"يهدف لسردنة أهل النقب".. أهالي رهط يرفضون مخططًا إسرائيليًا


  • الخميس 23 سبتمبر ,2021
"يهدف لسردنة أهل النقب".. أهالي رهط يرفضون مخططًا إسرائيليًا

أعلنت بلدية رهط وأهالي بالمدينة عن رفض مشروع طرحته "دائرة أراضي إسرائيل" يتضمن عطاء بـ 750 وحدة سكنية موزعة على ما يقارب 14 دونمًا جنوب مدينة رهط، وهو ما اعتبره أهالي المدينة خطرًا على نمط معيشتهم كبدو، وعلى خصوصيتهم التي اعتادوا عليها.

ويقول رئيس لجنة المراقبة وعضو البلدية في رهط من المعارضة إبراهيم الجبور في حديثٍ مع الجرمق إن المخطط من طرح "دائرة أراضي إسرائيل"، وإن المخطط مرفوض لأن الحل لأزمة السكن لا يكون ببناء وحدات سكنية تتنافى مع ما اعتاد عليه الأهالي في رهط ومع نمط حياتهم.

ويتابع، "هذه سابقة في تاريخ أهل النقب.. عادةً توزيع القسائم عبر مندوب للبلدية في لجنة التسويق والبناء وفقًا للمبنى الاجتماعي للأسرى البدوية بما لا يتعارض مع نمط حياة البدو.. لكن هذا المخطط يقوم على توزيع القسائم عن طريق مقاول ويبيعها بشكل عشوائي للأهالي وهذا فيه انتهاك لخصوصية البدو".

ويحمّل الجبور إدارة البلدية الحالية مسؤولية ما قد يترتب على هذا المخطط السكني؛ لأن البلدية -حسب قوله- لم تقم بدورها بإطلاع أعضاء البلدية من المعارضة والأهالي في رهط على الرسالة التي بعثتها "دائرة أراضي إسرائيل" والتي توضح فيها كيفية توزيع القسائم.

ويضيف الجبور، "كان من المفترض أن تطلعنا قيادة البلدية الحالية على الرسالة حتى نعارض الفكرة لأن لهذا المخطط أبعاد اجتماعية وخيمة.. ومن موقعي وكل المعارضة في البلدية نحن نرفض ونعارض هذا المخطط لأنه سيؤثر مستقبلًا على جميع القرى العربية البدوية في الجنوب".

ويقول الجبور إن "رئيس البلدية الحالي كان على علم بالمخطط منذ حوالي عام لكنه لم يخبرنا.. نحن علمنا بالمخطط وآلية تسويقه بعدما بدأت الأخبار تتسرب بشأن الموضوع..لماذا بقي رئيس البلدية صامت؟".

ويتابع، "يجب أن يكون لبلدية رهط ثقلها ويجب أن تقرر هي عملية التسويق.. لا يجب أن تسير الأمور كما تريد دائرة أراضي إسرائيل.. المشكلة الأساسية أنه لا يوجد تشاور بشأن المخطط وأنه فرض على البلدية".

ويشدد الجبور في حديثه مع الجرمق على أن مخطط توطين البدو سيحول العائلات ونمط حياتهم وسكنهم في رهط إلى شكل شبيه بحياة اليهود، من خلال طرح القسائم السكنية للأهالي حتى يشتري من يشتري بشكل عشوائي دون الأخذ بعين الاعتبار المبنى الاجتماعي العائلي للبدو.

ويؤكد عضو بلدية رهط من المعارضة إبراهيم الجبور على أن المخطط سيؤدي إلى تقليل المساحات المتاحة للبدو، لا سيما أن عدد أفراد العائلات البدوية كبير جدًا، ويزيد عن 10 أفراد في أغلبها، وتابع، "مساحة المائة متر في طابق لا تكفي ولا تجدي لعيش العائلات البدوية.

ويوضح الجبور أن المعارضة بدأت بالعمل على خطة وبرنامج لمنع الأهالي في رهط من شراء الأراضي أو القسائم ضمن مخطط "دائرة أراضي إسرائيل"، مضيفًا، "سيكون هناك مظاهرات وخطط غير معلن عنها بعد.. سنقف أمام هذا المخطط بكل ما يتيح لنا القانون.. نحن كمجتمع بدوي محافظ لن نقبل بهذا الشكل من التسويق".

رفض جماعي

ويؤكد رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان خلال حديثه للجرمق على رفضه بصفته رئيسًا للبلدية للمخطط الإسرائيلي محذرًا من خطورته على الفلسطينيين في النقب، وواصفًا هذه المشاريع بـأنها "سردنة لعرب النقب".

وفيما يتعلق بالرسالة التي وصلته من "دائرة أراضي إسرائيل" قال: "رئيس البلدية هو الناطق باسم البلد جميعها.. لم أشعر أنني بحاجة لأشاور الأعضاء في هذا الموضوع لأنني أعلم أنه مرفوض جملةً وتفصيلًا.. لو عرضت هذا الأمر على المجلس البلدي سيكون مستهجن لذلك أخذت القرار لأن القضية مستعجلة.. عقد اجتماع يحتاج ليومين و3 أيام وبالتالي أخذت هذا القرار وأخرجت كتاب عن طريق محامي البلدية برفض المخطط.. القضية قضائية بحتة وليست سياسية.. اتخذت القرار بشكل مسؤول وتلقائي.. القرار معروف ومعلوم للجميع وهو الرفض وتوقعت رفضهم.. لو شعرت أن هناك خلاف أو إشكالية كنت سأعرض الموضوع فورًا على أعضاء البلدية".

ويشدد أبو صبيهان على رفضه مخطط توطين البدو، وأن مدينة رهط تتعرض في هذه الآونة لمخططات لتفريغ الأرض من أهلها ومحاولة تسكين الناس في مساحات صغيرة، مؤكدًا على أن هذه المساحات الضيقة والتي يسكنها عدد كبير من الناس ستكون خصبة للعنف ولمشاكل أخرى.

ويقول أبو صبيهان إن لدى "دائرة أراضي إسرائيل" سياسة مغرضة تستهدف عرب النقب، وإن الغاية من هذا السياسية هو تجميع أكبر عدد من الناس على أقل مسطح أرض والتقليل من عدد أفراد الأسرة الواحدة، وتقسيم الوحدات السكنية إلى ما لا يزيد عن 250 متر للطابق الواحد لسردنة الفلسطينيين في النقب وبالتالي تفريغ الأرض من الناس.

ويشير أبو صبيهان في حديثه مع الجرمق إلى أنه بعد رفضه المخطط، طرحت "دائرة أراضي إسرائيل" العطاء بـ750 وحدة سكنية على 14 دونم، أي أن سيكون هناك 55 وحدة سكنية على الدونم الواحد.

رفض الأهالي

ويعبر راقي الزيادنة وهو مواطن من رهط عن رفضه لمخطط توطين البدو في رهط والذي طرحته "دائرة أراضي إسرائيل".

ويضيف في حديثٍ خاص مع الجرمق: "من الصعب علي أن أسكن بجانب شخص لا أعرفه.. نحن الآن نسكن في ذات المحيط كعشيرة ونعرف بعضنا البعض ونعيش سويًا.. لكن في هذه القسائم عندما أفتح باب منزلي سأجد شخصًا لا أعرفه مقابل بابي.. هذا المخطط سيكون سببًا في مشاكل كثير وسيضاعف آفة العنف بسبب وضع عائلات كبيرة في مساحات صغيرة".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر