74 عامًا على مجزرة اللد ودماء الفلسطينيين ما تزال تسيل

تمرُّ اليوم على ذاكرة أهالي مدينة اللد ذكرى المجزرة التي ارتكبتها القوات الصهيونية آنذاك بحق أهالي المدينة إذ ارتقى خلالها 426 شهيدًا من الرجال والنساء والأطفال بعدما قصفت القوة الصهيونية المدينة من الجو ثم شنت هجومًا بريًا على وسط البلدة.
ونفذت وحدة البلماخ الصهيونية بقيادة موشيه ديان المجزرة بحق الأهالي بعدما اقتحمت المدينة وتلقت تعليمات بإطلاق النار على أي جسم متحرك.
وتصدّى المتطوعون من أهالي المدينة للهجوم الصهيوني بعدما تحصنّوا في مسجد دهمش في حين انسحبت القوات العربية من البلدة بعد بدء الهجوم وبقي أهالي البلدة يواجهون ببنادق عتيقة المجزرة الصهيونية بحقهم.
هجومٌ على اللد
بدأ الهجوم الصهيوني على مدينة اللد بتاريخ 9 تموز وسعت القوات الصهيونية إلى عزل اللد عن المساعدات من شرقي المدينة فتقدم لواءان صهيونيان إلى اللد والرملة إذ دخل أحدهما من الجنوب من قرية عنابة في حين تقدم الثاني من الجهة الشمالية الغربية واحتل مطار اللد وبذلك عزلت القوات الصهيونية منطقة اللد والرملة عما حولها.
واستبسل أهالي مدينة اللد والمتطوعون في الدفاع عن المدينة في معركة مع الصهاينة استمرت لمدة ساعة ونصف وأدت لمقتل حوالي 60 عنصرًا من القوة الصهيونية، إلا أن العصابات الصهيونية اقتحمت المدينة بقوة أكبر وفتحت نيرانها على كل فلسطيني يتحرك في الشوارع مع قصف المساكن المأهولة واستشهد 426 فلسطينيًا آنذاك.
هجرة قسرية..وتجنيد إجباري
ذكر مراسل صحيفة "الهيرالد تريبيون" كينث بيلي الذي استطاع دخول مدينة اللد بعد المجزرة وقال إن موشيه دايان قاد طابورًا من سيارات الجيب التي تقل جنودًا مسلحين ببنادق ورشاشات وأطلق النار على كل شيء يتحرك وتناثرت الجثث في الشوارع، وفي اليوم التالي ألقوا القبض على كل من بلغ سن التجنيد الإجباري واعتقالهم في معتقلات خاصة.
وفي اليوم التالي للمجزرة اقتحمت الجيبات الصهوينية البلدة وحددت أسماء طرق معينة للهجرة منها عبر مكبرات الصوت.
وتهّجر على إثر المذبحة معظم أهالي مدينة اللد، في حين بقي ما يقارب 1000 نسمة منهم بحسب شهادات البعض منهم جمعتهم القوات الصهيونية في حي ومنعتهم مغادرته.
وتعتبر هذه المذبحة ضمن سياسة التهجير الجماعي التي كان يتبعها الصهاينة في ترحيل وطرد الأهالي، ومنها مدينة اللد التي تم تهجير أهلها الأصليين بأمر من القائد الصهيوني آنذاك ديفيد بونغوريون الذي تولى فيما بعد منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وموشيه ديان الذي أصبح وزيرًا للحرب بعد تنفيذه المجزرة.
حرق الجثث..شهادات من المذبحة
كتب المؤرخ وليد الخالدي في كتابه كي لا ننسى شهادة عن مجزرة اللد أنه وبعد 6 أيام من المذبحة وعند بئر الزئبق أمرت العصابات الصهيونية جمع ما تبقى من جثث الشهداء في ساحة المقبرة وحرقها.
وبحسب الروايات المتداولة، تروي شاهدة من اللد قصة مواطن من مدينة اللد كان يمتلك عربة وحصانًا طلبوا منه جمع الجثث وخلال جمعه لها وجد جثة أم وبجوارها طفلها على قيد الحياة، وطلب الاحتفاظ بالطفل إلا أن الجندي الصهيوني رفض ذلك وأطلق النار على الطفل وألقاء على الأرض بجانب أمه.