تغيير المقربين من نتنياهو في إدارة ترامب، الأسباب التداعيات

نقلت المصادر الإسرائيلية جاء في تقارير موسعة في 2/حزيران، ان إدارة ترامب تقوم بإجراء تغيير في هوية كبار الموظفين تستبعد بموجبها الشخصيات التي تعتبر من أقرب المقربين الى نتنياهو، والتي تشغل مناصب حساسة، وحصريا ممن لهم تأثير في الملفات الايرانية واللبنانية والفلسطينية.
من بين الذين تمت تنحيتهم؛ ميراف سيرن وهي مواطنة امريكية واسرائيلية والتي تم تعيينها مؤخرا رئيسة لقسم إيران –اسرائيل في مجلس الامن القومي، وأريك تريجر رئيس قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وقد تم تعيين كليهما من قبل مستشار الامن القومي السابق مايك وولتس.
– وأشارت المصادر ان التغييرات الاخيرة تأتي تعبيرا عن تخوف ادارة ترامب من نفوذ نتنياهو من خلال مسؤولين في الادارة، وان عملية تطهير معينة تجري عمليا للمقربين من نتنياهو ومن منطلقات الامن القومي الامريكي.
– وفقا لموقع واينت فإن المسعى في الادارة الامريكية يتوافق مع تغييرات بنيوية في مجلس الامن القومي وسعي ترامب الى تجميع الصلاحيات في يده ولصالح عقيدته الانعزالية “امريكا اولا”، كما ان هذه التغييرات البنيوية استهدفت موظفين كبار في كانوا تحت تأثير مباشر لنتنياهو وحكومته، في إطار استراتيجية الرئيس التي تقتضي، منع وضع تكون فيه الاولويات الامريكية متأثرة باي نفوذ خارجي بما فيه الاسرائيلي، وحصريا في الملف الايراني الذي يتهم ترامب نتنياهو مباشرة بأنه يسعى للتعويق على سياساته، بل أن ترامب حذر نتنياهو بهذا الصدد من مهاجمة ايران بينما الاولوية الامريكية هي اتفاق نووي وليس الحرب.
– وفقا لمسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى فإن نتنياهو قلق للغاية من التغييرات الحاصلة في ادارة ترامب ومن الوزن المتزايد لتيار “الاستفاقة البيضاء ” White awakeningالمنكفئ والانعزالي من اصحاب فكرة “امريكا اولا”. كما يعتبر مكتب نتنياهو بأن أقرب المقربين له شخصيا يتم اسبعادهم من مناصبهم. ويتهم مكتب نتنياهو كبار مسؤولي هذا التيار بأنهم يؤثرون على ترامب باتجاه التشكيك بنوايا اسرائيل وبأنها تدفع لجر الولايات المتحدة الى الحرب مع إيران. كما يتهم مكتب نتنياهو هذه الشريحة بالخطرين على مصالح اسرائيل.
– تدفع هذه التطورات الى توتر في العلاقات بين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية المقرّب منه رون ديرمر، وترشَح تصريحات بأن نتنياهو يحمله مسؤولية الاخفاق في رصد التحولات في ادارة ترامب، وفي اتساع نفوذ التيار الانعزالي الذي يؤيد اسرائيل لكنه لا يسير وفقا لأجندتها واولوياتها، بل اولا المصالح الامريكية واولويات الادارة.
– يعود التوتر الى عدم توقع ديرمر لاحتمالية اقالة مستشار الامن القومي السابق الذي كان أقرب المقربين الى نتنياهو في ادارة ترامب، والذي شارك نتنياهو التقدير بضرورة دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران. بناء عليه، فإن ديرمر قد يدفع ثمن الاخفاق وعدم توقع المتغيرات في الادارة وعدم النجاح في ثني ترامب عن الاتفاق النووي والابقاء على قدرات تخصيب يورانيوم ايرانية.
– اخفاق ديرمر في ادارة مفاوضات الصفقة في غزة مقابل الادارة الامريكية يزيد من احباط نتنياهو، ويبدو ان ديرمر الذي لا يكملك بحد ذاته اية قوة سياسية داخل حزب الليكود قد يكون الطرف الذي سيلقي عليه نتنياهو مسؤولية الاخفاقات والتحول في الادارة الامريكية.
– من المتوقع ان تتعمق الازمة الاسرائيلية الداخلية نتيجة توجهات ادارة ترامب. لقد راهن نتنياهو على انتخاب ترامب، وفعليا هذا كان رهان الراي العام الاسرائيلي، باعتبار ان الرئيس والمحيطين به من اعضاء ادارته معظمهم من اتباع الكنيسة الانجيلية الصهيونية التي تعتمد مبدأ ارض اسرائيل الكاملة وتدعو من منطلقات عقائدية الى الضم والى منع الدولة الفلسطينية. أحد أبرز هذه الاصوات مجاهرةً هو السفير الامريكي مايك هاكبي الذي يتبنى عقيدة اقصى اليمين الاسرائيلي، فيما معظم الادارة قريبة من موقفه، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو الذي اعتبره نتنياهو مقربا منه وكال له المديح حين تسلم مهام مستشار الامن القومي بالإضافة الى وزارة الخارجية.
– منذ قيام الحكومة الحالية وحصريا منذ بداية الحرب تتعالى الانتقادات لنتنياهو بأنه يتخلى عن السياسة الاسرائيلية التقليدية القائمة على ضمان توافق بين اليهود الامريكان وكذلك بين الحزبين الامريكيين يدعم السياسات الاسرائيلية، وفعليا عزز نتنياهو التباعد مع اوساط واسعة من اليهود الامريكان الذين في غالبيتهم يدعمون الحزب الدمقراطي.
– حاليا من المتوقع ان يتعمق هذا الانقسام بين اليهود الامريكيين والانقسام الاسرائيلي. فقد حذرت اصوات اسرائيلية ويهودية امريكية كثيرة من ان شعار “امريكا اولا” الانكفائي الانعزالي من شأنه ان يرتد على اليهود الامريكان وتصاعد كراهية اليهود في قواعد الحزب الجمهوري برئاسة ترامب.
– تقوم هذه التقديرات على ان الالتزام لإسرائيل، ممكن فقط، ضمن الاولويات الامريكية وليس اولوية بحد ذاتها. كما من شأنه ان يعزز القلق في اوساط عنصرية امريكية بيضاء من النفوذ الاسرائيلي او اليهودي في الادارة الامريكية. ثم ان اصدقاء ترامب عالميا وحصريا اوروبيا هم من اقصى اليمين ومن النازيين الجدد الشعبويين وهم اصدقاء نتنياهو والليكود، وهذا ما وجد تعبيرا عنه في المؤتمر قبل نحو شهرين لمحاربة العداء للسامية والذي دعت اليه اسرائيل والذي عمق الفجوة من الجاليات اليهودية في اوروبا نظرا لدعوة اقطاب اقصى اليمين الاوروبي المعروفين ب “عنصريتهم” بما فيها تجاه اليهود، لكنهم يلتقون مع سياسات نتنياهو.
في الخلاصة:
** تشير هوية التغييرات في ادارة ترامب الى مستوى جديد من عدم الثقة مع نتنياهو وحكومته.
**تؤكد الخطوات احتمالية مضي ادارة ترامب في الاتفاق مع ايران
**تؤكد مدى التباعد بين الاجندة الامريكية والاجندة الاسرائيلية في معظم الملفات الاقليمية – الايراني والسوري واللبناني والفلسطيني.
** من غير المستبعد، في حال تفاقم الصدع في علاقات ترامب مع نتنياهو وحكومته ان تعمل الإدارة جديا استبدال احصنتها في الساحة السياسية الإسرائيلية بما يخدم الاستراتيجية الامريكية في تحولاتها الجديدة.