نادي الأسير: "تعذيب النساء إحدى أهم السياسات التي عادت إلى الواجهة مقارنة مع السنوات السابقة"

قال نادي الأسير الفلسطيني إنه في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار الجاري تواصل السلطات الإسرائيلية اعتقال 32 أسيرة فلسطينية في سجن "الدامون" بينهن طفلة عمرها لا يتجاوز الـ 15 عامًا.
وأشار نادي الأسير في بيان أصدره اليوم الإثنين إلى أن الأسيرات الفلسطينيات يواجهن ظروفاً حياتية صعبة في سجن "الدامون" وذكر منها: وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، واضطرار الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات.
ولفت البيان إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية تتعمد قطع التيار الكهربائي بشكل متكرر على الأسيرات، وتابع، "البوسطة تُشكّل رحلة عذاب إضافية لهن خاصة اللواتي يُعانين من أمراض والأهم هو سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهن وتحديداً المُصابات".
وأكد نادي الأسير في بيانه على أن الأسيرات يتعرضن لكافة أنواع الّتنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السجون.
وأضاف، "عام 2019، كانت سياسة تعذيب النساء إحدى أهم السياسات التي عادت إلى الواجهة، مقارنة مع السنوات السابقة، حيث اقتربت روايتهن من رواية الأسيرات الأوائل حول مستوى أساليب التعذيب".
وأوضح البيان أن أساليب التعذيب والتنكيل بالأسيرات تتمثل بإطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشاً عارياً، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهن للتحقيق ولمدد طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي منها: الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق، وإخضاعهن لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما وتعرضت عائلاتهن للتنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعيّ.
وتابع، "كانت أبرز شهادات التعذيب مؤخرًا شهادة الطفلة نفوذ حمّاد التي اعتقلت هي وزميلتها إسراء غتيت من القدس في الثامن من ديسمبر 2021.. تعرضتا للتنكيل والضرب والتعذيب، منذ لحظة الاعتقال حتّى نقلها إلى سجن الدامون".
ولفت البيان إلى أن السلطات الإسرائيلية تمارس مجموعة من السياسات التنكيلية بحق الأسيرات بعد نقلهن إلى السجون ومنها: الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهن.
وذكر بيان نادي الأسير أن أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية كانت الأسيرة فاطمة برناوي من مدينة القدس، حيث اعتقلت عام 1967، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن المؤبد، وأفرج عنها عام 1977، فيما بلغ عدد حالات الاعتقال للنساء منذ عام 1967 أكثر من 16 ألف.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو 1100 منذ عام 2015 وحتّى نهاية العام المنصرم 2021 من النساء والفتيات، حيث تركزت عمليات الاعتقال في القدس التي شهدت مستوى عالٍ من المواجهة تحديدًا في أواخر عام 2015، وكذلك مع تصاعد المواجهة في شهريّ نيسان و أيار من العام المنصرم.