لماذا أثار قانون الاعتراف بمجزرة كفرقاسم استياء النشطاء؟


  • الجمعة 29 أكتوبر ,2021
لماذا أثار قانون الاعتراف بمجزرة كفرقاسم استياء النشطاء؟

عبّر نشطاء وصحفيون في أراضي الـ48 رفضهم مطالبة أعضاء الكنيست الفلسطينيين بتخليد مجزرة كفرقاسم دون غيرها من المجازر التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني تاريخيًا، لافتين إلى أن طرح هذا القانون لتخليد مجزرة كفرقاسم بالتحديد يعزز المناطقية والتقسيم الذي تحاول "إسرائيل" ترسيخه بين الفلسطينيين في الضفة وغزة وأراضي الـ48.

كما رفض نشطاء أساس طرح قضية الشهداء في أروقة الكنيست الإسرائيلي، مشيرين إلى أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لا زال يُعاني من آلة الحرب الإسرائيلية وليس في حالة مصالحة تاريخية مع "إسرائيل" للاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها بحقه، وليس في حالة اعتراف متبادل.

مناطقية في الدم والشهداء

ويعتبر عضو المكتب السياسي في حركة أبناء البلد لؤي خطيب أن طرح قانون هذا القانون الذي يقضي بالاعتراف بمجزرة كفرقاسم وشهدائها دون غيرهم يعزز المناطقية ويعمل على تقسيم دماء الشعب الفلسطيني ، فيقول في حديثٍ للجرمق إن القيادة الفلسطينية في أراضي الـ48 تقوم بتغييب وحدة الشعب الفلسطيني عن خطابها السياسي، وتمارس ذات الدور الذي مارسته منظمة التحرير الفلسطينية بتجزئة الشعب الفلسطيني مناطقيًا عبر الحديث فقط عن شهداء أراضي الـ48 وكأنهم بمعزل عن أبناء الشعب الفلسطيني كافة.

ويتابع للجرمق، "ما معنى أن يتم التركيز على مجزرة كفرقاسم بينما يمر الشعب الفلسطيني كل يوم بمجازر وتطحنه الآلة العسكرية الإسرائيلية وترتكب بحقه مجاز؟"

ويشير إلى أن الحديث عن شهداء منطقة معينة ومجزرة معينة والمطالبة بالاعتراف بها دون غيرها يؤكد رواية "إسرائيل" أن الشعب الفلسطيني ليس موحد في أتراحه وأفراحه، لافتًا أن على القيادة الفلسطينية أن تعيد ترتيب خطابها السياسي وأن تعتبر أي شهيد في أي مكان هو شهيد الشعب الفلسطيني جميعه.

ويردف أنه يجب ألا يتم التركيز فقط على شهداء أراضي الـ48 دون غيرهم، لافتًا إلى أن هذا ما حدث في انتفاضة عام 2000 عندما عزلت القيادة الفلسطينية في أراضي الـ48 شهداء الداخل عن غيرهم في الوقت الذي سقط به شهداء في الضفة وغزة أيضًا.

ماذا بعد الاعتراف؟

ويقول لؤي خطيب للجرمق إن النائب عايدة توما تقوم بطرح قانون الاعتراف بالمجزرة كل عام متناسية ومتغافلة عن باقي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه حتى لو تم الاعتراف بالمجزرة، ماذا يريد الأعضاء الفلسطينيين بالكنسيت بعد ذلك؟

ويتابع مستنكرًا، "حتى وإن تم الاعتراف هل سيقوم الوزارء الإسرائيليين كل عام بزيارة النصب التذكاري والاعتراف بأنهم ارتكبتوا خطيئة؟"، مضيفًا أنه حتى وإن حصل الاعتراف بالمجزرة هل ستعترف "إسرائيل" بباقي المجازر المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في المناطق الأخرى؟

ويقول إن هذا المقترح يقوم بتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، واستماتة الحديث عنه والمطالبة بالاعتراف فقط بهذه المجزرة هو أمر معيب، لأن هذا اجتزاء للمجازر التي عانى منها الشعب الفلسطيني، وسيعاني منها مستقبلًأ.

ويؤكد على أن القيادة الفلسطينية في الـ48 مصرة على حصر الشعب الفلسطيني في تمثيله الجغرافي، وتقسيمه بهذه القوانين، لافتًا إلى أن على القيادة السياسية في فلسطين توحيد جهودها السياسية وعدم طرح كل منطقة رواية بشكل منفصل.

ويتابع أن الشعب الفلسطيني في أراضي الـ48، والضفة وغزة، له رواية واحدة وشهدائهم موحدين من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، مؤكدًا على أن مجزرة كفرقاسم لا تزيد أهمية عن أي مجزرة أخرى أصابت أبناء الشعب الفلسطيني.

تقسيم ومتاجرة بالشهداء

ويؤكد الكاتب الصحفي رشاد عمري للجرمق على أن طرح مقترح قانون تخليد ذكرى مجزرة كفرقاسم دون غيرها هو تفتيت لوحدة الشعب الفلسطيني وتقسيم لشهداء فلسطين.

ويتابع، "لا يكفي أنهم قاموا بتقسيمنا لأراضي الـ67 والـ48، فيريدون أيضًا تقسيم الشهداء بحسب ما تراه "إسرائيل" بأن هناك شهداء جيدين قُتلوا في الـ48، وشهداء متطرفين بهم في الضفة الغربية، وشهداء إرهابيين في غزة!".

ويلفت إلى أنه غير مسموح لأعضاء الكنيست الفلسطينيين طرح أي قضية يريدونها في الكنيست الإسرائيلي، فقضية الشهداء يجب احترامها، ولكنهم قاموا بالعبث بها عندما بدأوا بطرحها في أروقة الكنيست.

وتابع أن الفلسطينيين والإسرائيليين ليسوا في حالة مصالحة تاريخية لطرح أمر الاعتراف بالمجزرة في الكنيست الإسرائيلي، فلا تزال المجازر مستمرة والصراع لم ينتهِ حتى الآن، مؤكدًا على أن أعضاء الكنيست يقومون بتقسيم الشهداء بحسب برنامجهم السياسي عندما يطرحون قضية الاعتراف بشهداء الـ48 على أساس أنهم للدولة وأنهم أمر داخلي وبالتالي عزلهم عن باقي أبناء شعبهم.

الشهداء مكانهم خارج الكنيست

وفي السياق، يقول الأسير المحرر أنيس صفوري للجرمق إن أي عملية تقسيم لشهداء الشعب الفلسطيني وأي عملية تقوم على تجزئتهم واستغلال قضيتهم هي خيانة لدمائهم، مضيفًا أنه في المقابل إن أي خطوة تعزز وحدة شهداء الشعب الفلسطيني وأسراهم وفعلهم النضالي هي حالة تعزز قيمة الفكرة التي استشهدوا لأجلها.

وتابع صفوري أن مجزرة كفرقاسم تؤكد على أن ما ارتكبه العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده هو أمر واحد ومجزرة واحدة، مضيفًا أن أي تحويل للمجزرة وقضية الشهداء عبر طرحها في الكنيست الإسرائيلي وطرح الاعتراف بها هو خيانة لدماء الشهداء وتقسيم للشعب الفلسطيني وشهدائهم.

ويشير صفوري أنه بالإضافة إلى أن طرحها يقسم دماء شهداء الشعب الفلسطيني، فإن طرح هذه القضية في الكنيست الإسرائيلي واستجداء الجلاد هو سماح له بالتصالح مع جرائمه بالتالي إقرار من الفلسطينيين بعدالته المزعومة.

وحول قضية طرح قانون الاعتراف بمجزرة كفرقاسم في الكنيست الإسرائيلي، يقول الكاتب الصحفي ساهر غزاوي للجرمق إن طرح قضية الشهداء والمجزرة جزء من محاولات أعضاء الكنيست الفلسطينيين طرح قضايا الشعب الفلسطيني في الكنيست التي تبوء بالفشل دائمًا عندما يقف أمامها أعضاء الكنيست اليهود ويتم إسقاطها بأغلبية صهيونية.

وتابع أن الكنيست الإسرائيلي هو المقر التشريعي الصهيوني الذي يشرع قوانين عنصرية ضد الشعب الفلسطيني، فلا يمكن أن يُنصف الفلسطينيين بأي طريقة، لافتًا إلى أن المناكفات والتجاذبات التي حصلت بين أعضاء الكنيست الفلسطينيين حول مجزرة كفرقاسم ليست بريئة وتدخل في إطار المناكفة لأجل مكاسب ومصالح حزبية.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر