أن تقرأ "الفُجاءة" كعادة والعكس… ملاحظة عن عبقريّة الهُروب


  • الثلاثاء 7 سبتمبر ,2021
أن تقرأ "الفُجاءة" كعادة والعكس… ملاحظة عن عبقريّة الهُروب
أمس في مقابلةٍ على قناةٍ إسرائيليّة "كان"، مع أحد الرتب المتقاعدة في "مصلحة السجون"، بعدَ هجومِ المحلّلين والخبراء، على الجهاز وتقاعسهِ وإهمالهِ لتفاصيل مؤشّرات تدلّ على الهُروب. اعتمدت إجابته على محورين؛ الأوّل تجنيب الجهاز من المسؤوليّة الكاملة، ثانيًا محاولة التفاف في الكلمات لتقريظٍ بسيط لفعلِ الأسرى، بالقولِ التالي؛ استطاعوا قراءة "روتين" عملِنا.
على سبيلِ المثال، معلومٌ عند الأسرى، مسألة المباغتة بـ"التفتيش الفُجائي" ليلًا. وغالبًا الحفر أو توسيع الفُتحة النفق ستكون ليلًا أيضًا، كيفَ تضمن إتمام ذلك دونَ الإمساك بك؟
أن تحوّل ما يسمّونه بـ"التفتيش الفُجائي"، إلى عادةٍ، أن تقرأ المتغيّرات السجّانين التفاصيل الزمن، وتؤطر جميعها كسلسلة تعطيكَ النتيجة ذاتها؛ تفتيشًا في هذهِ الليلة.
الإحكام في هذهِ الخطّة قد تعدّى ذلك إلى تصوير العادة وإنتاجها كـ"فجأة". وألاحظ ذلك في تفصيلين ممّا أظهرتهُ لنا وسائل الإعلام أمس؛ زكريا زبيدي، طلبَ الانتقال إلى غرفةِ سجن "الخزنة" قبلَ إتمام الهُروب بوقتٍ قصير جدًا، هذا أمرٌ اعتياديّ قد يطلبهُ أحيانًا الأسرى، ولأسبابٍ عديدة، وتحوّلت هذهِ العادة، إلى "فجأة" عندَ إتمام هروبك إلى الحريّة.
التفصيل الثاني، متعلّق في "نومِ السجّانة على بُرج المراقبة" أثناء الهروب. هذهِ ليست صُدفة أو حظّ أو بغتة أو فجأة، في هذهِ الليلة قرّرت أن تغطّ في النوم، كما نتخيّل للوهلةِ الأولى. خطّة كهذهِ للهروب من سجنٍ محصّن لا تحتملُ الصٌدفة في مثل هذهِ التفاصيل الحاسمة. فهي غالبًا تُعرف بنومها عند الأسرى في ساعات الليل، مثلًا، أو تحوّلت عاداتها إلى أداةٍ وهدف للهرب.
فهي لم تغمض عينيها، بشكلٍ مفاجِئ. وربمّا يوجد مصيبةً أكبر، و"قصّة نومها" هي فقط للتداول الإعلاميّ.
وفي جميع السيناريوهات، ستكون عمليّة السادس من سبتمبر، في عام 2021، من أعظمِ حكايات الفلسطينيين عن انتزاعنا للحريّة.
[البُرج أمام نفق حريّة الأسرى، صورة لتوضيح أهميّة تحييد برج المراقبة في عمليّة أمس]
. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر