لماذا اهتم فلسطينييو٤٨ باغتيال نزار بنات؟


  • الجمعة 25 يونيو ,2021
لماذا اهتم فلسطينييو٤٨ باغتيال نزار بنات؟

أدان نشطاء وحراكيون في أراضي ٤٨ جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات، فجر أمس، على يد قوات الأمن الفلسطينية بعد اقتحام منزله وضربه بالعصي والقطع الحديدية خلال اعتقاله حسب شهادات عائلته.

وشارك نشطاء فلسطينيون من أراضي ٤٨ بتظاهرتين في رام الله أمس تنديدًا باغتيال بنات، وفي أم الفحم أدى نشطاء صلاة الغائب على روح نزار، فيما أعلن الحراك النصراوي الفلسطيني عن نيته رسم جدارية لنزار بجانب جدارية الشهيد باسل الأعرج.

كما ستُنظم وقفة احتجاجية في ساحة الأسير بمدينة حيفا مساء غدٍ السبت، دعت لها حركة أبناء البلد ونشطاء احتجاجًا على جريمة الاغتيال.

رسائل سياسية

ويؤكد النشطاء في أراضي ٤٨ على أن اهتمامهم باغتيال نزار هو شكل من أشكال التلاحم بين الفلسطينيين بمختلف المناطق الجغرافية وتشاركهم في القضايا المختلفة.

ويُشير نشطاء من أراضي ٤٨ في حديثٍ مع الجرمق أن محاولات الشرذمة التي سعت لها "إسرائيل" وأدواتها خلال 73 عامًا باءت بالفشل وهذا ما يظهر جليًا في الموقف الوحدوي الذي ظهر في أعقاب الهبة الجماهيرية الأخيرة ومؤخرًا استنكار اغتيال نزار بنات.

وتصف الناشطة سمية فلاح عضو حراك حيفا للجرمق أن التضامن والاحتجاج على عملية اغتيال نزار بنات خطوة هامة، وتضيف: "في نهاية الأمر السلطة الفلسطينية أداة بيد إسرائيل، والذي يريد محاربة إسرائيل فعليه بمحاربة السلطة أولًا".

وتتابع، "رغم محاولات إسرائيل شرذمة الشعب الفلسطينية خلال 73 عامًا، فإنها لم تنجح في هذه المحاولة، فما شهدناه في الهبة الأخيرة يوضح ذلك".

وتؤكد على أن أن النشطاء والحراكيين في أراضي الـ48 على تواصل دائم مع الضفة الغربية وغزة والقدس لتنظيم الفعاليات حتى تمتد في كامل الأراضي الفلسطينية.

وتُشير فلاح إلى أن هناك رسائل هامة من التضامن والاحتجاج على عملية الاغتيال، أن الشعب الفلسطيني واحد، وما يحدث في مدينة رام الله هو امتداد يهمُ حيفا والناصرة لأن أداة القمع ذاتها.

وتؤكد على أن العنف الذي تستخدمه أجهزة السلطة الفلسطينية وأدواته ذاته الذي تستخدمه "إسرائيل"، فتقول، "يستعملون ذات الطرق..كأنهم يخضعون لتدريبات لدى إسرائيل ثم يقمعون الشعب الفلسطيني في رام الله".

وتردف فلاح في حديثها مع الجرمق أن قضايا الشعب الفلسطينية من اغتيال الناشط نزار بنات إلى قضية تهجير أهالي حي الشيخ جراح وسلوان، هي قضايا مترابطة تترجم مستقبل الشعب الفلسطيني، وتضيف، "الاغتيالات لن تتوقف وستتكرر غدًا، والتهجير لن يتوقف..وهذه القضايا تخُّط مستقبلنا كفلسطينيين".

فيما يصف الإعلامي ربيع عيد للجرمق عملية اغتيال الناشط نزار بنات بالصادمة والمفاجئة، فيقول، "خبر الاغتيال مفاجئ خاصة في ظل الهبة المستمرة التي نواجه بها إسرائيل، وفي الوقت ذاته تقوم السلطة باغتيال ناشط إن اختلفنا أو توافقنا معه فقد عبر عن رأيه في نهاية المطاف".

ويضيف، "قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية تقوم بأفعال تُنافي كل ما ينضال لأجله الشعب الفلسطيني ويحلم به من تحرر للبلاد".

ويتابع للجرمق أن التحرك هذه الايام مهم جدًا ويجب ألا تمر عملية اغتيال الناشط نزار بنات بشكل عابر، فهناك حاجة للتغيير الجذري والحقيقي في بنية النظام والقيادة السياسية التي عليها أن تتحمل مسؤولية أفعالها على اغتيال بنات.

ويرى عيد أن الشعب الفلسطيني ضاق ذرعًا من الممارسات غير المقبولة ضد أي فلسطيني يناضل لقضيته، ويقول، "ما تقوم به السلطة هو ممارسات شبيهة لما يقوم به الاحتلال والأنظمة العربية القمعية".

ويُشير إلى أهمية التحركات الشعبية في أشكالها كافة، ويؤكد على أن القيم التي تنبع منها البطولات الشعبية في النضال ضد التطهير العرقي في حي الشيخ جراح هي ذاتها التي ترفض القمع الوحشي للنشطاء في الضفة الغريبة وقطاع غزة.

وحول المشهد الوحدوي الذي تشهده فلسطين في الفترة الأخيرة والذي كان آخره التحام أهالي الـ48 مع قضية اغتيال نزار بنات، يؤكد عيد على أن الهبة الجماهيرية الأخيرة أعادت العمل الوحدوي وأعادت القضية الفلسطينية إلى مركزيتها ودورها وبُعدها.

فيما يؤكد عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي الخطيب للجرمق أن اغتيال نزار بنات حدث لا يخص الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما يخص الفلسطيني في كل مكان.

ويؤكد على أن الشعب الفلسطيني في الـ48 هم جزء من الحالة الاجتماعية والسياسية وجزء من ردود الفعل على قضية الاغتيال وليسوا بمعزل عن حالة الغضب في الضفة الغربية.

ويتابع الخطيب حول الفعاليات الاحتجاجية وأهمية المشاركة فيها بأنها إثبات لكل من يعتقد أن هموم الأهالي الفلسطينيين في الـ48 منفصلة عن هموم الشعب الفلسطيني في باقي المناطق.

ويقول، "نحن جزء من حالة استنكار عارم ضد عملية اغتيال الناشط نزار بنات"، مؤكدًا على أن هموم الفلسطينيين واحدة واحتجاجهم ورؤيتهم السياسية واحدة، فما يحدث في الضفة الغربية يخص الفلسطيني في برج البراجنة وحيفا والشتات.

ويرى الخطيب أن السلطة الفلسطينية هي الوكيل الثانوي لـ "إسرائيل" وتقوم بدور وظيفي انتقلت من الاعتقال السياسي للاغتيال السياسي.

وتقول الناشطة حلا مرشود للجرمق إن ما يحدث في فلسطين يخص الفلسطينيين كافة والسلطة الفلسطينية وممارساتها لها ضرر ليس فقط لمن هو تحت سيطرتها بشكل مباشر وإنما على الكل الفلسطيني.

وتضيف، "هناك جسم شريك يقتل إرادة الشعب الفلسطيني والاعتقالات وعملية اغتيال الناشط نزار بنات هي ضربة لكل صوت حر فلسطيني".

وتتابع مرشود -التي حضرت التظاهرة الرافضة للاغتيال في رام الله أمس- أن مشاركة أبناء الـ48 في المشهد الوحدودي وكسر حالة الشرذمة الفلسطينية هي رسالة أن ابن الضفة الغربية وحيفا واحد وما يحدث لهم بذات الأهمية وذات الطريقة.

وتُشير إلى أن السلطة الفلسطينية متعاونة مع المنظومة الاستعمارية التي تستهدف الشبان والشابات الفلسطينيين، وأن الطريقة المثلى لموجهتها هي استرداد النشاط السياسي كشعب واحد في أماكن التواجد كافة.

وتؤكد أن "إسرائيل" حاولت شرذمة الشعب الفلسطيني سياسيًا وجغرافيًا واقتصاديًا عبر نخب سياسية فلسطينية وقيادات ساهمت في ذلك، لكن الشعب الفلسطيني أجاب الآن وحدد شكل النضال الذي يريده عبر التحامه.

ويعتقد عضو الحراك النصراوي منهل حايك أن اغتيال الناشط نزار بنات تم بذات الأدوات الإسرائيلية، مضيفًا أن الزمن أثبت بأن السلطة الفلسطينية أداة استعمارية لـ "إسرائيل".

ويتابع في حديث للجرمق أن الالتحام والمشهد الوحدوي الرافض لاغتيال بنات في الـ48 هو مشهد طبيعي للجماهير الفلسطينية، فما يحدث في الضفة الغربية وغزة الـ48 يؤثر ويتأثر بشكل أو بآخر على الفلسطينيين في باقي المناطق.

ويُشير إلى أن "إسرائيل" نجحت في بعض الأحيان بتفريق الشعب الفلسطيني كلٌ في موقعه الجغرافي، لكنه يستدرك بالقول إنه، "في الهبة الجماهيرية الأخيرة عاد الوعي الفلسطيني لـ أن تلتحم الضفة مع الـ48 وغزة والقدس".

ويؤكد أن ما يحدث حاليًا هو استمرار للهبة الجماهيرية وهو طبيعي لتغيير ميزان القوى في عدة مجالات أمام المنظومة الاستعمارية وأدواتها.

ويتابع أن هذه الأدوات تنشط في أراضي الـ48 على هيئة بعض أحزاب سياسية أو في الضفة الغربية على هيئة السلطة الفلسطينية.

ويُشير حايك للجرمق إلى أن دماء نزار بنات لن تذهب هدرًا وبأن الشعب سينتفض لفكرة وموقف نزار الذي تعرّض على مدى سنوات لمضايقات واعتقالات وثم إطلاق النار على منزله منذ حوالي شهرين.

ولفت منهل حايك لفعالية رسم جدارية للناشط نزار بنات بجانب جدارية الشهيد باسل الأعرج في الناصرة مؤكدًا أن كلاهما اغتيل بذات الطريقة إما بشكل مباشر على يد السلطة الفلسطينية أو بمساعدة "إسرائيل"، حسب وصفه.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر