تفاصيل زيارة الأسيرين العارضة..قصةُ صمود تُروى على ألسنة الفلسطينيين في الـ48

أثارت مقابلات محاميّ الأسيرين محمود ومحمد العارضة وتفاصيل لقائهما مع الأسيرين المعاد اعتقالهما منذ أيام ردود فعلٍ ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي بين نشطاء الـ48، محتفيةً بالأسيرين ومشيدة بهما وبقوتهما، ومنها ما احتفى بثمرة الصبر التي تناولها الأسير محمد العارضة بعد 22 عامًا ووصفوا رمزيتها الجديدة التي أضيفت بعد هذا اللقاء.
ووصف الناشط مهند أبو غوش ترقب الفلسطينيين لزيارة الأسرى والاطمئنان على صحتهم، إذ كتب على صفحته في فيسبوك إنها قلوبٌ على خيط ناي ووصفها بالضوء على السلك الشائك والقلوب التي تُكلل أسوار مركز تحقيق الجلمة.
وتابع أن رسلان محاجنة محامي الأسير محمود العارضة قد دخل لسجن الجلمة يحمل على كتفيه ارتباك قلوب 12 مليون فلسطيني ليلتقي الرجل خلف اللوح الزجاجي العازل محمود العارضة، مضيفًا، "12 مليون قلب على حافة البكاء".
ويلفت إلى أن 12 مليون قلب فلسطيني يخطو عليها حبًا وكرامة ستة رجال في جبال فقوعة، التي نفذ فيها الشيخ عز الدين القسام عمليته الأولى في 1935 وأرسل روزنفلد ضابط الشرطة الصهيوني حينها إلى الجحيم حسب ما كتب أبو غوش.
وتابع، "على الارتعاش المرتبك لحدقة العين، ارتجاف تغضّنات ما يحيط بها ويرفض التصديق، ويرفض تقديم سبب لشماتة الأنذال، حافة العين تمامًا، يمشي ستّة من الرجال نفّذوا انتصارهم الأول حينما كانوا في الحقل. لعل أحدهم توقّف، كمن اكتشف أمرا ذا دلالة، فقال لرفاقه الخمسة: صباح الخير".
واحتفى الباحث رازي النابلسي بثمرة الصبر التي تناولها الأسير محمد العارضة بعد 22 عامًا من الحرمان في السجون الإسرائيلية، مشيرًأ إلى أن ثمرة الصبر هي الشاهد الوحيد الباقي بعد التهجير والنكبة وهدم القرى وإبادتها في أراضي الـ48.
وتابع رازي أن الصبر مترامي على مفارق الطرق، في مرج بن عامر والسهول والقرى على جوانب الشوارع التي تهجرت وأهملت على أمل النسيان لكن الصبر كبر فيها، مشيرًا الصبر اليوم سجل للفلسطينيين معروفية جديدة بعد أن تناوله الأسير محمد الذي صبر على حفر النفق سنة وجد ثمرة الصبر التي أعطته وردة على أنقاض إحدى القرى المهجرة.
وشكر الناشط محمد طاهر جبارين سهل مرج بن عامر الذي قدّم الصبر للأسير محمد، بقوله، "شكرًا لك مرج بن عامر، لقد قمت بالواجب أيها السهل الخصيب واستضفت أسرانا بين أحضانك لمدة 5 أيام يأكلون من ثمارك ويتفيؤون بظلالك ويفترشون بترابك الذي جُبل بدماء الشهداء"، لافتًا إلى أنهم تنفسوا هواء الحرية وتنشقوا عبق الأزهار الجميلة في سهل بن عامر الذي أثبت للفلسطينيين أنه ما زال على العهد والوعد بأنه باقٍ لأصحابه بعد أن سلبوه غدرًا وخيانة.
وأضاف أنه كما اسمه الذي أطلقه عليه الأجداد سلة فلسطين الغذائية، ومنهم من لقبه أبو اليتامى لكثرة خيراته التي كانت تعيل الأيتام والفقراء الذين يرتادونه بعد كل موسم، قائلًا، "لك عودة أكيدة يا أبو الخيرات، ولأسرانا الحرية القريبة".
وتوجه الصحفي رشاد عمري على صفحته في فيسبوك بالثناء لـ المتظاهرين الذين أسمَعوا صوت تضامنهم مع الأسرى خلال تواجدهم في المحكمة الإسرائيلية في الناصرة لمحاكمتهم قبل أيام.
وتابع عمري إنه كم من مظاهرة يُشارك فيها الآلاف ولا تجدي نفعًا، وكم من مظاهرة يشارك فيها بعد الشابات والشبان ترفع من معنويات الأسرى في أحلك الأوقات، لافتًا إلى أن الأسيرين العارضة أكدوا للمحامين أنهم سمعوا هتافات المتظاهرين قبل دخولهم المحكمة وأعطتهم دفعة معنوية لا تُقدّر ومدتهم بطاقة بلا حدود.
وكتب المحامي خالد زبارقة عن قضية الصبار التي وصفها أنها كبيرة بحجم فلسطين ولا تقل أهمية عن كل القضايا الملحة، لافتًا إلى أن الأسير محمد العارضة ربما لم يدرك جملته عندما قال أن الصبار أنساه سنين الاسرى الـ22.
وتابع أن "إسرائيل" اختطفت الصبّار وحولته لرمز إسرائيلي عالمي ورسمت كثير من اللوحات الفنية التي ترمز إلى الصبار التي تمثل قضية هوية كبيرة وعليها الكثير من الكتابات الفنية والأكاديمية.
وختم زبارقة أنه ليس عجبًأ أن تُنسي هذه الثمرة الأسير عذاباته سنين الأسر الطويلة، فلقد التقى المخطوفان بعد طول غياب.