محكمة إسرائيلية تصادق على تهجير سكان رأس جرابة..وقيادات في النقب: هذا ليس غريبًا على المؤسسة الحاكمة


  • الأحد 30 يوليو ,2023
محكمة إسرائيلية تصادق على تهجير سكان رأس جرابة..وقيادات في النقب: هذا ليس غريبًا على المؤسسة الحاكمة
رأس جرابة

صادقت محكمة الصلح الإسرائيلية في بئر السبع على دعاوى إخلاء مقدمة من قبل "دائرة أراضي إسرائيل" ضد أهالي قرية رأس جرابة في النقب لتهجيرهم من أرضهم بهدف توسيع مستوطنة ديمونا المقامة على أراضي عائلات قرية رأس جرابة.

ووفقًا لقرار المحكمة، فإن على السكان إخلاء قريتهم بحلول آذار/مارس 2024، كما عليهم دفع أتعاب محامي "الدولة" بمبلغ إجمالي قدره 117 ألف شيكل.

وفي التفاصيل، تدّعي السلطات الإسرائيلية و"دائرة أراضي إسرائيل" أن سكان قرية رأس جرابة "متسللين" و"غزاة" ويسكنون على أرض ليست لهم.

ويترافع مركز عدالة عن سكان القرية في 10 دعاوى إخلاء متشابهة قدمتها "سلطة أراضي إسرائيل" ضدهم عام 2019 بادعاء أنهم "غزاة".

وأكدت قيادات في النقب على أن قرار المحكمة الإسرائيلية ليس غريبًا أو جديدًا، لافيتن إلى أن السلطات الإسرائيلية تتبع منذ عام النكبة حتى الآن سياسة "سكان أكثر على بقعة أقل" دون طرح بدائل وحلول للفلسطينيين في النقب.

ويقول معقيل الهواشلة المركز الميداني في المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها للجرمق، "ما يحدث في رأس جرابة تهجير وهذا ليس أمر غريب على المؤسسة الحكومية، فمدينة ديمونا التي يراد توسعتها على حساب رأس جرابة أقيمت عام 1952 على أرض نفس عائلات قرية رأس جرابة، فحوالي 36 ألف دونم صودرت من أهالي عائلة الهواشلة عام 1952 من قبل السلطات الإسرائيلية، حيث سُرقت أراضي الفلسطينيين وأقيمت ديمونا، وكانت قرية صغيرة ثم بدأت تتوسع لتصبح الآن أكبر المدينة في الجنوب".

ويضيف للجرمق، "سكان قرية رأس جرابة يسكون شرقي ديمونا، وباقي أفراد عائلتهم يسكنون في قرية قصر السر المعترف بها في الغرب، وأراضي قرية رأس جرابا عليها ادعاءات ملكية باسم عائلة الهواشلة".

ويتابع للجرمق، "ما يحدث احتلال، لا يعقل أن يطالب السكان بحارة في ديمونا وليس ببلدة ليبقوا على أرضهم ويتم رفض الطلب، فالمحكمة لم توافق على طلب أهالي القرية، ونحن لا نعول على المحكمة التي أُجبر السكان على التوجه لها في محاولة لإنصافهم".

ويؤكد الهواشلة للجرمق أن، "سكان قرية رأس جرابة يطالبون بأن يعيشوا على أرضهم وليس حبًا في ديمونا ولكن البقاء في قريتهم كحارة من حارات ديمونا كان أحد الحلول المطروحة".

ويردف للجرمق، "مؤسسة عدالة التي تترافع عن أهالي القرية في عدد من الدعاوي تواصل معنا، وهناك جلسة الأسبوع القادم لجميع الأطر منها المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها وللجنة المتابعة للجنة التوجيه العليا لعرب النقب لبحث الحلول الممكنة".

ويتابع للجرمق، "لم تطرح المؤسسة الإسرائيلية حلول أو بدائل لأهالي القرية، وهناك حل لتهجيرر السكان لقصر السر التي تعاني من اكتظاظ ولا يوجد فيها مكان للأزواج الشابة، فعدد سكانها 5000 نسمة ومقامة على 6 آلاف دونم، وبنيتها التحتية ليست كاملة وإنما تم تجهيز 40% فقط منها".

ويختم الهواشلة قوله، "نحن الشعب الفلسطيني شعب مظلوم كتب عليه العيش في كبد وفي المقابل كتب عليه الصمود والثبات لذلك الأهالي في رأس جرابة صامدون وحتى لو هدمت بيوتهم سيسكنون في خيام وأبنية من صفيح".

وبدوره، يقول طلب الصاع مرّكز لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، "قرار المحكمة هدفه تهجيير سكان قرية رأس جرابة، وهو جزء من مسلسل التهجير الذي بدأ عام 1948، حيث تم تهجير سكان بئر السبع وتركيزهم في مناطق محددة ’سياج’".

ويتابع للجرمق، "الآن يتم إعادة التهجير والتركيز بعد 75 عامًا، فقرية رأس جرابة موجودة قبل قيام إسرائيل، والآن يتم تهجير سكانها لتقديم الراحة لأهالي قرية ديمونا، ففي إسرائيل يُرحل العربي من أجل توفير ظروف حياتية أفضل للقرية اليهودية، هذا نظام فصل عنصري".

ويقول للجرمق، "الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا المخطط، هو الصمود والثبات، ونحن نعول على صمود شعبنا ونضاله، فبهذا الصمود استطعنا انتزاع اعتراف بقرية قصر السر التي أرادوا تهجيرها من أجل توسيع ديمونا أيضًا، كما هناك محاولات لتهجير قرية الفرعة لتوسيع وتطوير قرية قراد، ولهذا السبب يجب على السكان الصمود والثبات لإفشال هذه المخططات".

ويتحدث الصانع عن قرار المحكمة الإسرائيلية قائلًا، "نحن لا نعوّل على الجهاز القضائي الإسرائيلي، لأنه جزء من أدوات السلطة التي منحت شرعية للممارسات العنصرية بكل ما يخص الأرض والمسكن، فلم يتم إنصاف العرب في قضية الأرض، فالقضية سياسية والممارسات للسلطات عنصرية ويجب مواجهتها فقط بتعزيز الصمود لأهلنا في رأس جرابة".

ويتابع، "الدليل على أن القضية سياسية وعنصرية، هو أن المؤسسة الإسرائيلية لا تقدم حلولًا لسكان القرى، أين سيذهبون ولا يتم الحديث معهم، وكأن الحق في المسكن فقط لليهود بينما العرب لا حق لهم، وهذا ينعكس من خلال قرار المحكمة الذي لم يطرح حلول وبدائل".

ويختم للجرمق، "في نهاية المطاف سكان قرية جرابة هم أصحاب الأرض ويسكنون عليها منذ عشرات السنوات وليسوا طارئين أو قادمين جدد".

ويُشار إلى أن قرية رأس جرابة تقع شرقي مدينة ديمونا وضمن منطقة نفوذها ويُقدَّر عدد سكان القرية بـ500 شخص ينتمون لعائلات الهواشلة، أبو صُلب والنصاصرة. 

وتتبع هذه الأرض تاريخيًا لقبيلة الهواشلة وتعرف باسم "الشعيرية" أو "مركبة الهواشلة" وتمتد من منطقة كرنب (بقرب محطة الشرطة الإنجليزية الانتدابية) وإلى منطقة أم دِمنى وهي منطقة فيها بئر ماء معروفة وعليها أقيمت البيوت الأولى في ديمونا وسُميت باسمها.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر