3 مداخل تستقبل زوار عكا.. تعرّف على حكايتها

تستقبل مدينة عكا القديمة -داخل الأسوار- زوارها على مر السنين من 3 مداخل رئيسية، منها مدخلين فُتِحا بعد استصدار فرمان عثماني يسمح بذلك عام 1909 إذ كانت عكا حتى هذا العام محصورة بين الأسوار، إلى أن امتدت بعد هذا العام خارجها لتُبنى ما يُطلق عليها عكا الجديدة.
ويقول المؤرخ نظير شمالي إن بوابة وحيدة لعكا كانت تشكل المدخل لكل من يريد الوصول إلى داخل الاسوار ويطلق عليها البوابة الشرقية بجانب شط العرب، مضيفًا أن هذه البوابة كانت حتى عام 1909 تستقبل الزوار حتى ساعات المغرب.
ويتابع شمالي في حديثٍ مع الجرمق أن حراس المدينة والمدافع في ذلك الوقت كانوا ينادون في ساعات المساء، "سيتم إغلاق بوابة عكا، فمن لا يدخل الآن سيبقى آسفين خارجَ المدينة".وكان أهالي عكا يُطلقون على حراس المدينة والمسؤولين عن البوابات "طوبجي" أي حارس المدفع.
بوابتا عكا "الجديدتان"
يقول المؤرخ نظير شمالي إن المدخل الوحيد لمدينة عكا وأسوارها المغلقة لم تعد وسيلة دفاعٍ جيدة مع تطور الأسلحة النارية زمن العثمانيين، وفقدت أسوار عكا مهمتها الحامية.
وتابع شمالي أنه في أواخر الفترة العثمانية بدأ العمل على فتح بوابات جديدة في الأسوار في كل من يافا وعكا، إذ بدأت في يافا عام 1887، وامتدت إلى عكا.
ويقول شمالي إن الشيخ العكاوي أسعد الشقيري ذهب إلى السلطان عبد الحميد الثاني طالبًا منه فرمان لفتح بوابتين جديدتين في سور عكا، متابعًا أنه وفي عام 1909 أصدر السلطان عبدالحميد الثاني فرمانًا يقضي بفتح بوابة قرب جنينة الصفافرة في عكا -نسبة إلى أهالي صفورية-، وبوابة أخرى من الجهة الغربية قرب قلعة عكا.
ويضيف شمالي أن هاتين البوابتين جعلتا لعكا 3 مداخل وسهّلت على الزوار وعلى أهالي مدينة عكا قطع مسافات طويلة للوصول إلى مساكنهم.
من هم زوار عكا؟
يقول شمالي إن مدينة عكا كانت تستقبل الزوار من نابلس وغزة والجليل وسوريا ولبنان، متابعًا أن أكثر من كانوا يعملون في عكا هم أهالي حوران السورية بالإضافة إلى قدوم شعراء لبنان وإقامة مراتب في قهوة الدلالين لإلقاء الشعر والزجل ومنهم الشاعر يوسف الززحلاوي ومحمد الشحوري.
ويضيف أن هؤلاء الزوار كانوا يدخلون عكا من بوابتها القديمة الشرقية في حين أنهم بدأوا عام 1909 بدخولها من الجهات كافة الأمر الذي أغنى المدينة بالزوار وسهل عملية الوصول.
ماذا بعد عام 1909؟
يقول المؤرخ نظير شمالي إن التغيير الأكبر الذي حدث بعد فتح بوابتي عكا الجديدتين هو السماح بالبناء خارج أسوار عكا بعدما كان ممنوعًا على أهالي عكا الخروج والبناء خارج السور.
ويتابع، "المنع جاء لأن العثمانين أمروا أن تكون المنطقة وراء سور عكا فارغة ويُمنع البناء على مرمى المدفع كي لا يتحصن الأعداء الهاجمين على عكا بين المنازل وكانت المسافة تصل لـ3 كم".
ويضيف أن أول منزل بني خارج سور عكا للشيخ أسعد الشقيري عام 1910 وبقي حتى عام 1948 وبعدها بدأت المباني بالبناء بطابق وطابقين و3 طوابق، مضيفًا أن المنازل في تلك الفترة بنيت من الإسمنت والحديد وسميت بعكا الجديدة بينما كانت عكا القديمة تبنى فقط من العقد العربي.