عزلوا الأسرى عن العالم.. وثائق تكشف عن معسكرين لإسرائيل في سيناء

كشف تحقيق أجراه معهد "عكيفوت" لبحث الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني عن معسكرين للجيش الإسرائيلي في سيناء أقامتها "إسرائيل" بسرية في العام 1971 وحجزت فيه الفلسطينيين من الأطفال والنساء والرجال من قطاع غزة في قلب الصحراء.
وشمل التحقيق الذي جاء ضمن تقرير نشرته صحيفة هآرتس اليوم الخميس، وثائق محفوظة في الأرشيف الإسرائيلي وأرشيف الصليب الأحمر.
وعن تفاصيل المعسكرين، أوضح المصدر أن إحدى المعسكرين أُقيم في خليج السويس ويُدعى معسكر أبو زنيمة والثاني في قلب صحراء سيناء باسم معسكر نخل. وتتذرع "إسرائيل" بإقامتها للمعسكرين بمقتل إسرائيليين اثنين قرب مدينة غزة، وذلك في عهد قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي آنذاك أريئيل شارون.
وأقيم معسكر أبو زنيمة في بدايات عام 1971، ونُقل إليه 59 فلسطينيًا، وحين عبّر مندوبو الصليب الأحمر أمام منسق الحكومة الإسرائيلية شلومو غازيت عن قلقهم من نفي فلسطينيين من قطاع غزة، أجاب بأنه تم نقل معتقلين من 20 عائلة، وأنهم طُردوا من غزة بسبب "دعم الإرهاب"، وارتفع عدد العائلات إلى 27 في نهاية الشهر نفسه، وبين المعتقلين عشرات الأطفال.
وسمحت السلطات الإسرائيلية في شباط/فبراير من ذات العام لمندوبي الصليب الأحمر بزيارة المعسكر، حيث التقوا مع مندوبي 23 عائلة ضمت 140 فلسطينيًا بينهم 87 طفلًا، وجميهم من قطاع غزة، وأبدى مندوبو المنظمة استياءهم من حجز "إسرائيل" للفلسطينيين في مذكرة أرسلوها لمقر المنظمة في جنيف، حيث تساءلوا: "هل بإمكان الرضيع ابن السبعة أشهر، أو الوالدة ابنة الثمانين عاما، فهم سبب وجودهم هناك؟".
واحتج مندوبو الصليب الأحمر أمام غازيت على أن الظروف في المعسكر "تكاد تكون غير إنسانية"، فيما أجابهم بأنه "جرى عزل هذه العائلات من أجل منعها من توفير مأوى لقريب أو أقاربهم، المطلوبين لعلاقتهم بالإرهاب"، زاعمًا أنه بعد القبض على قريبهم يتم إطلاق سراح أفراد العائلة.
أما معسكر الاعتقال نخل والذي يحمل اسم بلدة سيناء، فقد احتجز فيه شبان عاطلين عن العمل ولم يشتبهوا بأي شيء، وقال غازيت لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إن "عملية أخرى نفذناها، وربما هي راديكالية أكثر، هي عملية ضد العاطلين عن العمل".
وعن سبب النفي والاعتقال، قال غازيت "تجول هؤلاء الشبان بحرية في الشوارع هو ثغرة تستدعي تجنيدهم للمنظمات، وكذلك خطر لمجرد حقيقة أنهم يتجولون في جميع هذه الشوارع المركزية ويطلقون النار، يلقون قنابل أو يقومون بأي عمل آخر".
ولاحقًا أغلقت "إسرائيل" المعسكرين في العام نفسه وأُعيد الفلسطينيون إلى قطاع غزة، حسب ما جاء في تقرير هآرتس الذي استند لتحقيق معهد "عكيفوت".