وعلى توازن الناس وأن لها أضرار كبيرة ولا يستطيع أحد الاقتراب من المكان الذي ستقام عليه المراوح، المشروع سيسحق الأراضي".
وأردف، "إقامة المراوح على أراضي الجولان سيؤثر على الخارطة الهيكلية للأرض كاملة، وسيؤثر على الزراعة التي يعتمد عليها الأهالي عبر تخريب الأراضي لتمرير معدات المشروع، ولن يسمحوا لنا مستقبلًا بأن نعمر منازل بقرب المراوح والأرض التي ستقام عليها المراوح، حصلوا على رخص للمشروع من لجان الترخيص الإسرائيلية".
وأكد فؤاد الشاعر على أن الأهالي يدافعون عن أرضهم على مستويين، الأول، القضاء ومحاولة استصدار قرار من المحكمة بعدم قانونية هذه المراوح، والمستوى الآخر هو النضال الشعبي، وتابع، "سنقاوم و سندافع عن أراضينا مهما كلفنا ذلك".
وشدد الشاعر في حديثه لـ الجرمق على أن هدف السلطات الإسرائيلية من هذا المشروع هو إزالة الأهالي وإخراجهم من أراضيهم، قائلًا: "هم يريدون إزالتنا عن هذه الأرض لكن نحن سنقاوم بكل ما نستطيع، لن نذهب إلى المنظمات الدولية لأنهم لن يتحركوا ولن يساعدونا ونحن نستطيع أن ندافع عن أراضينا".