نشطاء وصحافيون بأراضي48 يوجهون رسائل للصحافيين المعتقلين وصحافيي غزة
خاص- الجرمق

وجه نشطاء وصحافيون بأراضي48 رسائل للصحافيين المعتقلين في سجون الاحتلال، والصحافيين الذين يواجهون العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر.
قمع الصحفيين... واقع يومي
ويؤكد الناشط مراد حداد في حديثٍ لـ الجرمق أن إحياء يوم حرية الصحافة في العالم العربي، لا يكتمل دون التذكير بمعاناة الصحفيين المعتقلين، وعلى رأسهم الصحفي سعيد، زميلهم وصديقهم الذي لا يزال رهن الاعتقال.
ويقول حداد: "في هذا اليوم، وفي المؤتمر المقام بهذه المناسبة، يكون سعيد حاضرًا بقوة. هذا الحضور الرمزي يعكس أن زملاءه لا ينسونه، وهي رسالة واضحة بأننا لا نتجاهل معاناته، ولا ملاحقته، ولا ملاحقة الصحافة بأكملها".
ويضيف أن ما يحدث مع سعيد يشكل تعبيرًا حيًا وواقعيًا عن الممارسات القمعية التي تطال الصحفيين، مشيرًا إلى أن كل صحفي موجود في القاعة يتعرض لنفس المصير.
ويشدد حداد على أن معاناة الصحفيين في مناطق مختلفة لا تُقارن بما يمرّ به الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يقدّم 220 شهيدًا من الصحفيين خلال الحرب الأخيرة، ويقول: "رغم ما نواجهه من ملاحقات واستهداف، إلا أن ما يحدث في غزة يفوق الوصف، والاستهداف هناك لا يشمل الصحفيين فقط، بل يطال أيضًا عائلاتهم، في محاولة لإسكات الحقيقة".
ويؤكد أن الملاحقات تستمر، ومحاولات إخراس الصحافة تتصاعد، لكن تبقى الرسالة واضحة: الصحافة لا تصمت، وصوت الحقيقة يبقى حاضرًا.
"الصحافة صوت الناس"
وتشير غالية أبوالهيجا، طالبة في تخصص الصحافة والإعلام لـ الجرمق إلى أنها تختار هذا المجال عن قناعة تامة، لإيمانها بأنه الوسيلة الأقوى لإيصال صوت الناس، وخاصة المهمشين، وتوضح أن الصحافة تحمل رسالة سامية تتعدى كونها مهنة.
وتقول غالية: "أختار مجال الصحافة لأني أراه مهنة نوصل فيها صوتنا، وصوت الحق. إحنا كسنة أخيرة نواجه تضييقات كثيرة على حرية التعبير، لكن رغم كل الصعوبات، أعتبر أنه واجبي اليوم كصحفية أكون صوت مؤثر، أوصل صوت الناس، خصوصًا النساء اللي ما حدا بيسمعهم".
طلاب الإعلام... بين التضييق والإصرار
وتضيف: "اليوم التضيقات لا تقتصر فقط على طلاب الصحافة، بل تطال كل الطلاب العرب. واجبنا أن نقف مع الناس ونوصل صوتهم، لأنه إذا حُدّت حرية التعبير، لا يبقى لدينا رأي".
وتتحدث غالية عن التحديات التي تواجهها داخل الحرم الجامعي، قائلة: "نواجه تضييقات من المحاضرين والطلاب، وفي زملاء إلي يتم فصلهم بسبب مواقفهم. طلاب الإعلام تحديدًا يتعرضون لهذا الضغط بشكل يومي".
تعكس رسالة غالية واقعًا مريرًا يعيشه طلاب الإعلام العرب، لكنها في الوقت ذاته تعبّر عن إصرار واضح على مواصلة الطريق رغم العراقيل.
"أختار الكلمة رغم ضريبتها"
تتحدث الطالبة عنادل أبوالهيجا، وهي طالبة في السنة الأخيرة بتخصص الصحافة والإعلام، عن تجربتها الأكاديمية والمهنية التي تصفها بـ"المخربطة"، خاصة في ظل البيئة المجتمعية التي تنتمي إليها، والتي لا تحتضن حرية الكلمة بسهولة.
وتقول عنادل لـ الجرمق: "الكلمة في مجتمعنا إلها ضريبة. كوني صبية محجبة في صف مختلط، يكون دائمًا عليّ علامة سؤال لأني عربية، وأتعرض لكثير من التضييقات".
رغم الصعوبات... مستمرة
ورغم كل الصعوبات، تؤكد عنادل أنها لا تندم على اختيارها لهذا المجال، مضيفة: "أكون واعية للتحديات اللي راح نواجهها، بس الموضوع يكون فعلاً صعب. ومع هيك، إحنا مستمرين".
وتجسد رسالة عنادل تحدي الصحفيين الشباب، خاصة النساء، في بيئات غير حاضنة للحريات، وتؤكد في الوقت ذاته الإصرار على مواصلة المسار رغم العقبات.