بعد مقتل 3 جنود إسرائيليين برصاص شرطي مصري..هل ستفتح جبهة جديدة نيرانها تجاه "إسرائيل"؟


  • الأحد 4 يونيو ,2023
بعد مقتل 3 جنود إسرائيليين برصاص شرطي مصري..هل ستفتح جبهة جديدة نيرانها تجاه "إسرائيل"؟
من مكان مقتل 3 جنود إسرائيليين

خلق حدث مقتل 3 جنود إسرائيليين برصاص شرطي مصري قرب الحدود المصرية قلقًا لدى المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي من تقليد مثل هذه العمليات ضد الجنود الإسرائيليين في تلك المنطقة التي شهدت على مدار أعوام طويلة هدوءًا نسبيًا، فهل سيتلاشى هذا الهدوء على الحدود المصرية "الإسرائيلية".

هل تفتح جبهة جديدة نيرانها تجاه "إسرائيل"؟

يقول البروفيسور إبراهيم أبو جابر في حديث للجرمق، "لا أتوقع أن تُفتح جبهة جديدة تجاه إسرائيل، حدث مقتل 3 جنود إسرائيليين برصاص شرطي مصري، حدث فردي، والشرطي المصري يظهر في الصورة أنه صغير السن بحسب ما تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وربما هذه العملية هي رد فعل فردي من قبل عسكري مصري على الأحداث التي وقعت في غزة وفي فلسطين عمومًا ومن ممارسات القوات الإسرائيلية مع الفلسطينيين".

ويرى أبو جابر أن الأوضاع ستعود للهدوء على الحدود مع مصر، قائلًا، "الطرفان معنيان بالهدوء، وهناك مصلحة مشتركة بينهما بذلك، وهناك تنسيق أمني عالي المستوى بينهما، خاصة بما يتعلق بمواجهة ما يسمونها الحركات الإرهابية في سيناء ومحاربتها".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "الحدود المصرية تسيطر عليها الحكومة والدولة، ومثل هذه الأحداث لم تقع منذ زمن طويل، فمنذ عام 2013 لم نشهد حدث قتل جنود إسرائيليين على الحدود المصرية بهذه الطريقة، ولذلك لا أعتقد أن يفتح هذا الحدث جبهة جديدة ضد إسرائيل".

ويستدرك عباس قائلًا، "هناك تخوف لدى الإسرائيليين من عمليات إضافية على الجبهة المصرية تكون بمثابة تقليد لعملية قتل الجنود الثلاثة الإسرائيليين برصاص الشرطي المصري، وخاصة أن هذه العملية أقلقت إسرائيل كثيرًا، لأنها غير متوقعة ولم يشعر بها أحد".

ويقول للجرمق، "الشرطي المصري قام بعمليته الأولى وبقي داخل الحدود الإسرائيلية نحو 4 ساعات، وخطط لقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين وهذا ما حدث في النهاية"، مضيفًا، "على الرغم من وقوع هذه العملية إلا أن ردود الفعل الإسرائيلية كانت هادئة بشكل كبير، ولم نسمع تهديدات كما كل مرة، حتى أن نتنياهو طالب وزراءه بعدم التعقيب على الحدث، لأن العلاقات المصرية الإسرائيلية لها أهمية كبرى لإسرائيل".

ويضيف، "أنا أرى أن العملية على الحدود المصرية نوعية ولم تحدث منذ سنوات طويلة"، مشيرًا إلى أن لجنة التحقيق المصرية الإسرائيلية المشتركة التي شُكلت للتحقيق في الحدث، تدرك تمامًا أن الشرطي المصري أراد أن يقتل أكبر عدد من الجنود الإسرائيليين وهذا ما وقع بالفعل.

ويقول للجرمق، "لا أعتقد أن تفتح جبهة جديدة لأن العلاقات الرسمية بين مصر وإسرائيل متينة، على عكس المستوى الشعبي، فمنذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، نرى أن الشعب المصري لم ولن يطبع مع إسرائيل، وبعد هذه العملية بات واضحًا أنه سيواصل التعامل مع إسرائيل بنفس الأسلوب، أما على المستوى الرسمي، فهناك مصالح أمنية بين مصر وإسرائيل خاصة على الحدود مع سيناء لمواجهة ’الإرهاب’ الذي كانت عملياته جميعها ضد الشعب والجيش المصري ولم يوجه ضد إسرائيل أي ضربة حتى الآن، وذلك لهذا التعاون أهمية كبرى للحكومة المصرية لمحاربة هذا النوع من الإرهاب".

تسلل ثاني خلال أشهر

 أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن تسلل شرطي مصري إلى "إسرائيل" عبر الحدود هو، "التسلل الثاني للحدود الإسرائيلية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك بعد أن تسلل شخص من لبنان لمسافة 70 كيلومترا تقريبا، في آذار/مارس الماضي، وتمكن من الوصول إلى مفترق مجدو، ووضع عبوة ناسفة، تسبب انفجارها بإصابة خطيرة لمواطن، وقتل جنود إسرائيليون المتسلل عند الحدود مع لبنان لدى عودته إليها".

ويقول البروفيسور في العلوم السياسية إبراهيم أبو جابر للجرمق، "عمليات التسلل أحداث طبيعية يمكن أن تحدث على مختلف الجبهات بسبب ممارسات القوات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وقد تكون ردات فعل فردية أكثر منها شيء منظم"، مستدركًا، "لكن الحدث في الشمال قبل أشهر، عندما تسلل شخص لبناني عبر الحدود ووضع عبوة ناسفة قرب مجدو يختلف عما حدث قرب الحدود المصرية، فمن تسلل من لبنان هو عنصر منظم من قبل حزب الله ووصل للعمق ووضع عبوة ناسفة، أما الجبهة الجنوبية قرب مصر فالأمور مختلفة، لأن مصر دولة ولها حسابات ومصالح وعلاقات داخلية وخارجية".

ويضيف أبو جابر للجرمق، "الأمور قابلة للتصعيد على جبهة الشمال، فكما تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية فهناك مناورات وتحركات في الشمال، وقد يقع حدث أمني من قبل إسرائيل على الجبهة الشمالية".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "لا يوجد تشابه بين من تسلل قرب مصر وبين العنصر الذي تسلل من لبنان، فالمتسلل عبر الحدود المصرية شرطي مصري لا يتبع لمنظمة كمظمة حزب الله بينما من تسلل عبر الحدود مع لبنان هو عنصر يتبع لحزب الله ووصل من لبنان ووضع عبوة ناسفة، والأمران يختلفان كليًا، فالحدود المصرية مغلقة بالكامل ولا يمكن لمواطن عادي أن يتسلل ويجتاز الحدود، وإنما ما يحدث هناك هو عمليات تهريب مخدرات".

ليست جبهة وإنما إخفاق جديد وتآكل للردع

وبدوره، يقول المحلل السياسي والباحث أمير مخول للجرمق، "من المستبعد جدًا أن يتحول المحور المصري  لجبهة جديدة ضد إسرائيل، هناك قرارات سياسية غير معنية بتحويل المنطقة لجبهة حرب، وهناك اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ومصر دولة لها سيادة ولن تسمح بهذا الأمر على حدودها، والمنطقة الحدودية مع إسرائيل ليست مشاع وإنما تخضع للسيادة المصرية"

ويتابع للجرمق، "سيكون من الخطأ التعامل مع حدث قتل الجنود الإسرائيليين على الحدود المصرية بمفهوم التحول الاستراتيجي بالعلاقة بين مصر وإسرائيل، فهناك تعاون واتفاق ولجنة تنسيق ثنائية ولجن أمن بين مصر إسرائيل، وهناك أيضًا تعاون في التحقيقات نفسها".

ويضيف، "الحدث قرب الحدود المصرية ليس بالتحول الكبير، وإنما التحول فعلًا، هو ما يجري على الساحة الداخلية الإسرائيلية من إخفاق يأتي خلفه إخفاق جديد، فهناك سلسلة إخفاقات أمنية تثير التساؤلات حول مفهوم النظرية الأمنية الدفاعية الإسرائيلية وأيضًا حول مفهوم الردع  وأن الجيش غير محمي من الدولة".

ويتابع للجرمق، "بعد هذه الحادثة هناك سؤال بدأ يتردد داخل المستويات الإسرائيلية السياسية والعسكرية بأنه هل هناك تنظيم وراء الجندي المصري أم أنه قام بهذه العملية بدافع ذاتي فقط"، مضيفًا، أن، "الحدث على الحدود المصرية أثار تساؤلات حول قدرة إسرائيل السيطرة على جميع جبهاتها، وكشف أنها مخترقة من هنا وهناك".

ويختتم مخول حديثه، "العملية التي قام بها الشرطي المصري ستطرح أسئلة داخلية في إسرائيل، هل الجيش بأمان وهل الجنود محميين وهل المنظومة قادرة على صون ردعها وأمانها ليس فقط أمام المجتمع الإسرائيلي، وهذه الأسئلة ربما ستتطور للجنة تحقيق وستبقى تلاحق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر