حوادث العمل.. أرواح تُزهق ومسؤولية ضائعة


  • السبت 14 أغسطس ,2021
حوادث العمل.. أرواح تُزهق ومسؤولية ضائعة
لقي حوالي 40 عاملًا في قطاعات الصناعة والتجارة والبناء والزراعة والخدمات، مصرعهم في حوادث عمل مختلفة منذ بداية عام 2021، في أراضي 48 معظمهم من الفلسطينيين. وكانت ضحايا قطاع البناء هي النسبة الأكبر من عدد ضحايا حوادث العمل ب52%. ويحمل رئيس نقابة العمال في لواء الجليل المركزي حسيب عبود في حديثٍ مع الجرمق أرباب العمل مسؤولية توفير ظروف آمنة للعامل، موضحًا أن العامل يشكل الثروة الأساسية لصاحب العمل. ويشير عبود إلى ضرورة فرض غرامات مالية على أصحاب العمل الذين لا يتقيدون بقوانين الأمن والأمان في العمل، لافتًا إلى أن مسؤولة متابعة هذا الأمر تقع على عاتق الدولة والنقابة من بعدها. ويذكر عبود أن معظم العمال لا يلتزمون بأدوات السلامة أثناء عملهم، وأن أرباب العمل لا يفرضون ذلك على العامل، مؤكدًا على أهمية أن يحرص العامل على ارتداء ملابس وحذاء وقبعة تلائم العمل، وتحافظ على سلامته. ويشدد عبود على أهمية أن يجري أرباب العمل دورات أمان في الورش عبر مختصين، وتابع، "أدوات العمل من رافعات وسلالم يجب أن يقودها أفراد مهنيين و متمرسين في عملهم.. لأن معظم حوادث العمل تحصل مع شباب في مطلع أعمارهم وغير متمرسين". ويلفت رئيس نقابة العمال في لواء الجليل المركزي إلى أن مسؤولية النقابة هي التخفيف والحد من إصابات العمل وحالات الوفاة، داعيًا العمال للمحافظة على سلامتهم حتى يستطيعوا أن يعيلوا أسرهم. ويدعو رئيس النقابة في لواء الجليل المركزي أرباب العمل للحفاظ على سلامة العمال، موضحًا أن "العامل إنسان في النهاية.. وللعامل ميزة اقتصادية بالنسبة لصاحب العمل". وبدوره يحمل العامل محمود حصري النقابة مسؤولية غياب أدوات الأمان والسلامة في أماكن العمل والورش، قائلًا إن "دور النقابة في قضايا العمل غير موجود.. نقابة العمال تهتم بقضايا الأتعاب ما بعد إنهاء العمل.. لكن المتابعة الميداني غير موجودة". ويشير حصري في حديثٍ مع الجرمق إلى أن رقابة نقابة العمال على سلامة العامل وورش العمل قليلة جدًا، مصنفًا ذلك تحت بند الاستخفاف بحياة العامل. ويتابع حصري، "مستوى المعيشة منخفض وهذا يؤثر على العمال ويشكل ضغطًا نفسيًا عليهم.. يحرص العامل على إنهاء عمله بأسرع ما يمكن وبأقل المتطلبات حتى يتسنى له إنجاز عمل آخر.. هذا يعرض حياة العامل للخطر". ويؤكد حصري على أن العامل يلجأ أحيانًا إلى عدم الاكتراث بحياته وباتباع تعليمات السلامة والأمان حتى لا يعتبره صاحب العمل شخصًا متطلبًا ويطرده من العمل، مشيرًا إلى أن "بعض أرباب العمل يتعاملون مع العامل وكأنه يتقاعس في عمله إذا طالب بحقه بعمل آمن.. أو يعتبر العامل عبء عليه". ويوضح العامل حصري في حديثٍ خاص مع الجرمق أن أهم الأدوات التي يجب أن يأخذها العامل بعين الاعتبار قبل أن يباشر بعمله هي لباسه وهذا يشمل قبعة العمل والحذاء المناسب، إلى جانب الاهتمام بقضية المرتفعات، مشددًا على أهمية أن تكون أدوات العمل جيدة وغير مهترئة. ويضيف حصري أن قطاع العمل غير منصف للعامل، حيث تستقوي الدولة وهي رأس المال على المقاول والمقاول بدوره يستقوي على العامل، ويتابع، "العامل الفلسطيني لا يشكل فرقًا لدى إسرائيل.. همها جباية الأموال.. ولا يوجد اعتبارات لحياة العامل".
. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر