مقال لكاتب إسرائيلي يُحذر من "تحول بالغ الأهمية" في الضفة

ذكر الكاتب الإسرائيلي إيهود يعري في مقال له أن الساحة الفلسطينية تشهد حاليًا تحولًا سياسيًا بالغ الأهمية، مضيفًا أن هذا التحول يدور حول تحالف أخذ بالتشكل للمرة الأولى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتابع يعري في مقاله أن هذا التحالف بين مسلمين متدينين وبين مجموعات تتلمذت على الفكر الماركسي يتم تجاهله من قبل "إسرائيل" إما بسبب الجهل أو قلة الأهتمام، لافتًا إلى أن هذا التحالف يسبب الصداع الكبير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومساعديه في حركة فتح.
وأضاف، "يبدو أن أبو مازن ومساعديه في فتح لا يستطيعون وقف هذا العرس الذي كان حتى وقت طويل يبدو خياليًا ومستحيلًا"، وذلك في إشارة إلى التحالف بين حماس والجبهة الشعبية.
وأشار إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تلمح لمقاطعة اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني المزمع عقده في 20 من الشهر القادم لتمرير عدة قرارت سياسية واختيار لجنة تنفيذية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة بالمقاطعة تهدف لجر الجبهة الديموقراطية وحزب الشعب إلى ذات الخندق لشل منظمة التحرير الفلسطينية.
وتابع أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طرحت رؤيتها الخاصة لإعادة إصلاح البيت الفلسطيني بشكل يؤدي لإجبار محمود عباس على قبول مشاركة حماس في القيادة الفلسطينية دون أن يقبل قادة حماس باحترام مبادئ التسوية مع "إسرائيل" أو الاعتراف بها، مشيرًا إلى أن أحد قيادي حركة حماس خالد مشعل وصل منذ أيام إلى العاصمة اللبنانية بيروت لـ لقاء نائب الأمين العام للجبهة الشعبية في المنفى أبو أحمد فؤاد.
وأضاف أنه أيضًا لم يكن ترحيب الجبهة الشعبية بعملية إطلاق النار قرب جنين قبل عدة أيام من الصدفة، مشيرًا إلى أن هذا الترحيب جاء بالفعل بعد أقل من أسبوع على قيام نشطاء الجبهة الشعبية بتنظيم عسكري في جامعة بيرزيت، والقيام بعرض أحزمة ناسفة ومجسمات لصواريخ ورفع صور مؤسس حركة المقاومة الإسلامية الشيخ أحمد ياسين.
وتابع أن هذا العرض جاء بمناسبة الذكرى 54 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث قام به عناصر من كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية وليس على يد ناشطين سياسيين.
ولفت إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الآن هي خليط من الناشطين المتقاعدين من كبار السن في الشعبية وجيل شاب نشأ في جامعات الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أنصار لمنظمة التحرير أقوياء على الأرض اليوم، في الوقت الذي تعمل فيه قيادة الجبهة الشعبية في غزة تحت رعاية حركة حماس.
وتابع يعري في مقاله أنه في غزة يعمل القيادي في الجبهة الشعبية جميل مزهر مع بعض زملائه متحدثين باسم منظمة التحرير، لكنهم يعملون تحت رعاية حركة حماس وبالتنسيق معها، مؤكدًا على أنه في الضفة الغربية حاليًا لا يوجد أي شخصية بارزة في الجبهة الشعبية بعد موت عبد الرحيم ملوك، وخاصة أن القيادية خالدة جرار لا تحافظ على نشاطها كالسابق على حد قوله.
وأشار يعري إلى أنه لا يوجد أي تفاصيل عن كيفية محاولة محمود عباس إفشال هذا التحالف بين حركتي حماس والجبهة الشعبية.
وتابع أنه حتى لو كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنظيم صغير، فإن إخراجها من دائرة نفوذ فتح هو إنجاز من الدرجة الأولى بالنسبة لحركة حماس.