تحريض إسرائيلي على فيلم "فرحة" الأردني..ومطالبات لنتفليكس بوقف بثه..فما قصته؟

عرضت منصة "نتفليكس" العالمية للأفلام نهاية الأسبوع الماضي فيلم "فرحة" الأردني الذي تدور أحداثه حول مجزرة ارتكبتها "إسرائيل" بحق عائلة فلسطينية خلال النكبة عام 1948، الأمر الذي أثار غضب "إسرائيل" التي طالبت بدورها منصة "نتفلكس" بالتوقف عن بث الفيلم بادعاء أنه يروّج لرواية كاذبة عن الجنود الإسرائيليين.
قصة الفيلم
وتدور أحداث الفيلم من إخراج الأردنية دارين سلام حول فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عامًا كانت تعيش في قرية فلسطينية عام 1948، وكانت تحلم بالحصول على التعليم في المدينة لأن المدرسة في قريتها للذكور فقط، وعندما كادت تقترب من تحقيق حلمها، اجتاحت العصابات الصهيونية قريتها، وبسبب خوف والدها على حياتها، اضطر لحبسها في "بيت المونة" أو مخزن الطعام، الذي ستشاهد فيه الفتاة بعد ذلك مقتل جميع أفراد عائلتها بما في ذلك طفل رضيع على يد الجنود الإسرائيليين.
وفيلم فرحة هو فيلم روائي طويل (92 دقيقة)، وتم عرضه مؤخرًا في عدة مهرجانات سينمائية مهمة حول العالم، من بينها في تورنتو وكندا والسعودية.
ووفقًا لصحيفة "ميل إيست أي" فإن الفيلم يصنف على أنه مستوحى من أحداث حقيقية، من إخراج المخرجة الأردنية من أصل فلسطيني دارين سلام، التي قالت بدورها إن فيلم "فرحة" هو فيلمها الأول وعرضت فيه قصة حقيقية رواها والدها لها في سن مبكرة.
ونقلت صحيفة "ميدل إيست أي" عن المخرجة قولها إن أحداث قصة الفيلم عالقة معها، مضيفة أن، "روايات فتاة محاصرة في مساحة صغيرة وشهدت فظائع كان لها صدى معها وقررت إدراج مثل هذه الصور في فيلمها".
"إسرائيل" غاضبة
وشنت "إسرائيل" ووزراؤها وعدد من إعلامييها حملة تحريضية ضد فيلم "فرحة" بادعاء أن الفيلم يظهر الجنود الإسرائيليين على أنهم "قتلة".
وتصدّر عضو الكنيست إيتمار بن غفير رئيس حزب "عوتصماه يهوديت" الحملة ضد الفيلم، مدعيًا أن "الفيلم تحريضي ويثبت مدى النفاق في العالم تجاه إسرائيل، التي تمت مهاجمتها، ووصفها بالإرهاب القاتل حتى قبل تأسيسها".
وقال إن،"الهندسة الذهنية في الفيلم يجب أن تتعامل معها وزارة الخارجية الإسرائيلية بحزم، من خلال تقديم الصورة الحقيقية لحقيقة القتلة والمتعطشين للدماء".
وطالب بن غفير "بألا تمر إسرائيل بصمت على محاولة الفيلم تسويق ما وصفها بـ’مؤامرة الدم’ التي يتردد صداها ضد إسرائيل في جميع أنحاء العالم".
ومن جانبه قال وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في بيان له إنه، "من الجنون أن تبث نتفليكس فيلما هدفه خلق ذريعة كاذبة والتحريض على كراهية الجنود الإسرائيليين".
كما وطالب المصور الإسرائيلي شاي غليك مدير عام شركة نتفليكس، تيد سراندوس، بوقف بث الفيلم، بزعم أنه "يروج لمؤامرة دم كاذبة سيئة وشريرة ضد إسرائيل"، محذرًا من أنه، "مع أول بث للفيلم على المنصة العالمية، فستتم ترجمته إلى موجة ضخمة من معاداة السامية حول العالم، ستؤذي الكثير من اليهود".
وقال غليك، "أننا سئمنا من إراقة الدماء، ولن ندير الخد الآخر بعد الآن"، مطالبًا الشركة "بالعودة إلى رشدها، وألا تؤذي الشعب اليهودي، والناجين من المحرقة" على حد وصفه.
ومن جهته، قال أمير بوغان مراسل الشؤون الفنية في صحيفة يديعوت أحرونوت، "في أحد مشاهد الفيلم يظهر جنود الاحتلال قتلة قساة القلب يقتلون عائلة بأكملها، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر عامًا واحدًا، ما يشكل عرضًا لأحداث حرب 1948 من وجهة نظر فلسطينية، وسيتمكن مشتركو نتفليكس في جميع أنحاء العالم من مشاهدة الفيلم الذي يروي أحداث النكبة، ومشهده الذي يتضمن قتل الجنود الإسرائيليين عائلة من اللاجئين الفلسطينيين، تاركين رضيعا عمره عاما واحدا يموت في الميدان".
وأضاف أن "مشهد المجزرة المروعة يستمر 15 دقيقة، وهي مشاهد مريرة، ويظهر الجنود الإسرائيليون كالجنود النازيين الذين قتلوا اليهود في المحرقة، لأن مشهد المجزرة مستوحى من سلوك النازيين في الهولوكوست، مع العلم أننا أمام مشهد من الصعب جدًا مشاهدته وصارخ، يتجاوز بكثير الصورة العنيفة لقوات الاحتلال في الأفلام الأخرى التي أنتجتها دول عربية.. وهكذا نجح الفيلم في تقديم منظور سينمائي خاص لموضوع له عبء عاطفي مميز أثار اهتمام صانعي الأفلام العرب لفترة طويلة، ما يجعله ذا قيمة كبيرة على مستويين من حيث الشكل والمحتوى".
فيلم حائز على جوائز عالمية
تجدر الإشارة إلى أن فيلم "فرحة" الأردني نال جائزة أفضل فيلم طويل شبابي في جوائز الأوسكار الآسيوية APSA من بين 78 دولة شاركت في حفل توزيع الدورة الخامسة عشرة من جوائز آسيا والمحيط الهادئ المرموقة، ليكون أول فيلم في تاريخ الأردن يحقق هذه الجائزة.
ونال الفيلم أيضًا جائزة الاتحاد الأوروبي كأفضل فيلم يورو متوسطي يتناول قضايا المرأة ضمن مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته السادسة.