كيف سيكون شكل المواجهة بين إسرائيل وإيران في حال وقعت مجددًا؟

خاص- الجرمق


  • الاثنين 7 يوليو ,2025
كيف سيكون شكل المواجهة بين إسرائيل وإيران في حال وقعت مجددًا؟
أرشيفية

يتوقع خبراء سياسيون موجة جديدة من المواجهات بين إسرائيل وإيران، وذلك في أعقاب المواجهة الأخيرة التي دامت 12 يومًا، والتي يصفها مراقبون بأنها لم تكن نهايةً للصراع، بل "نهاية البداية" لمواجهة أوسع وأطول مدى. وتأتي هذه التقديرات بالتزامن مع توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث يسعى إلى انتزاع ضوء أخضر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد المنشآت الإيرانية، في ظل غياب أي أفق لاتفاق دبلوماسي حاسم.

بدوره يتوقع الكاتب والمحلل السياسي جمال زحالقة أن تكون المواجهة أكبر، وأن ترفع إسرائيل من ضرباتها ضد إيران، محذرًا من أن المنطقة تدخل طورًا جديدًا من الصراع بعد المواجهة الأخيرة التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الحرب كانت "نهاية البداية" وليست نهاية التصعيد. ويؤكد زحالقة أن نتنياهو يتجه للولايات المتحدة في محاولة لانتزاع دعم مباشر من الرئيس السابق دونالد ترامب لشن ضربة عسكرية محتملة على إيران، في ظل غياب أي اتفاق سياسي في الأفق، ووسط تراجع واضح للدور العربي في هذه المعادلة الإقليمية الخطيرة.

نتنياهو يطلب دعمًا مباشرًا من ترامب

ويقول زحالقة لـ الجرمق إن الحرب الأخيرة لم تكن مكتملة، بل فتحت الباب واسعًا أمام حرب جديدة قد تندلع في أي لحظة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل.
ويشير إلى أن إسرائيل تصرّ على منع إيران من الاقتراب مجددًا من مرافقها النووية، وتطالب بضوء أخضر أميركي لتنفيذ ضربة محتملة، بل وربما حتى مشاركة أميركية مباشرة في العمليات العسكرية.
ويضيف أن ترامب، رغم موقفه الداعم سابقًا لنتنياهو، قد يطلب من إسرائيل منح فرصة للدبلوماسية، لكنه في المقابل لن يقبل أن تدخل إيران المفاوضات دون ضمانات واضحة بعدم تعرضها لهجوم أثناء الحوار.

تحول استراتيجي وغياب للدور العربي

ويحذر زحالقة من أن ما جرى يمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في طبيعة الحروب التي تخوضها إسرائيل، إذ إنها للمرة الأولى تدخل مواجهة مباشرة مع دولة غير عربية، معتبرًا أن هذا التطور ينذر بعداء طويل الأمد في الإقليم.

ويتابع أن إسرائيل تسعى لتقزيم دور إيران الإقليمي، بينما تعتبر طهران نفسها قوة إقليمية لن تقبل بسياسة الإخضاع، مما يجعل الصراع مفتوحًا على احتمالات واسعة قد تستمر لسنوات.

ويؤكد أن غياب الدور العربي في الأزمة الحالية يمثل أزمة بحد ذاتها، حيث تقتصر الجهود حتى الآن على وساطة قطرية بدافع من علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران.
ويدعو زحالقة إلى إطلاق مبادرة عربية إقليمية شاملة لنزع السلاح النووي من المنطقة، بمشاركة دول مؤثرة مثل السعودية ومصر وتركيا، مؤكدًا أن المصلحة العربية تتطلب موازنة قوى الردع الإقليمي، خصوصًا في ظل سعي إسرائيل لأن تكون القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

ويختم زحالقة بأن زيارة نتنياهو المرتقبة إلى الولايات المتحدة ستكشف مآلات المرحلة المقبلة، موضحًا أن التصعيد أو التهدئة مرتبط بقرار أميركي أولًا وأخيرًا. ويرى أن هناك نافذة دبلوماسية محدودة قد تُفتح، لكنها مشروطة بإرادة سياسية أميركية لا تزال غير محسومة.

ويحذر الخبير في الشأن السياسي، إيهاب جبارين، في حديث خاص مع الجرمق، من التعاطي مع التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران باعتباره نهاية للمواجهة، مؤكدًا أن ما جرى هو بمثابة "تجميد مؤقت" للصراع في إطار تفاهمات غير رسمية بين طهران وواشنطن، أكثر منها تفاهمات مع تل أبيب.

ويشير جبارين إلى أن إسرائيل "تُبقي الحرب مفتوحة زمنيًا، لكنها تؤجلها ميدانيًا"، بانتظار ظروف استراتيجية أكثر ملاءمة، سواء من الناحية السياسية أو العسكرية. ويوضح أن تل أبيب تنظر إلى ما جرى في يونيو على أنه "جولة اختبار" للقدرة على اختراق العمق الإيراني، وليس حربًا شاملة تهدف إلى الحسم.

ويؤكد جبارين أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى فرض معادلة ردع جديدة في مواجهة إيران، لكنها تدرك أن الضربات الأخيرة لم تفكك البنية التحتية النووية أو الصاروخية لطهران، وهو ما يراه اليمين الإسرائيلي "إنجازًا ناقصًا"، ويعد تهديدًا وجوديًا مستمرًا يستوجب معالجته مستقبلًا.

متى قد تعود الحرب؟

ويعدد جبارين ثلاثة سيناريوهات قد تُعيد الحرب إلى الواجهة خلال الفترة المقبلة، وهي: انهيار المفاوضات بين واشنطن وطهران: وهو ما قد يمنح تل أبيب ضوءًا أخضرًا لاستئناف الهجمات، خاصة إذا عاد ترامب إلى المشهد السياسي وتبنّى سياسة "الضغوط القصوى"، أو هجوم كبير لحزب الله يُنسب لإيران: وترى إسرائيل أن مثل هذا الهجوم هو "أمر عمليات مباشر من طهران"، ما يدفعها إلى ضرب "الرأس لا الأذرع"، على حد تعبيره، أو تقدم نووي موثق في التخصيب الإيراني يتجاوز 90%: وهو ما تعتبره إسرائيل تجاوزًا لخط أحمر استراتيجي لا يمكن السكوت عنه.

ويختم جبارين بالتأكيد على أن الصراع بين إسرائيل وإيران دخل مرحلة "حرب الأعصاب السياسية"، بانتظار لحظة انفجار قد لا تكون بعيدة، إذا ما فشلت مسارات التهدئة الدبلوماسية.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر