هل سيستجب الشارع الإسرائيلي لدعوات المعارضة الإسرائيلية لعصيان مدني؟

خاص- الجرمق


  • الأحد 27 أبريل ,2025
هل سيستجب الشارع الإسرائيلي لدعوات المعارضة الإسرائيلية لعصيان مدني؟
أرشيفية

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع والقيام بعصيان مدني واسع احتجاجًا على سياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فيما شدد رئيس جهاز الشاباك الأسبق عمي أيالون على أن العصيان المدني السلمي ليس مجرد حق، بل "واجب مدني" لمواجهة ما وصفه بتدهور القيم الديمقراطية وتصاعد مخاطر اللاشرعية في إسرائيل.

ويؤكد محللون سياسيون وخبراء سياسيون على أن هذه الدعوات لن تقلق حكومة نتنياهو، ولن تشغل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

"إسرائيل تعاني من انقسام عميق"..

ويؤكد القيادي والباحث صالح لطفي أن دعوات العصيان المدني التي تطلقها المعارضة الإسرائيلية، والمظاهرات المرتبطة بقضية المحتجزين لن تُحدث تأثيرًا فعليًا على الحكومة الإسرائيلية.

ويشير لطفي في حديثٍ مع الجرمق إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسام عميق وطولي وعرضي، موضحًا أن غالبية الشرقيين تقف إلى جانب الحكومة، بينما تشكل الأقلية فقط معارضة لها، في حين يصطف التيار الديني الحريدي والتيار الديني الصهيوني بالكامل ضمن معسكر اليمين.

ويضيف أن الدعوات إلى مقاطعة مؤسسات الدولة أو العصيان المدني لا تجدي نفعًا، إذ يسعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعادة هيكلة الدولة بشكل جذري، بما يعزز سيطرة اليمين الإسرائيلي، الذي يجمع بين الفكر الليبرالي الرأسمالي والفكر الديني الصهيوني المتطرف.

ويلفت لطفي إلى أن التيار الحريدي بمختلف مدارسه يدفع باتجاه هذا المسار، إلى جانب مؤسسات وأحزاب ومراكز أبحاث يمينية، ترى في هذا الواقع فرصة تاريخية لترسيخ نفوذها داخل أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والقضائية.

ويتابع أن المعارضة الحالية، المكونة من بقايا اليسار الإسرائيلي والطبقة الوسطى، لن تتمكن من إحداث تغيير جوهري في موازين القوى الداخلية.

ويشرح لطفي أن المقصود بالعصيان المدني الذي يدعو إليه قادة مثل إيهود باراك يشمل توقف المؤسسات العسكرية عن تنفيذ الحرب على غزة، أو توقف المؤسسات الحكومية والقطاعات الاقتصادية الكبرى عن العمل، وهو ما يرى أنه لن يتحقق في ظل المعادلات القائمة.

ويختم لطفي بالقول إن إسرائيل، في ظل هذه الظروف، لن تتغير عبر هذه الوسائل.

فشل المعارضة الإسرائيلية..

يؤكد الخبير في الشأن السياسي فايز عباس أن الأصوات الداعية إلى إعلان العصيان المدني في إسرائيل ترتفع مؤخرًا، وذلك بعد فشل جميع المحاولات للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق يعيد المحتجزين، إضافة إلى فشل المعارضة البرلمانية في إحداث أي تغيير في سياسة الحكومة.

ويشير عباس في حديثٍ خاص لـ الجرمق إلى أن رئيس الشاباك السابق عامي أيالون كان آخر من يدعو إلى عصيان مدني غير عنيف، في محاولة أخيرة لإحداث تغيير في المشهد السياسي الإسرائيلي المرتبط بقضية المحتجزين.

ويرى عباس أن الشارع الإسرائيلي، رغم هذه الدعوات، لن يستجيب لها، خاصة أن الأغلبية الساحقة منه تصطف مع اليمين، ولم تخض من قبل تجربة احتجاجية على هذا المستوى مثل إعلان العصيان المدني.

ويضيف أن المفاوضات بشأن المحتجزين لن تؤثر على موقف حكومة نتنياهو، التي ترفض أي صفقة أو تسوية، لأنها تهدف إلى استمرار الحرب والبقاء في قطاع غزة لفترة طويلة، إلى جانب إعادة الاستيطان اليهودي فيه.

ويُوضح عباس أن العصيان المدني، وفق الدعوات المطروحة، يعني شلّ إسرائيل بالكامل، من خلال الامتناع عن دفع الضرائب وشن إضراب عام في جميع المؤسسات الرسمية والخاصة.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر