كيف يُقيّم أهالي معتقلي عكا التفاعل الجماهيري مع قضيتهم؟

"نقف وحدنا في المظاهرات لمساندة أبنائنا في السجون الإسرائيلية"، هكذا وصفت والدة الأسير كامل طوالبة من مدينة عكا حال الأهالي والنشطاء في المظاهرات التي يجري تنظيمها من أجل المعتقلين.
وتقول إن مشاركة الفلسطينيين في المظاهرات والفعاليات التي تُنظم لنصرة المعتقلين ليست كما يجب وأن العشرات فقط يخرجون لدعم المعتقلين، معظمهم من أهالي المعتقلين.
وتشير إلى أن الفلسطينيين في أراضي 48 يخشون على أنفسهم وأولادهم من الاعتقال بسبب المشاركة في المظاهرات، مضيفةً أن السلطات الإسرائيلية تعمدت زرع الخوف والرعب في نفوس الناس من خلال اعتقالهم لمنعهم من المشاركة في المظاهرات.
وتلفت والدة الأسير كامل طوالبة في حديثٍ مع الجرمق إلى أن الأهالي بعكا يترددون بالمشاركة في المظاهرات حين يسمعون عن اعتقالات الشاباك للشبان وما يتبعها من اضطهاد لهم.
وأشارت إلى أن نجلها كامل معتقل لدى قوات الشاباك الذي منعوا عنه الكنتينا أو إدخال الملابس له، إلى جانب حرمانه من استخدام الهاتف رغم أن المحكمة سمحت له.
وتوضح والدة الأسير "أ.غ" في حديثٍ مع الجرمق أن أهالي المعتقلين يشاركون في المظاهرات ليعبروا عما بداخلهم من خوف على أبنائهم، لكنها تفسر عدم مشاركة أعداد كبيرة بها بإجراءات السلطات الإسرائيلية التي تعاقب من يشارك فيها.
وتتابع، "الجميع يخاف على أبنائه من الاعتقالات ونحن شاهدنا بأن إسرائيل تعتقل الشبان الذين يشاركون في المظاهرات".
وبدوره يشير الناشط السياسي طارق دعور في حديثٍ مع الجرمق إلى أن الأحداث الأخير بمدينة عكا كانت تحتاج مساندة ودعم الأهالي والنشطاء والأحزاب السياسية والقيادات بأراضي 48، لكن لم يتم مشاهدة ذلك كثيرًا في المظاهرات التي خرجت لتساند المعتقلين وأهاليهم.
ويرى أن أعداد المشاركين جيدة، لكن ما حدث بعكا من اعتقال أكثر من 200 فلسطيني بينهم قاصرين، واستخدامٌ للعنف ضد المتظاهرين السلميين ورشهم بالقنابل والرصاص المطاطي والفلفل كان يحتاج لوقفة جادة من القيادات الفلسطينية في أراضي 48.
وعن جدوى هذه المظاهرات التي يتم تنظيمها لدعم المعتقلين وأهاليهم يقول دعور في حديثٍ مع الجرمق إن هذه التجمعات من شأنها أن تذكر العالم بأنه جرى الاعتداء على الشباب واعتقالهم ظلمًا ولفُقت لهم التهم زورًا.
فيما يشير عضو اللجنة الشبابية لمتابعة المعتقلين في عكا محمد نصرة إلى أن الأعداد المشاركة في المظاهرات لم تكن بحجم الفعل النضالي الذي شهدته أراضي 48 خلال الهبة الأخير في شهر مايو الماضي.
ويوضح نصرة في حديثٍ مع الجرمق أنه لا يمكن للجنة الشبابية أن تجبر الناس على التواجد والمشاركة في المظاهرات، ويتابع، "الناس تخشى الاعتقالات ويجب ألا ننسى أن حملة الاعتقالات التي شنها الشاباك كانت شرسة ومرعبة بالنسبة للأهالي".
ويلفت نصرة إلى أن السلطات الإسرائيلية تمارس سياسة التخويف والترهيب بحق الأهالي بعكا، عبر استمرارية حملة الاعتقالات التي شنتها منذ شهر مايو والتي طالت أكثر من 2000 فلسطيني في أراضي 48، بينهم أكثر من 200 معتقل من مدينة عكا.
ويدعو عضو اللجنة الشبابية لمتابعة المعتقلين في عكا نصرة الفلسطينيين والنشطاء في أراضي 48 وفي عكا تحديدًا لتكون أعداد المتظاهرين في الأيام المقبلة أكبر حتى تستطيع اللجنة الشبابية إيصال صوت المعتقلين وقصصهم للقيادات التي يجب أن تتحرك للدفاع عن أبنائها.
ووجه نصرة رسالة لوسائل الإعلام الفلسطينية للتركيز على قضايا المعتقلين في أراضي 48 وعكا، ليبقى ملف المعتقلين على سلم أولويات الإعلام والفلسطينيين في كل مكان، ولتحريك الرأي العام نحو التكاتف وتوحيد الصف الفلسطيني ضد السياسات الإسرائيلية بحق المعتقلين.
ويؤكد نصرة على أن وضع المعتقلين العكيين صعب في السجون الإسرائيلية، ويتابع، "هناك 22 معتقل في الزنازين الإسرائيلية بعضهم لا يتلقى العلاج اللازم والبعض لا يتم إدخال الكنتينا له ولا الملابس.. هناك اضطهاد صريح للمعتقلين".