لماذا تراجعت أعداد المتجندين البدو في الجيش الإسرائيلي؟

كشف تقرير إسرائيلي مؤخرًا عن تراجع في عدد الفلسطينيين البدو الذين يلتحقون بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي الذي قابله تزايد بالتسرب من الخدمة العسكرية.
ويقول الناشط السياسي من النقب يوسف أبو جامع إن الأسباب وراء ارتفاع التسيب من الخدمة في الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة تعود لازدياد الوعي لدى الأهالي والشباب والأبناء في النقب وأراضي48 بأن الانخراط في سلك الجيش الإسرائيلي من المحرمات والمخالفات الوطنية.
ويوضح أبو جامع في حديثٍ خاص مع الجرمق أن السبب الأقوى وراء تراجع التحاق الشباب الفلسطيني من النقب بالجيش الإسرائيلي هو تطرف المؤسسة الإسرائيلية وعنصريتها وعنجهيتها تجاه الأهالي في النقب، وسياسات هدم البيوت ومصادرة الأراضي وحرمان الأهالي من أبسط ظروف الحياة السوية.
ويتابع، "أرض النقب جزء من أرض فلسطين التاريخية أبناء النقب عندما يواجهون هذا التطرف من السلطات الإسرائيلية والحكومات المتعاقبة سيفهمون حقيقة هذه المؤسسة.. بالتالي عرفوا أن قضيتهم هي قضية إسلامية ووطنية وأن هذه الأرض مقدسة وأرض رباط".
ويختم الناشط السياسي يوسف أبو جامع حديثه آملًا أن يكون الأهالي في النقب على درجة عالية من الوعي تجاه قضية التجند في الجيش الإسرائيلي؛ لأن الانخراط في الجيش لا يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية.
ويلفت عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي وعضو الكنيست سابقًا جمعة زبارقة إلى أن خدمة فلسطينيي النقب في الجيش الإسرائيلي بدأ بالتراجع لعدة أسباب أبرزها زيادة الوعي لدى الأهالي، إلى جانب تصرفات الحكومة تجاه الفلسطينيين في النقب ونهجها ضدهم.
ويضيف زبارقة في حديثٍ خاص مع الجرمق أن لهبة الكرامة في شهر مايو الماضي دور بارز في تراجع انتساب الفلسطينيين البدو للجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن عددًا لا بأس به ممن كان مجندًا ويخدم في الجيش الإسرائيلي قدم استقالته خلال الهبة الأخيرة.
ويتابع، "كل من يتجند في الجيش الإسرائيلي ينبذه المجتمع وتنبذه عائلته.. حتى لو كان يخدم في الجيش الإسرائيلي فهو عربي في النهاية.. يوجد اعتداءات وعنصرية ضد الفلسطينيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي حتى.. الإسرائيلي يرى من يخدم في الجيش خائن لشعبه ويعامله على أنه خائن.. هذه هي طبيعة الفكر الصهيوني".
ويشدد زبارقة في حديثه على عنجهية السلطات الإسرائيلية في التعامل مع كل ما هو فلسطيني وعربي، مؤكدًا على أن الفكر الصهيوني يستغل الفلسطيني فقط لخدمته، وأن السلطات الإسرائيلية لا ترى في الفلسطيني إلا خادم لديها.