لماذا انقطع الحليب من أسواق أراضي الـ48..محللون يجيبون للجرمق


  • الأربعاء 29 سبتمبر ,2021
لماذا انقطع الحليب من أسواق أراضي الـ48..محللون يجيبون للجرمق

قال مجلس الحليب المخوّل من قبل الحكومة الإسرائيلية لمتابعة إنتاج منتجات الألبان والأجبان إن انقطاع صنف الحليب الطازج من الأسواق في أراضي الـ48 يعود لـ قلة أيام العمل التي لا تتعدى 10 أيام خلال شهر أيلول الأمر الذي أثر على إنتاج وتسويق منتج الحليب الطازج ومشتقاته.

وجاء في بيان المجلس أنه في غالب السنوات يحدث نقص في إنتاج صنف الحليب الطازج خلال شهر أيلول الذي يتزامن مع الأعياد اليهودية، ولا يتم إنتاجها بفترة سابقة لأن تاريخها ينفذ سريعًا بحسب بيان المجلس.

ولكن أهالي أراضي الـ48 قالوا إن هذا العام الانقطاع أكبر مما كان عليه في السنوات الماضية طارحين تساؤلات حول سبب الانقطاع المفاجئ هذا العام والذي لم تشهده "إسرائيل" من قبل حتى في مواسم الأعياد اليهودية.

 ويقول جبر حجازي صاحب سوبرماركت في مدينة طمرة للجرمق إن منتج الحليب السائل غير متوفر في الأسواق منذ بداية شهر أيلول، مستدركًا أن الشركات كل عام تقلص هذا المنتج إذ ينقطع يومي الجمعة والسبت فقط ولكن مدة الانقطاع لا تكون طويلة كالانقطاع هذا العام.

أسباب غامضة

ويقول الخبير الاقتصادي غسان صالح في حديثٍ للجرمق إن هذا الانقطاع لم يحدث من قبل حتى خلال شهر أيلول الذي تكثر فيه الأعياد اليهودية، فهناك دائمًا خط انتاج يعمل بنظام الطوارئ في هذه الأعياد، وبالتالي فإن الشركات لا تتوقف عن العمل سوى يوم واحد في السنة وهو يوم عيد "الغفران".

وتابع أنه في حال كانت خطوط إنتاج الحليب السائل متوقفة بسبب الأعياد، فأين ذهب الحليب الذى يُعتبر مورد طبيعي يتم إنتاجه عن طريق الحيوانات والأبقار، لافتًا إلى أنه من غير المعقول ألا يتم حلْب الأبقار طوال هذه الأيام لأن ذلك سيضر بها.

ويلفت صالح أن هناك احتمالية بأن الشركات قامت بحلب الأبقار وتخلصت من الحليب السائل دون طرحه في الأسواق لأهداف غامضة، مشيرًا إلى أن هناك سياسة غامضة وغير منطقية في ادعاء شركات الانتاج والدولة بأن الأعياد اليهودية هي السبب.

ويُشير للجرمق إلى أنه على ما يبدو هناك خلاف بين الدولة والقرى التي تُنتج الحليب وتحتضن الحظائر "الكيبوتسات" أو أن الشركات تريد أن تُحدث تغيير جذري على منتج الحليب السائل في السوق من حيث الجودة والسعر، منوهًا إلى أن الحليب ليس كغيره من المنتجات فهو مراقب من قبل الدولة وبالتالي الشركات لا تربح من وراء هذا الصنف بالتحديد وإنما يندرج ربحها تحت بند التمويل من الدولة فقط.

ويتابع أن هناك تساؤلًا يجب طرحه بعد ادعاء شركات الإنتاج، قائلًا، "لماذا لم يطل الانقطاع مشتقات الحليب، كالألبان والأجبان التي يشكل الحليب 70% من إنتاجها.

ويُشير إلى أن هذا دليل على أن ثلاجات الشركات ليست فارغة من الحليب، ويتم تصنيع مشتقاتها التي تُعتبر نسبيًا أغلى سعرًا من الحليب المراقب من قبل الدولة، فلماذا لم تنقطع؟

ويتابع أن الشركات في العادة تقوم بقطع منتج معين وسحبه من الأسواق لهدف واحد وهو تشكيل ضغط على الحكومة إما لرفع سعر المنتج أو تغيير جذري عليه، وهو في هذه الحالة الحليب المراقب من الدولة، ولا يتم إعادة المنتج للسوق إلا عندما يُذعن أحد الأطراف للطرف الآخر إما الشركات المنتجة أو الدولة.

الأعياد..حقيقة أم ادعاء؟

وذكر تقرير لصحيفة جلوبس الاقتصادية الإسرائيلية أن شركة تنوفا التي تعتبر كبرى شركات إنتاج الألبان والأجبان ومشتقاتها  تقول إن النقص لم يتجاوز الـ 15%، وأنها تعمل جاهدة لإنتاج الكميات المطلوبة خلال شهر أيلول.

وتقول الناشطة الاجتماعية والسياسية فاطمة بكري في حديثٍ للجرمق إن انقطاع الحليب السائل لم تشهده أراضي الـ48 منذ عام 2008، فهناك نقص في شهر أيلول من كل عام لكن الانقطاع أمر جديد يوضح أن الادعاء الذي تدعيه الشركات مجرد فبركة لإخفاء أمر أعمق.

وتضيف أنه من الواضح أن الشركات تريد استغلال الظرف الذي تمر به "إسرائيل" في شهر أيلول وهو الاعياد اليهودية، وتريد تسويق منتجاتها غالية الثمن لتحقيق ربح أكثر، وعدم طرح الحليب الذي يعتبر منتج يخضع لتقييدات الدولة بالتالي لا تستطيع الشركات أن تنتج أكثر من الكمية المحددة لها.

وتتابع أن الشركات المنتجة لم تخطط مسبقًا لإنتاج كميات أكبر قبل شهر أيلول، على الرغم أنها تعلم أن هناك أعياد وسيتم تقليص العمل لتأتي خلال أيلول وتطرح الادعاء أن الانقطاع بسبب الأعياد رغم قدرة الشركات على توفير هذا المنتج من قبل.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر