محللون اقتصاديون يوضحون للجرمق: هذا هو مستقبل الشيكل أمام الدولار
اقتصاد

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا مقابل الشيكل الإسرائيلي، حيث وصل الدولار الواحد إلى 3.79 شيكل في رقمٍ قياسي منذ سنوات طويلة، ويعزي محللون اقتصاديون هذا الارتفاع للأزمة الداخلية الإسرائيلية التي أفرزتها التعديلات القضائية.
ويحذر محللون اقتصاديون من خطورة ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة نتيجة انخفاض قيمة الشيكل أمام الدولار، وذلك لأن المنتجات المستوردة يتم دفعها بالدولار.
ما علاقة الولايات المتحدة؟
ويقول المحلل الاقتصادي نبيل أرملي في حديثٍ خاص مع الجرمق: "التوقعات تشير إلى أن الدولار سيستمر بالارتفاع لأكثر من سبب، وأبرز هذه الأسباب، الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وتأثير ما يحدث على المزاج الاقتصادي العام".
ويضيف، "تلك الأسباب إلى جانب خوف الكثير من المستثمرين في البلاد مما قد يحدث على المستوى السياسي، وخروج المستثمرين للاستثمار في الخارج وعدم الاستثمار في البلاد تحسبًا لأي طارئ، السبب الثاني هو أن التوقعات تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر برفع سعر الفائدة".
ويتابع، "الفيدرال الأمريكي سيرفع سعر الفائدة بسبب نسبة التضخم المرتفعة نسبيًا والتي تضرب الاقتصاد الأمريكي، رفع الفوائد البنكية الأمريكية يشجع الناس على الاستثمار بالدولار لأن ذلك أكثر جدوى من آفاق استثمارية أخرى، تعزيز الطلب على الدولار يعني في نهاية المطاف ضعف الشيكل".
ويردف، "سعر صرف الدولار مقابل الشيكل يتأثر بالطلب والوضع الاقتصادي العام، فعندما يكون هناك استقرار اقتصادي وسياسي، يكون الاستثمار في الأسواق المحلية أكثر، وبناءًا على التوقعات فإنه في حال كانت الأوضاع الاقتصادية إيجابية في الفترة القادمة سيتم ضخ الأموال في الأسواق، والطلب على الدولار سيقل، لأن الاستثمارات بالشيكل، والعكس صحيح".
الاستثمارات في خطر..
ويضيف أرملي لـ الجرمق، "بالمجمل التقرير الأخير لمؤسسة التصنيف الائتماني يقول إن الوضع الاقتصادي الإسرائيلي مستقر، ذلك على الرغم من كل ما يحدث، هذا ما تراه مؤسسات التصنيف الائتماني".
ويقول: "أعتقد أن الأمر مركب أكثر، على الصعيد المالي قد يكون الوضع مستقر، وعلى مستوى الاستثمار وضخ الاستثمارات وفتح مشاريع جديدة الأمور صعبة، وهناك خوف كبير عند رجال الأعمال".
ما تأثير ذلك على الأفراد؟
ويتابع، "يجب أن نتذكر دائمًا أن ارتفاع وانخفاض الدولار أمام الشيكل يؤثر على الناس أي على الأفراد بشكل مباشر، وذلك من خلال ارتفاع تكاليف الاستيراد، فكل ما يتم استيراده يستورد بالدولار".
ويذكر أرملي من بين الأمور التي يتم استيرادها: "المواد الخام والنفط والمحروقات ومواد غذائية وإلكترونيات وسيارات"، مضيفًا، "كل ما ذكرته يستورد بالدولار، وكلما ارتفعت قيمة الدولار تزداد تكلفة استيراد السلع ويزداد سعرها".
لا ثقة بالتصنيف الائتماني في "إسرائيل"..
ويقول الخبير الاقتصادي وائل كريم لـ الجرمق: "ارتفاع الدولار يدل على أن هناك تهديد واضح للتصنيف الائتماني في إسرائيل، ولذلك هناك هروب للأموال من إسرائيل، وهروب للدولار، وهذا ما يضغط على الدولار للأعلى، إلى جانب عدم إقبال الاستثمارات الخارجية على الاستثمار في إسرائيل وتراجعٌ حسب المعطيات الأخيرة للتصدير الإسرائيلي بنسبة 4.5% ولهذا تبعات وآثارٌ واضحة على ارتفاع الدولار والعملة الصعبة ككل أمام الشيكل".
ويتابع، "لا يزال هناك تخوفات من عدم استقرار سياسي داخلي في إسرائيل، بكل ما يتعلق بخطة الانقلاب القضائي، ولا يزال هناك ضغط على الدولار ليرتفع، رغم أن فيتش وهي مؤسسة التصنيف الائتماني لم تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل وقالت إن الاقتصاد الإسرائيلي لا يزال قوي".
ويضيف كريم في حديثه مع الجرمق، "السوق لم يشتري ما قالته فيتش، ولم يكن هناك ثقة بمعطيات فيتش من قبل جمهور المستثمرين سواء محليًا أو عالميًا".
توقعات الدولار في الأيام المقبلة..
ويردف، "لا نزال في فترة لا يتوجب أن يكون فيها مفاجآت في هذه المرحلة لأن الكنيست لا يعمل في هذه الفترة، والذي يمكن أن يحدث ويكون له تأثير واضح في الأيام المقبلة هو قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية بشأن قانون إلغاء عدم المعقولية".
ويقول كريم لـ الجرمق: "في أواخر شهر سبتمبر سيكون للمحكمة العليا قرار بشأن إلغاء عدم المعقولية، وهذا سيكون له تبعات على المشهد السياسي الداخلي، سواء كان القرار بالإلغاء أو عدم الإلغاء فإن الوضع سيذهب إلى مرحلة تدحرج كرة ثلج لا أحد يستطيع أن يتوقع إلى أين قد تذهب الأمور لكن حتى الآن الدولار سيثبت على هذا السعر إن لم يرتفع قليلًا".