يحفظ مئات المعالم التاريخية الفلسطينية.. المصادقة على مسح معماري لحي وادي النسناس بحيفا


  • الثلاثاء 23 نوفمبر ,2021
يحفظ مئات المعالم التاريخية الفلسطينية.. المصادقة على مسح معماري لحي وادي النسناس بحيفا

صادقت لجنة التخطيط في بلدية حيفا على مسح معماري جديد يهدف للحفاظ على المباني التاريخية وعلى الإرث الثقافي الفلسطيني في حي وادي النسناس بـ حيفا وذلك عبر تعديل مسح معماري قدمه مهندس للبلدية في أيار الماضي.

وقام الدكتور عروة سويطات الباحث ومخطط المدن بتعديل مسح معماري قدمه مهندس من خارج بلدية حيفا للجنة، حيث أدخل سويطات تعديلات من شأنها أن تحترم هوية الحي التاريخية والثقافية والدينية في سياقها الوطني الفلسطيني.

أهمية المسح للحي

وأكد د.عروة سويطات للجرمق أن هذا المسح لحي وادي النسناس هو إنجاز تاريخي لأول مرة في تاريخه، حيث يُصادق المسح المعدّل على أكثر من 280 مبنى تاريخي ويمنع هدمها وتخريبها ويحافظ على الإرث الثقافي والتاريخي لها، ويمنع المس بأيٍِ منها، كما يحافظ على وجود الحي ويعترف بضرورة احترام هويته التاريخية والثقافية والدينية.

وتابع أن المسح يدفع قدمًا بعملية التطوير والتجديد في الحي من ناحية مجتمعية واقتصادية بما يحترم هوية الحي، حيث أن أي تخطيط جديد أو بناء سيقوم في الحي يجب أن يعتمد على معايير هذا المسح.

لماذا رُفض المسح القديم؟

وقال الدكتور عروة سويطات إنه حصل على تفويض من أعضاء اللجنة لإجراء تعديلات لازمة على المسح المقدم سابقًا بحسب وجهة نظره المهنية ورؤيته العملية، إذ يؤكد على أن النسخة القديمة للمسح لا تشمل  كافة المباني بالحي وتنتقص من تاريخه وهويته وروايته خاصة أنه أحد أهم الأحياء العربية الفلسطينية وله رمزية لدى الشعب الفلسطيني.

وأضاف للجرمق أن التعديلات على المسح، كانت على مستويين، الأول هو على مستوى المباني التاريخية نفسها، إذ أُدخلت جميع مباني الحي التي يبلغ عددها أكثر من 280 مبنى إلى المسح بعد أن تجاهلها المسح القديم وأضيف عليه أيضًا النسيج الحي لوادي النسناس وهي الشوارع والأزقة والجدران والساحات.

ولفت إلى أن المستوى الثاني في التعديلات كان على مستوى الخطاب، مشيرًا إلى أن النسخة القديمة من المسح تعاملت مع الحي بشكل استشراقي وكأنه قرية تطورت نتيجة الحداثة الغربية والصهيونية.

وتابع أن الحي لم يكن قرية تطورت، وإنما هو يمثل تطور المدينة والحضارة والحداثة الفلسطينية، ويروي رواية مدينة عربية بُترت بسبب النكبة وقصة شعب تهجر منها، وعاد لينهض أمام السياسات الإسرائيلية ليُشكل قلب حيفا النابض.

وأضاف للجرمق أنه لا يوجد أي مبانٍ قروية في الحي، ولا يمكن احتكار المدينة فقط للصهيونية لأن حيفا هي مدينة فلسطينية عربية تأسست قبل 250 عامًا على يد الظاهر عمر.

شخصيات سكنت الحي

وتابع سويطات للجرمق أنه أيضًا على مستوى الخطاب تجاهل المسح السابق للحي شخصيات ثقافية ووطنية مهمة سكنت فيه، ولم يُدرجها في المسح، حيث أن شعراء وكُتاب سكنوا الحي كنوح إبراهيم وحسن البحيري وأحمد دحبور والفنان عبد عابدة الذي لا يزال يسكن في شارع حداد بالحي، والكاتب الصحفي وديع طمبر".

وقال إنه عدّل على المسح وأدخل هذه الشخصيات المهمة للشعب الفلسطيني ولتاريخه إذ إن هذه الشخصيات تحكي رواية الحي الثقافية.

حي وادي النسناس عبر العقود

وأكد د.عروة سويطات أن الحي على مدار عقود عانى من التجاهل والتهميش، حيث كانت أكبر مشاكله هي سياسات شركة عميدار الحكومية الإسرائيلي التي تملك 40% من حي وادي النسناس، لافتًا إلى أن الشركة كانت تبيع الأملاك والساحات والمخازن للمستثمرين الذين يقومون بالبناء بالحي بشكل عشوائي لا يحترم هوية المكان.

وتابع أن الشركة أيضًا تهدم المباني التاريخية، الأمر الذي وُضع له حد بعد هذا المسح إذ إن أي تخطيط وتطوير يجب أن يتم عبر معايير تتلاءم مع ثقافة الحي وتاريخه للمحافظة عليه.

ولفت إلى أن تحويل التخطيط إلى تخطيط عادل، عبر إجراء تعديلات على المسوحات والتخطيطات لخلق وعي وثوابت تدفع للأمام للمحافظة على الوجود الفلسطيني ووضع قضيته وثقافته على طاولة اتخاذ القرار.

وتابع للجرمق أن مثل هذه القرارات التي يتم اتخاذها، تتم من خلال اكتساب مصداقية مهنية وثقة في طرح الهوية الثقافية والتي تهدف لخلق وقائع جديدة لتصحيح الغبن التاريخي الذي عانى منه وادي النسناس على مدار عقود.

ولفت إلى أنه على مدار سنتين نجح في دفع المسوحات المعمارية في حيفا، حيث شملت حي وادي الجنان وعشرات المباني التاريخية فيه، كما شمل أيضًا حارة الكنائس المحاذية لحي وادي الصليب الذي يعتبر من أعرق الأحياء الحيفاوية وتأسس مع تأسيسها.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر