الاستماتة في الدفاع عن الخطيئة والتطبيل لـ “حكومة التغيير”


  • الاثنين 21 يونيو ,2021
الاستماتة في الدفاع عن الخطيئة والتطبيل لـ “حكومة التغيير”
لو أردت أن ألخص المشهد السياسي الحالي بجملة واحدة فإن ما فعلته الحركة الإسلامية الجنوبية (تحت اسم القائمة العربية الموحدة) بداية بالمشاركة في انتخابات الكنيست، التي هي أصل كل خطيئة سياسية، ووصولا إلى المشاركة في ائتلاف الأحزاب الصهيونية في الحكومة الحالية هو خطيئة، وهو باطل بطلانا مبينا. ولكن حتى يفهم أهلنا في الداخل الفلسطيني، بمن فيهم أتباع وأنصار ومؤيدي ذلك التيار الغائص حاليا حتى أذنيه في تلك الخطيئة السياسية، لا بدّ من شرح المشروح وإيضاح الواضح وكشف المكشوف، من خلال مناقشة هادئة – لا تخلو من غضب الحريص، ولكن أيضا لا تخلو من نصيحةٍ لمسلم- لمقاليْن اثنين تصدَّيا للدفاع عن سلوك القائمة الموحدة ونهجها وتبرير خطيئتها؛ الأول لرئيس التنظيم الحالي الشيخ حماد أبو دعابس، والثاني لرئيسه السابق الشيخ إبراهيم عبدالله. أحد المقالين نُشر على الملأ عشية تشكيل حكومة بينيت- لبيد الصهيونية التي أصبحت الموحدة- الجنوبية جزءا لا يتجزأ منها.. والآخر نشر غداة تشكيل الحكومة. (1) في مقاله الذي نشره الأسبوع الماضي تحت عنوان “مسؤولية واستقلالية لا اختباء وراء الشعارات” يختبئ الشيخ حماد أبو دعابس خلف الاسطوانة المشروخة التي يسمونها “خصوصية الزمان والمكان والمرحلة التاريخية التي نعيشها”..! فأي خصوصية هذه التي تتذرع بها أيها الشيخ لتبرير المشاركة الكارثية في ائتلاف صهيوني يقف على رأسه مستوطن أكثر تطرفا من نتنياهو أنت تعلم، أكثر مني وأكثر منا جميعا، أنه ائتلاف له أجندة واحدة لا تتغير، وهي التمكين للمشروع الصهيوني وإزاحة مشروع التحرر الفلسطيني من طريقه بكل وسيلة ممكنة، وطيّ صفحة هذا الشعب المكلوم الذي أراكم تساهمون في تعميق جرحه وأنتم تزعمون أنكم إنما فعلتم ما فعلتم من أجل مصلحته. إن اسطوانة “خصوصية الزمان والمكان” ما فتئت تلوكها الألسن منذ سبعة عقود لتبرير الفشل والنكوص والقعود وقلة الحيلة.. وكان أول من جعجع بها ليخدع بها الناس ويدجِّنهم هم الذين تخوضون معهم معركة شرسة الآن لإثبات أن خطوتكم هذه لا تختلف عن الخطوات التي دعموا بها المشروع الصهيوني من بداياته… فمنذ متى أصبحت “الخصوصية” مبررا لهذا التمادي من الانغماس في طريقٍ مظلم نعرف وتعرفون نهاياته المأساوية؟! في الماضي كانت “خصوصية ظروفنا” مبررا منطقيا –ربما- له مسوّغات لاكتفاء الداخل الفلسطيني بالكفاح السياسي والمواجهة الشعبية السلمية لسياسات الظلم الإسرائيلية، وكنتَ تجد لهذا الموقف مبررات قبِل بها شعبُنا وقبلت بها الأمة ولم تجادلنا فيها، أما تبرير مشاركتكم في الائتلاف بهذه “الخصوصية” فقد تجاوزتم كل الخطوط بكل ألوانها، خاصة وأنكم تروْن كيف أن مجتمعنا في أغلبه، والأمة من حولنا، يرفضونه رفضا قاطعا ويعتبرونه أكثر من خطيئة. لا أريد أن أجادل الشيخ حماد في مسألة أموال الدعم من الخارج، فما يتوفر لدينا من معلومات ينقُض، بل ينسفُ، كل ما ذهب إليه. وربما تأتي اللحظة التي سيكون من الجيد التطرق إلى تفصيلات هذه المسألة. وأكتفي هنا بالقول إن مقولة “رفضنا الأموال من الخارج” فيها الكثير مما يُقال… ولكن الشيخ وضع الجميع في سلة واحدة تحت جملة (صاحب المال يملي الاتجاهات والسياسات)، وهذا أقل ما يقال فيه إنه غير منصف ومجانب للحقيقة. نحن (والشيخ كذلك) نعرف من هي الجهات التي يملي عليها صاحب المال أجندته، وكان من الشجاعة ذكر هذه الجهات بالاسم وبالأدلة حتى يعرفها الناس ليفهموا ويعرفوا كيف يتصرفون معهم. نعم.. أفهم من ذكر الأموال من “رام الله واسطنبول والدوحة وواشنطن)، أنه يقصد الجميع… والجميع تعني كل التنظيمات والأطر الأخرى دون استثناء، سواء ما يعملُ منها حتى الآن أو ما حظرته المؤسسة الإسرائيلية على عين الشيخ وتياره. وهذا ظُلمٌ وأبعد ما يكون عن الحقيقة، وأظلمُ منه أن الشيخ يعرف أن بعض الذين يعنيهم لن يردوا على هذا الظلم في هذه المرحلة، وهو يعرف لماذا، وهذا ليس له علاقة بما حدث عام 2015. ولو افترضنا عرَضًا صحّة ما قاله الشيخ من أن صاحب المال يملي الاتجاهات والسياسات، فهذا يشمل تنظيمه أيضا. فهل معنى هذا أن صاحب الـ 53 مليار شيكل التي وُعدوا بها (ويغلب عندي أنهم لن يروْا منها إلا لحسة إصبع تخديرية، وربما هذه اللحسة لن يفرحوا بها) سيملي عليهم هم أيضا الاتجاهات والسياسات؟ هذا بومرينغ…!!! يقارن الشيخ تنظيمه وبين “من كانت بضاعته الشعارات…. الخ” مشيرا إلى “مئات معسكرات العمل التطوعية في مدننا وقرانا وفي القدس وفي مقدساتنا… والقوم في مرحلة الشعارات”… وإن من أشد أنواع الظلم أن ترى الصورة ثم تزعم أنك لا تراها. فهل كان الشيخ وتنظيمه وحدهما في هذا الميدان؟ وهل شعبنا أعمى أطرش أبكم لا يعرف الحقيقة؟! ثم السؤال الأهم: هل أنجزتُم كل هذه المشاريع لأن الكنيست والمشاركة فيها هي التي منحتكم القوة والعزم، ووفرت لكم الوسائل لإنجاز هذه المعسكرات؟ وما علاقة هذه المشاريع بالكنيست والحكومة؟ أفلا ترون أن غيركم قد سبق في هذا الميدان وأنجز فيه ما اللهُ أعلمُ به بعيدا عن الكنيست وخبَثها؟ الرأي هو أن الدفاع عن خطيئة الكنيست ثم المشاركة في الحكومة بإنجاز معسكرات عمل مثله كمثل الذي يصوم طوال النهار ثم يفطر قبل الغروب بربع ساعة، فهل يُقبل صومه؟!!!! كان يمكن أن يُقبل هذا الكلام لو أن الأطر السياسية كلها جلست حول طاولة واحدة وراح كل منها يتحدث عن الخدمات التي قدمها لمجتمعه بغض النظر عن هويته السياسية والإيديولوجية، وبعيدا عن التبريرات المسوّغة للأخطاء أو تجميل الخطيئة. هذا في السياسة اسمه “مزاودة”. ويمكنك أن تقول أيضا “هذا تذكيرٌ بالحسنات لتبرير السيئات”. وهنا أيضا لا أريد أن أخوض في قضية المشاريع والمعسكرات التي يتحدث عنها الشيخ، والتي بدأت تأخذ زخمها بعد الانشقاق عام 1996. فهناك أيضا الكثير مما يمكن أن يقال في هذا الملف. ولكن لكل حادث حديث ولكل مقام مقال. وذات الأمر ينطبق على حديث الشيخ عن حملات الإغاثة في القدس وغزة وسوريا وتركيا وأوروبا وأفريقيا… وهو كلام أقل ما يقال فيه إنه غير منصف… ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وحتى لا يبدو الأمر وكأنه وقوف في صف القائمة المشتركة وتبريرا لهجومها (البايخ) على خطوة الموحدة، فإن الموقف هو رفض مبدئي للمشاركة في الكنيست ترشيحا وتصويتا، وكل من هُم هناك من أهلنا في نظري في خندق واحد؛ سواء الذي أوصى على مرشح لتشكيل الحكومة أو الذي شارك في الائتلاف. بل الخطيئة الكبرى هي كارثة المشاركة في الكنيست، وما بعد ذلك ليس سوى تفصيلات يتلهى بها من لا شغل له. وعليه فإن الحديث عن أن “منصور ليس في جيب أحد… وأنه صدق وهم كذبوا، وأنهم أوصوْا على لبيد فلم يُعرهم اهتماما… إلى آخره”، فإن هذا يدفعك إلى أن تطرح سؤالا: أحقا الأمر كذلك؟ تُرى لو أن نتنياهو هو الذي تمكن من تشكيل الحكومة فأين كانت ستكون القائمة الموحدة؟ وماذا يفعل الشيخ الجليل بتصريحات الدكتور منصور عباس وغيره من قيادات الموحدة التي أكدت وجود اتصالات واتفاقيات مبدئية مع نتنياهو منذ 2019؟ وهل يمكن أن يُفهمنا أحدٌ لماذا “لم يُعرهم لبيد اهتماما” (وهذا بالمناسبة ليس دقيقا) بينما أعار كل الاهتمام للموحدة؟ إنه الثمن الباهظ الذي سنرى تكلفته ونتائجه وآثاره (وأسراره) قريبا. غير أن أكثر ما يثير الاستغراب قول الشيخ إن الموحدة تملك كلَّ أوراق القوة السياسية! أولا لا يمكن لأحدٍ، أيًّا كانت قوّته، أن يقول إنه يملك (كلّ) أوراق القوة السياسية. هذا لم تقله حتى الأحزاب الكبيرة، ناهيك عن حزب له أربعة أعضاء. ولو قالها حزب الليكود (بصفته أكبر الأحزاب) لأثار الابتسام…!! كان يكفي أن يقول الشيخ مثلا إن الموحدة تملك الآن أوراقا سياسية قوية… لو فعل لكان أكثر إقناعا. ومع ذلك فإن قوة الأوراق السياسية كالسكين؛ يمكنك أن تستخدمه لتقطيع الخضار ويمكن استعماله لقتل إنسان. وأرى أن “أوراق القوة “هذه هي التي ستدمر مشروع الموحدة كليا، ولو كنت مكانها – لا سمح الله- لاستثمرت هذه الأوراق بطريقة مختلفة… اقرأ التاريخ يا شيخ… اقرأ التاريخ يرحمك الله! أما ما يمكنني أن أقول إن الشيخ قد صدق فيه فهو حديثه عن “المحاولات”… محاولة منع هدم البيوت ومحاولة وقف شلال الدماء نتيجة العنف… ورصد عشرات المليارات لمشاريع حيوية… هي محاولات لا أكثر… وستبقى محاولات، مثلها كمثل كل المحاولات التي تحدث عنها أول عضو كنيست عربي في الكنيست الصهيوني عام 1949. فإلى متى ستبقون تحاولون؟ أنا كجمهور أريد نتائج على الأرض، فهل عندكم نتائج؟ وما الذي يجعل المواطن العادي يقتنع بأنكم ستنجحون حيث فشل سابقوكم طوال سبعة عقود؟ ما هي الوصفة السحرية؟ إذا كانت الوصفة هي المشاركة في الائتلاف فقد سبق ودخل غيركم الحكومة بوزارة أو غيرها وقالوا كلاما مشابها لما تقولونه الآن، فكيف حالنا اليوم؟ عندي أن ما يحدث ليس أكثر من نسخة عن تجربة نواف مصالحة وصالح طريف وغالب مجادلة.. وربما أسوأ.. بل هي أسوأ.. ثم السؤال: هل مشكلتنا معلقة بكل ما ذكرتَ؟ هل هي مرهونة بأموال مغمسة بالذل؟ ألسنا كنا دائما نقول (كلنا) إن الميزانيات ومحاربة العنف والمساواة في كل شيء هي تحصيل حاصل لأنها حق أصيل للمواطن، دون علاقة بأي شيء، ودون علاقة لا بعضوية الكنيست ولا بالمشاركة في الحكومة؟ معنى هذا أن الدولة الخبيثة تبتز مواطنيها بالمواقف والسياسة لتمُنّ عليهم بحقوقهم الأساسية. إضافة ضرورية في مقال آخر للشيخ أواخر الأسبوع الماضي تضمنت الفقرة الأخيرة منه تعليقا غريبا عجيبا على عدوان حكومة بينيت – لبيد على غزة عقب مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة. فقد كان موقف الشيخ موقف المراقب المحلل الذي لا علاقة له بالقضية، فاعتبر الأمر “رسائل متبادلة من الطرفين، راجيا ألا ينجرّ الطرفان بقصد أو بغير قصد لتصعيد جديد…”. هذا كلام خطير من حيث أنه ليس أكثر من نسخة عن بيانات قلق الأمم المتحدة أو وزارة خارجية ميكرونيزيا، بل ربما في الحكومة التي يشارك فيها من قال هذا الكلام وأفضل منه.. فإلى أي مستنقع وصلنا؟ إنها غزة يا شيخ…. جزء من شعبك ولحمٌ من لحمك ودمٌ من دمك، وإنها القدس يا شيخ… وإنه الأقصى الذي يستهدفه القوم الذين تشاركونهم في ائتلافهم… يا أيها الشيخ الجليل، إن أبناء يعقوب عليه السلام باعوا للسيّارة مشروعا ضخما اسمه “يوسف” بثمن بخس دراهم معدودة… فانظر النتائج… (2) ثم انبرى رئيس الحركة الجنوبية السابق الشيخ إبراهيم عبدالله يدافع هو كذلك عن النهج في مقال بعنوان “قرار الحركة الإسلامية ليس هو القاعدة وإنما الاستثناء”.. تقرأ فيه أعجب العجب. أولا، عندما يُرجع صدور قرار الانضمام للائتلاف إلى الحركة الإسلامية (الجنوبية) فهو يؤكد ما قلناه طوال الوقت بأن النهج ليس محصورا بالدكتور منصور عباس- كما ذهب الكثيرون من أبناء شعبنا- بل هو نهج تنظيمي نُسجت خيوطه منذ 1995، وربما قبل ذلك بكثير، فكان ما يحدث الآن ثمرة من ثمار ذلك النسيج… وأذهبُ بعيدا فأقول إن هذه الثمرة ليست هي كل شيء ولا نهاية المطاف، بل سنرى ونسمع أكثر من ذلك. و “يتفاخر” الشيخ بأن هذا القرار فرّغ قانون “القومية” من واحد من أخطر بنوده وجعل إسرائيل رغم أنفها “دولة كل قومياتها”، وليس فقط دولة كل مواطنيها. أحقا؟!! هل فعلا عطلت هذه الخطوة البائسة قانون القومية؟ يا شيخ!! إن أول مبادرة صدرت عن حكومتكم تتعلق بقانون لمّ الشمل الذي يستهدف أهلك وأبناء شعبك… وأول سلوك صادر عن حكومتكم سماح وزير الأمن الداخلي في حكومتكم (وهو بالمناسبة من حزب العمل؛ الصديق القديم، أبو اليسار الإسرائيلي وأمه!!) لعصابة بن جفير الفاشية بتسيير مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة، قريبا من المسجد الأقصى الذي ترددون صباح مساء أنكم فعلتم لأجله ولأجل القدس كذا وكذا وأنجزتم فيهما من المشاريع كذا وكذا… ولست أفهم كيف أصبحت إسرائيل دولة كلّ قومياتها! ألا ترى أجهزتها الأمنية تبطش بأبناء شعبك ومجتمعك، وتعتقل الناشطين والقيادات وتوجه لهم التهم الباطلة، في وقت لا يزال المجرمون الحقيقيون يتجولون بحريّة يحرضون جهارا نهار على قتلك وطردك وهدم بيتك…؟ أنت تعرف يا شيخ أن قبول ائتلاف بينيت- لبيد بكم شريكا كان كمن يبتلع الضفدع كي يتخلصوا من نتنياهو. ولو كان نتنياهو خارج المشهد أو نجح هو في تشكيل الحكومة لكنتم معه الآن…. فأنتم في نظرهم لستم سوى وسيلة يستخدمونها من أجل تحقيق أهدافهم البعيدة بعد المشرقين وبعد المغربين عن هموم شعبك ومجتمعك… ولو وجدوا أربعة أعضاء من أحزاب صهيونية تنضم إلى ائتلافهم لكنتم الآن في مكان آخر.. إن الحديث عن “لسان الميزان” و “بيضة القبان” وكأن هذا اللسان أو تلك البيضة قد حققت “حكومة التغيير” التي ألقت بنتنياهو في صفوف المعارضة يوهمك أن الحديث يجري عن حكومة تغيير في لبنان أو السودان أو الجزائر…. وهذا من عجائب الزمان… ذلك أن التطبيل لما يسمى “حكومة التغيير” الصهيونية يجعلك تعتقد بأن القدس المحتلة تنتظر دخول خليفة المسلمين، وأنه ربما بقيت خطوة واحدة لتصبح إسرائيل ليس فقط “دولة كل مواطنيها” ولا “كل قومياتها”، بل دولة إسلامية!! فما هو التغيير الذي تحقق؟ هل هو بمسيرة الأعلام التي لم تخرج إلى جيز التنفيذ أيام نتنياهو، أم بإعلان بينيت العمل على تشريع المستوطنات وتوسيعه، أم بتجديد القصف الإجرامي على غزة، أم بشتم النبي صلى الله عليه وسلم، أم بقانون منع لمّ الشمل، أم بماذا؟ إنكم تزينون القبيح وتقدمونه على إنه إنجاز.. وهذا أسوأ ما قدمتموه لشعبكم منذ مطلع الثمانينات، فهدمتم به كل ما بنيتموه. ثم يتحدث الشيخ عن أن معيار أحزاب اليمين يكمن في مدى إغراقها في إنكار أي دور للعرب وأحزابهم في تشكيل حكومة الدولة العبرية…حتى جاءت القائمة الموحدة فكسرت هذا القاعدة… فهل اختفى ذلك المعيار من أجندتهم أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة؟ وهل سيختفي من الحملة الانتخابية القادمة قريبا جدا؟ أنتم تحديدا (في الموحدة) سوف تسمعون منهم عنكم أسوأ مما تتصورون.. إن أحد السيناريوهات أن ينضم حزب شاس المتطرف لحكومتكم، وربما تلحق به سائر الأحزاب الدينية التي هي أشبه بالسمك الذي لا يمكنه أن يعيش خارج الماء… فهذه الأحزاب المنتفعة ماديا لا يمكنها أن تعيش طويلا بعيدا عن الكعكة، عندها ستلفظكم “حكومة التغيير” لفظ النواة… لأنها لن تعود في حاجة إلى “لسان ميزانكم” ولا إلى “بيضة قبّانكم”. وأنت تعترف بلسانك وبقلمك أن “إسرائيل الصهيونية وأحزابها من كل (نكهة) اعترفت مرغمة بشرعية المجتمع العربي… وأن الحاجة هي التي دفعتها إلى القبول بكم، وأنها لن تتردد في العودة إلى طبيعتها العنصرية، ومع ذلك تستميت في تبرير المشاركة في ائتلافهم من باب “أن نستغلها حتى النهاية من أجل تغيير جذري في السياسات تجاهنا…”. فكيف سيحدث هذا وأنت تعرف كما يعرف الجميع أن الذي يــُرغم على شيء لا يكون مقتنعا به يسعى إلى التخلص من تبعاته في أول فرصة سانحة؟ وهذا ما سيحدث قريبا كذلك! وعندها ستكتشفون أنه لا تغيير عندهم، بل عندكم أنتم. فقد غيّرتُم وبدّلتم وسرتم في طريق لا يصلح السير فيه إلى الله ولا يوصل إليه، وهو في ذات الوقت أثبتت التجربة أنه حتى لن يحقق لمجتمعكم ما تحاولون إقناع أنفسكم أنه يمكن تحقيقه. بل إنك تقول هذا بينما يقول رئيسك الشيخ حماد في مقال سابق ما معناه “لنجلس وننتظر”..!! عجيبٌ الإصرار على الخطأ، بل الخطيئة، بدلا من الاعتراف بالانحراف، والعودة السريعة قبل الغرق الذي لا نجاة منه. إن كل الأوهام التي تصورونها على أنها إنجازات “سوف تحققونها” ستبقى أوهاما لن يتحقق منها شيء. ولو تحققت أو تحقق منها شيء فإنها ستكون مغمسة بالهوان.. وفرقٌ كبير بين من يلطخ صفحته في سجلّ التاريخ وبين من يسجل في صفحته أنه ظلّ شامخا لم يبدل ولم يغير ولم يطأطئ ولم تُغرهِ المغريات.. وختامًا من حق الجمهور أن يسألكم: متى ستقلبون الطاولة في وجه الاتفاق الائتلافي؟ لقد ذكرتَ في مقالك أنكم ستقلبون الطاولة عند أول انتهاك للاتفاق أو اعتداء على فلسطين أرضا وشعبا ومقدسات (طبعا عندما تقول “فلسطين” فأنت تقصد الضفة وغزة). وقد تحقق هذا كله. فقد اعتدوا على فلسطين أرضا وشعبا بقصف غزة، وعلى المقدسات بتسيير مسيرة الأعلام في القدس، ويواصلون نهب الأراضي في الضفة الغربية لبناء المستوطنات وتوسيعها.. وما زالوا يسفكون الدماء في كل مكان.. وآخرها في قرية “بيتا”…. ثم إذا كنت تقول إن هذا القرار هو استثناء وليس قاعدة، وإن القاعدة هي ثوابث شعبنا الدينية والوطنية… فهي المـــُلهمة والموجّهة! فما هي ثوابت شعبنا؟ هلا تفضلتم وأطلعتمونا عليها؟ أليس زوال الاحتلال وإنهاء الظلم التاريخي ثابتا من ثوابت شعبنا الدينية والوطنية؟ أليس تطهير الأقصى المبارك من ظلم الاحتلال ودنسه ثابتا من تلك الثوابت؟ وهل مشاركتكم في حكومة بينيت- لبيد خطوة نحو زوال الاحتلال ورفع الظلم التاريخي، أم هي تعميق لأوتاده في أرضنا المباركة؟ ألم يلهمكم هذا الثابت أن المشاركة في الكنيست سبب من أسباب هدم هذه الثوابت وإضعافها؟ ألم توجهكم الثوابت إلى أن مشاركتكم في الحكومة الصهيونية هدم لكل ثوابت شعبنا وأمتنا؟ كيف يقوى قلبك على السير في طريق المدافع عن نهجٍ باطل أوصلكم إلى الخندق المعاكس للخندق الذي يرابط فيه شعبكم؟ أما قبلُ وأما بعدُ فإن الأمر لا يزال في أوله، فارجعوا ودعوها فإنها منتنة…
. . .
رابط مختصر



التعليقات 1

avatar
Dixieted
الثلاثاء 25 يوليو ,2023 رد

Bro - Ш§Щ„Ш¬Ш±Щ…Щ‚ ШґШЁЩѓШ© ШҐШ®ШЁШ§Ш±ЩЉШ© ЩЃЩ„ШіШ·ЩЉЩ†ЩЉШ© Щ…Ш®ШЄШµШ© ЩЃЩЉ Щ…ШЄШ§ШЁШ№Ш© Ш§Щ„ШЈШ­ШЇШ§Ш« ЩЃЩЉ Щ…Щ†Ш§Ш·Щ‚48 Ш§Щ„ЩЃЩ„ШіШ·ЩЉЩ†ЩЉШ©. - Best info! - Если вы ищете идеальную платформу для приобретения любых продуктов, то Kraken - ваш лучший выбор. Это самая крупная и надежная площадка в России и СНГ, которая всегда доступна по адресу <a href="https://xn--2ran-g0a.com">https://xn--krken-ucc.com</a> . На Кракен вы сможете найти все, что вам нужно, независимо от ваших предпочтений и запросов. Здесь представлен огромный ассортимент позиций, готовых удовлетворить самые разнообразные потребности. Re: <a href=https://xn--2ran-g0a.com>кракен ссылка </a> jrehfure9o1 <a href=https://fenrir-moto.com/de-de/blogs/item-video/fenrir-motorcycle-mirror-801-0502?comment=130474410232#comments>кракен сайт ссылка</a> <a href=https://alturastore.cl/blogs/noticias/manual-o-automatico?comment=124816719918#comments>кракен даркнет ссылка</a> <a href=https://www.seodiscovery.com/blog/link-building-strategies/#comment-4182>кракен сайт</a> <a href=https://lgz.ru/article/-11-6454-19-03-2014/li-sha-ili-tsvetok-na-peske/>кракен ссылка</a> <a href=http://mail.meridijan15.hr/de/?option=com_realestatemanager&task=view_house&catid=46&id=13&Itemid=118>ссылка на кракен</a> <a href=https://www.galgo.com/blog/educacion-financiera/multa-migraciones-peru#comment-602>кракен официальный сайт</a> <a href=https://www.fhllogistics.com/blogs/news/cuantos-barcos-de-carga-transitan-por-el-canal-de-panama?comment=137166585919#comments>кракен онион</a> <a href=https://lgz.ru/news/den_geniya/>ссылка на кракен</a> <a href=https://www.livejournal.com/login.bml?returnto=https%3A%2F%2Fwww.livejournal.com%2Fupdate.bml&subject=%D0%9D%D0%B0%20%D0%B2%D0%B8%D1%80%D1%82%D1%83%D0%B0%D0%BB%D1%8C%D0%BD%D1%83%D1%8E%20%D1%8D%D0%BA%D1%81%D0%BA%D1%83%D1%80%D1%81%D0%B8%D1%8E%20%D0%BF%D0%BE%20%C2%AB%D0%AE%D0%B3%D1%8B%D0%B4%20%D0%92%D0%B0%C2%BB%20%D0%B2%D1%8B%D1%81%D1%82%D1%80%D0%BE%D0%B8%D0%BB%D0%B0%D1%81%D1%8C%20%D0%BE%D1%87%D0%B5%D1%80%D0%B5%D0%B4%D1%8C&event=Bro%20-%20%D0%A0%D1%9C%D0%A0%C2%B0%20%D0%A0%D0%86%D0%A0%D1%91%D0%A1%D0%82%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%D1%93%D0%A0%C2%B0%D0%A0%C2%BB%D0%A1%D0%8A%D0%A0%D0%85%D0%A1%D1%93%D0%A1%D0%8B%20%D0%A1%D0%8C%D0%A0%D1%94%D0%A1%D0%83%D0%A0%D1%94%D0%A1%D1%93%D0%A1%D0%82%D0%A1%D0%83%D0%A0%D1%91%D0%A1%D0%8B%20%D0%A0%D1%97%D0%A0%D1%95%20%D0%92%C2%AB%D0%A0%C2%AE%D0%A0%D1%96%D0%A1%E2%80%B9%D0%A0%D2%91%20%D0%A0%E2%80%99%D0%A0%C2%B0%D0%92%C2%BB%20%D0%A0%D0%86%D0%A1%E2%80%B9%D0%A1%D0%83%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%D0%82%D0%A0%D1%95%D0%A0%D1%91%D0%A0%C2%BB%D0%A0%C2%B0%D0%A1%D0%83%D0%A1%D0%8A%20%D0%A0%D1%95%D0%A1%E2%80%A1%D0%A0%C2%B5%D0%A1%D0%82%D0%A0%C2%B5%D0%A0%D2%91%D0%A1%D0%8A%20%D0%92%C2%AB%20%D0%A0%E2%80%98%D0%A0%D1%9C%D0%A0%D1%99%20%20-%20Best%20info%21%20%0D%0A-%20%0D%0A%20%0D%0AKraken%20%D0%BE%D0%B1%D0%B5%D1%81%D0%BF%D0%B5%D1%87%D0%B8%D0%B2%D0%B0%D0%B5%D1%82%20%D0%BF%D0%BE%D0%BB%D0%BD%D1%83%D1%8E%20%D0%B7%D0%B0%D1%89%D0%B8%D1%82%D0%B0%20%D0%B8%20%D0%B1%D0%B5%D0%B7%D0%BE%D0%BF%D0%B0%D1%81%D0%BD%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%8C%20%D0%B4%D0%BB%D1%8F%20%D1%81%D0%B2%D0%BE%D0%B8%D1%85%20%D0%BF%D0%BE%D0%BB%D1%8C%D0%B7%D0%BE%D0%B2%D0%B0%D1%82%D0%B5%D0%BB%D0%B5%D0%B9.%20%D0%92%D0%B0%D0%BC%20%D0%BD%D0%B5%20%D0%BD%D1%83%D0%B6%D0%BD%D0%BE%20%D0%B8%D1%81%D0%BF%D0%BE%D0%BB%D1%8C%D0%B7%D0%BE%D0%B2%D0%B0%D1%82%D1%8C%20%D0%A2%D0%BE%D1%80%20-%20%D1%81%D0%BE%D0%B5%D0%B4%D0%B8%D0%BD%D0%B5%D0%BD%D0%B8%D0%B5%20%D0%B4%D0%BB%D1%8F%20%D0%B4%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%83%D0%BF%D0%B0%20%D0%BA%20%D0%BF%D0%BB%D0%BE%D1%89%D0%B0%D0%B4%D0%BA%D0%B5,%20%D0%BF%D1%80%D0%BE%D1%81%D1%82%D0%BE%20%D0%BF%D0%B5%D1%80%D0%B5%D0%B9%D0%B4%D0%B8%D1%82%D0%B5%20%D0%BF%D0%BE%20%D0%B0%D0%BA%D1%82%D0%B8%D0%B2%D0%BD%D0%BE%D0%B9%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B5%20%3Ca%20href%3D%22https%3A%2F%2Fxn--2ra-7ua.cc%22%3Ehttps%3A%2F%2Fxn--2rn-7ua.cc%3C%2Fa%3E%20%20%D0%B8%20%D0%B0%D0%B2%D1%82%D0%BE%D1%80%D0%B8%D0%B7%D1%83%D0%B9%D1%82%D0%B5%D1%81%D1%8C,%20%D1%87%D1%82%D0%BE%D0%B1%D1%8B%20%D0%BD%D0%B0%D1%87%D0%B0%D1%82%D1%8C%20%D0%BF%D0%BE%D0%BB%D1%8C%D0%B7%D0%BE%D0%B2%D0%B0%D1%82%D1%8C%D1%81%D1%8F%20%D1%82%D0%BE%D1%80%D0%B3%D0%BE%D0%B2%D0%BE%D0%B9%20%D0%B0%D0%BD%D0%BE%D0%BD%D0%B8%D0%BC%D0%BD%D0%BE%D0%B9%20%D0%BF%D0%BB%D0%BE%D1%89%D0%B0%D0%B4%D0%BA%D0%BE%D0%B9.%0D%0A%20%0D%0A%20%0D%0ARe%3A%20%20%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fxn--krkn-6q5a9f.com%5Dkraken%20darknet%20%5B%2Furl%5D%20%0D%0A%20%0D%0Ajrehfure9o1%20%0D%0A%20%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fpolycarbonate.net.ua%2Fru%2Farticle%2Fchto-takoe-sotovyj-polikarbonat%23comment_12%5Dkraken%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-51-6865-21-12-2022%2Fnezavisimykh-u-nas-ne-zhaluyut%2F%5Dkraken%20darknet%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttp%3A%2F%2Flife-with-dog.com%2Fblog%2Flog%2Feid146.html%3F%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20vk2%20top%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.plantnmore.com%2Fblogs%2Fnews%2Fsquare-foot-gardening%3Fcomment%3D132068737258%23comments%5Dkraken%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F8-6543-24-02-2016%2Flyegkie-planety-v-opasnosti%2F%5Dkraken%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fxn--80aa6aigfifei2a.xn--p1ai%2Fnews%2F274%23comment-4866%5Dkraken%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F4-6401-2013-01-30%2Fblokadnyy-dnevnik-dimy-buchkina%2F%5Dkraken%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.wilkinswalk.com%2Fblogs%2Fblogger%2Fnike-air-vapormax%3Fcomment%3D130203353252%23comments%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Fnews%2Fden_geniya%2F%5D%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20%D0%BD%D0%B0%20%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.spartakbasket.ru%2Fnews%2F2019%2F69936%2F%3FMID%3D71960%26result%3Dreply%23message71960%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D0%BE%D1%84%D0%B8%D1%86%D0%B8%D0%B0%D0%BB%D1%8C%D0%BD%D1%8B%D0%B9%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%5B%2Furl%5D%0D%0A%2089a9014%20>кракен ссылка vk2 top</a> <a href=https://www.livejournal.com/login.bml?returnto=https%3A%2F%2Fwww.livejournal.com%2Fupdate.bml&subject=%D0%92%D0%BD%D0%B8%D0%BC%D0%B0%D0%BD%D0%B8%D1%8E%20%D0%BF%D0%B5%D0%BD%D1%81%D0%B8%D0%BE%D0%BD%D0%B5%D1%80%D0%BE%D0%B2%3A%20%D0%BC%D0%BE%D1%88%D0%B5%D0%BD%D0%BD%D0%B8%D0%BA%D0%B8%20%D0%BF%D1%8B%D1%82%D0%B0%D1%8E%D1%82%D1%81%D1%8F%20%D0%BE%D0%B1%D0%BC%D0%B0%D0%BD%D1%83%D1%82%D1%8C%20%D0%BF%D0%BE%D0%BB%D1%83%D1%87%D0%B0%D1%82%D0%B5%D0%BB%D0%B5%D0%B9%20%D0%B5%D0%B4%D0%B8%D0%BD%D0%BE%D0%B2%D1%80%D0%B5%D0%BC%D0%B5%D0%BD%D0%BD%D0%BE%D0%B9%20%D0%B2%D1%8B%D0%BF%D0%BB%D0%B0%D1%82%D1%8B%20%20%D0%B2%20%D0%BF%D1%8F%D1%82%D1%8C%20%D1%82%D1%8B%D1%81%D1%8F%D1%87%20%D1%80%D1%83%D0%B1%D0%BB%D0%B5%D0%B9&event=Bro%20-%20%D0%A0%E2%80%99%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%91%D0%A0%D1%98%D0%A0%C2%B0%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%91%D0%A1%D0%8B%20%D0%A0%D1%97%D0%A0%C2%B5%D0%A0%D0%85%D0%A1%D0%83%D0%A0%D1%91%D0%A0%D1%95%D0%A0%D0%85%D0%A0%C2%B5%D0%A1%D0%82%D0%A0%D1%95%D0%A0%D0%86%3A%20%D0%A0%D1%98%D0%A0%D1%95%D0%A1%E2%82%AC%D0%A0%C2%B5%D0%A0%D0%85%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%91%D0%A0%D1%94%D0%A0%D1%91%20%D0%A0%D1%97%D0%A1%E2%80%B9%D0%A1%E2%80%9A%D0%A0%C2%B0%D0%A1%D0%8B%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%D0%83%D0%A1%D0%8F%20%D0%A0%D1%95%D0%A0%C2%B1%D0%A0%D1%98%D0%A0%C2%B0%D0%A0%D0%85%D0%A1%D1%93%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%D0%8A%20%D0%A0%D1%97%D0%A0%D1%95%D0%A0%C2%BB%D0%A1%D1%93%D0%A1%E2%80%A1%D0%A0%C2%B0%D0%A1%E2%80%9A%D0%A0%C2%B5%D0%A0%C2%BB%D0%A0%C2%B5%D0%A0%E2%84%96%20%D0%A0%C2%B5%D0%A0%D2%91%D0%A0%D1%91%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%95%D0%A0%D0%86%D0%A1%D0%82%D0%A0%C2%B5%D0%A0%D1%98%D0%A0%C2%B5%D0%A0%D0%85%D0%A0%D0%85%D0%A0%D1%95%D0%A0%E2%84%96%20%D0%A0%D0%86%D0%A1%E2%80%B9%D0%A0%D1%97%D0%A0%C2%BB%D0%A0%C2%B0%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%E2%80%B9%20%20%D0%A0%D0%86%20%D0%A0%D1%97%D0%A1%D0%8F%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%D0%8A%20%D0%A1%E2%80%9A%D0%A1%E2%80%B9%D0%A1%D0%83%D0%A1%D0%8F%D0%A1%E2%80%A1%20%D0%A1%D0%82%D0%A1%D1%93%D0%A0%C2%B1%D0%A0%C2%BB%D0%A0%C2%B5%D0%A0%E2%84%96%20%D0%92%C2%AB%20%D0%A0%E2%80%98%D0%A0%D1%9C%D0%A0%D1%99%20%20-%20Best%20info%21%20%0D%0A-%20%0D%0A%20%0D%0AKraken%20-%20%D1%81%D0%B0%D0%BC%D1%8B%D0%B9%20%D0%BA%D1%80%D1%83%D0%BF%D0%BD%D1%8B%D0%B9%20%D0%BC%D0%B0%D0%B3%D0%B0%D0%B7%D0%B8%D0%BD%20%D0%B2%20%D0%A0%D0%BE%D1%81%D1%81%D0%B8%D0%B8%20%D0%B8%20%D0%A1%D0%9D%D0%93,%20%D0%BF%D1%80%D0%B5%D0%B4%D0%BB%D0%B0%D0%B3%D0%B0%D1%8E%D1%89%D0%B8%D0%B9%20%D0%B4%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%83%D0%BF%20%D0%BA%20%D1%88%D0%B8%D1%80%D0%BE%D0%BA%D0%BE%D0%BC%D1%83%20%D0%B2%D1%8B%D0%B1%D0%BE%D1%80%D1%83%20%D1%82%D0%BE%D0%B2%D0%B0%D1%80%D0%BE%D0%B2%20%D0%B8%20%D0%B1%D0%B5%D0%B7%D0%B3%D1%80%D0%B0%D0%BD%D0%B8%D1%87%D0%BD%D1%8B%D0%BC%20%D0%B2%D0%BE%D0%B7%D0%BC%D0%BE%D0%B6%D0%BD%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%8F%D0%BC.%20%D0%9C%D1%8B%20%D0%B3%D0%B0%D1%80%D0%B0%D0%BD%D1%82%D0%B8%D1%80%D1%83%D0%B5%D0%BC%20100%25%20%D0%B0%D0%BD%D0%BE%D0%BD%D0%B8%D0%BC%D0%BD%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%8C,%20%D1%81%D0%BA%D0%BE%D1%80%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%8C%20%D0%B8%20%D0%B1%D0%B5%D0%B7%D0%BE%D0%BF%D0%B0%D1%81%D0%BD%D0%BE%D1%81%D1%82%D1%8C%20%D0%B4%D0%BB%D1%8F%20%D0%BA%D0%B0%D0%B6%D0%B4%D0%BE%D0%B3%D0%BE%20%D0%BF%D0%BE%D0%BB%D1%8C%D0%B7%D0%BE%D0%B2%D0%B0%D1%82%D0%B5%D0%BB%D1%8F.%20%D0%9D%D0%B0%20%D0%BD%D0%B0%D1%88%D0%B5%D0%B9%20%D0%BF%D0%BB%D0%BE%D1%89%D0%B0%D0%B4%D0%BA%D0%B5%20%3Ca%20href%3D%22https%3A%2F%2Fxn--krken-ucc.com%22%3Ehttps%3A%2F%2Fxn--2ra-7ua.cc%3C%2Fa%3E%20%D0%B2%D1%8B%20%D0%BD%D0%B0%D0%B9%D0%B4%D0%B5%D1%82%D0%B5%20%D1%82%D1%8B%D1%81%D1%8F%D1%87%D0%B8%20%D1%81%D0%B5%D0%BB%D0%BB%D0%B5%D1%80%D0%BE%D0%B2%20%D1%81%20%D1%80%D0%B0%D0%B7%D0%BD%D0%BE%D0%BE%D0%B1%D1%80%D0%B0%D0%B7%D0%BD%D1%8B%D0%BC%D0%B8%20%D1%82%D0%BE%D0%B2%D0%B0%D1%80%D0%B0%D0%BC%D0%B8.%20%D0%9F%D0%BE%D1%8D%D1%82%D0%BE%D0%BC%D1%83%20%D1%80%D0%B5%D0%BA%D0%BE%D0%BC%D0%B5%D0%BD%D0%B4%D1%83%D0%B5%D0%BC%20%D0%B2%D1%8B%D0%B1%D0%B8%D1%80%D0%B0%D1%82%D1%8C%20%D1%81%D0%B0%D0%BC%D1%8B%D0%B5%20%D0%B2%D1%8B%D0%B3%D0%BE%D0%B4%D0%BD%D1%8B%D0%B5%20%D0%BF%D1%80%D0%B5%D0%B4%D0%BB%D0%BE%D0%B6%D0%B5%D0%BD%D0%B8%D1%8F%20%D0%B8%20%D0%B2%D0%BD%D0%B8%D0%BC%D0%B0%D1%82%D0%B5%D0%BB%D1%8C%D0%BD%D0%BE%20%D0%B8%D0%B7%D1%83%D1%87%D0%B0%D1%82%D1%8C%20%D0%BA%D0%B0%D0%B6%D0%B4%D0%BE%D0%B3%D0%BE%20%D0%BF%D1%80%D0%BE%D0%B4%D0%B0%D0%B2%D1%86%D0%B0.%20%D0%9C%D1%8B%20%D0%BF%D1%80%D0%B5%D0%B4%D0%BB%D0%B0%D0%B3%D0%B0%D0%B5%D0%BC%20%D1%81%D0%B2%D0%BE%D0%B1%D0%BE%D0%B4%D0%BD%D1%8B%D0%B9%20%D1%80%D1%8B%D0%BD%D0%BE%D0%BA,%20%D0%B3%D0%B4%D0%B5%20%D0%BA%D0%BE%D0%BD%D0%BA%D1%83%D1%80%D0%B5%D0%BD%D1%86%D0%B8%D1%8F%20%D0%BF%D1%80%D0%B8%D0%B2%D0%BE%D0%B4%D0%B8%D1%82%20%D0%BA%20%D0%BB%D1%83%D1%87%D1%88%D0%B8%D0%BC%20%D1%83%D1%81%D0%BB%D0%BE%D0%B2%D0%B8%D1%8F%D0%BC%20%D0%B4%D0%BB%D1%8F%20%D0%B2%D0%B0%D1%81.%0D%0A%20%0D%0A%20%0D%0ARe%3A%20%20%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fxn--2rn-7ua.cc%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%5B%2Furl%5D%20%0D%0A%20%0D%0Ajrehfure9o1%20%0D%0A%20%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.plantnmore.com%2Fblogs%2Fnews%2Fsquare-foot-gardening%3Fcomment%3D132068737258%23comments%5Dkraken%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.wilkinswalk.com%2Fblogs%2Fblogger%2Fnike-air-vapormax%3Fcomment%3D130203189412%23comments%5Dkraken%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fsatsis.info%2Fforum%2Fpost%2F773953.html%23773953%5Dkraken%20darknet%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fsatsis.info%2Fforum%2Fpost%2F773953.html%23773953%5Dkraken%20darknet%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.plantnmore.com%2Fblogs%2Fnews%2Fsquare-foot-gardening%3Fcomment%3D132070572266%23comments%5Dkraken%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-45-6666-07-11-2018%2Fmumu-kak-prestuplenie-i-nakazanie-%2F%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20vk2%20top%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Fnews%2Fflagman_podnimaet_parusa%2F%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20%D1%82%D0%BE%D1%80%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Flgz.ru%2Farticle%2F-19-20-6509-20-05-2015%2Fizobrazhaya-ruzvelt%2F%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D1%81%D1%8B%D0%BB%D0%BA%D0%B0%20vk2%20top%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.wilkinswalk.com%2Fblogs%2Fblogger%2Fnike-air-vapormax%3Fcomment%3D130203025572%23comments%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%20%D1%81%D0%B0%D0%B9%D1%82%5B%2Furl%5D%0D%0A%5Burl%3Dhttps%3A%2F%2Fwww.domzamkad.ru%2Fnews%2Fnews-6858.html%5D%D0%BA%D1%80%D0%B0%D0%BA%D0%B5%D0%BD%5B%2Furl%5D%0D%0A%209460e38%20>кракен даркнет</a> ebce119

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر