أوقفت بلدية حيفا مخططًا قدمته شركة استثمارية للجنة التخطيط يقضي بإقامة مبنى مكون من 27 طابقًا على أراضي المسجد الأبيض، بينها 4 طوابق تقام تحت الأرض ما قد يؤثر هندسيًا على مخطط المسجد وأساساته.

وقالت لجنة متولي وقف الاستقلال في بيان لها إن البلدية أزالت المخطط مؤقتًا عن طاولة البحث بهدف دراسة تأثيره على المسجد، إذ اتخذ أعضاء لجنة التخطيط والبناء في البلدية هذا القرار على ضوء أهمية وحساسية المشروع، ذلك عقب الاحتجاج ضد مخطط الشركات الخاصة بمحاذاة المسجد الصغير وبسبب أهميته.

وأشارت اللجنة إلى أنها اعترضت على المخطط خشية من تأثير أي بناء سيقام بجانب المسجد عليه نظرًا لحساسيته وأهميته التاريخية والمعمارية، مطالبةً بتنسيق التخطيط مع المسؤولين في الوقف والتأكد من عدم المسّ في المسجد وأساساته.

وتابع بيان اللجنة أن طواقم أقسام الهندسة والتخطيط في البلدية كانت قد اعترضت على زيادة حجم البناء عن المخطط القديم وعلى طريقة دخول السيارات إلى المصف القديم تحت الأرض من الساحة المحاذية للمسجد، مؤكدةًأهمية فحص تشييد المصف وتخطيط حركة السيارات بطريقة لا تمس في المسجد، وطالبت أيضًا الشركات المحافظة على المسجد بالالتزام والابتعاد مسافة 9 مترات عن المسجد حتى لا يتم المساس به بشكل مباشر.

وأكدت لجنة متولي وقف الاستقلال على أن هناك تفاصيل قانونية وتخطيطية معقدة ستتم دراسة كافة جوانبها بشكل معمق عبر مجموعة من المهندسين والمخططين والمحامين لصيانة الوقف وحماية المسجد الصغير.

وأوضحت اللجنة أن "المخطط يهدف لإقامة مبنى للسكن والفنادق والتجارة والمكاتب وبناء 258 وحدة سكنية تحت عنوان "عمارة المتحف - حيفا"، مشيرةً إلى أن المخطط عبارة عن مبادرة من شركات ربحية خاصة تدعى "متحف حيفا د.ر. ليميتيد، نفطالي شتيتسر، شنهاف إس متحف حيفا، شنهاف أر متحف حيفا، شركة بن كيما للاستثمار".

ولفت بيان اللجنة إلى أن "المخطط هو مخطط قديم – جديد.. إذ صودق المخطط الأول عام 1985 والذي يتيح إقامة 27 طابقًا كمبنى مكاتب حكومية ومكاتب اتصالات على يد "ماعاتس" على الأرض المحاذية للمسجد والذي لم يتم تنفيذه حتى اليوم بل أقيم مبنى لشركة بيزك والبريد و4 طوابق تحت الأرض لركن السيارات.. فجاء المخطط الجديد الحالي الذي تتم مناقشة إيداعه مؤخرًا، بهدف تغيير الاستخدامات في المخطط القديم المصادق عليه عام 1985 إلى استخدامات السكن والتجارة والمكاتب وتشييد مصف السيارات تحت الأرض.. ويهدف المخطط الجديد إلى تحويل المخطط القديم إلى مشروع ربحي له منطق اقتصادي لتشجيع الشركات من البناء".

وأشارت إلى أن جزءًا من المسجد الأبيض في حيفا كان قد تعرض للهدم عام 1974 على يد جرافات دائرة أراضي "إسرائيل"، موضحةً أنه تأسس على يد الظاهر عمر عام 1761 ويعتبر من أقدم المقدّسات في مدينة حيفا.

رابط مختصر

اترك تعليق