تواصل قيادة الجيش الإسرائيلي فرض تعتيم إعلامي واسع على ما يجري من عمليات عسكرية داخل قطاع غزة، في وقت تشهد فيه إسرائيل تراجعًا في التأييد الشعبي للعملية العسكرية الجارية، بعد فشل تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس.

وبحسب تقرير نشره موقع “واينت” العبري، فإن الجيش، بقيادة رئيس الأركان الجديد، ودائرة الناطق العسكري، اختاروا عمدًا نهج الغموض والتكتم على تفاصيل العمليات الجارية في القطاع، وذلك بزعم “منع حماس من معرفة نوايا الجيش”، لكن مراقبين يرون في ذلك محاولة للتغطية على إخفاقات سياسية وعسكرية.

وأشار التقرير إلى أن معظم العمليات الحالية تقتصر على قوات محدودة، تتمثل بفرقة ونصف فقط، مع شبه انعدام للاشتباكات المباشرة، في وقت يُعتقد أن حماس قد أعادت تموضع قواتها في مدن ومخيمات النازحين، بعيدًا عن مناطق التماس.

ويعود التعتيم العسكري الحالي إلى رؤية القيادة الجديدة، التي فضّلت “العمل بصمت” وعدم إطلاع الرأي العام على تفاصيل المعارك، وهو ما يُخالف أسلوب الجيش في المعارك السابقة، حيث كان يتم إصدار بيانات دورية وفتح المجال أمام الإعلام لتغطية العمليات من داخل القطاع.

ويُذكر أن رئيس الأركان زامير، في خطاب توليه المنصب قبل أسابيع، وجّه انتقادًا مباشرًا إلى القيادة السياسية والعسكرية، مؤكّدًا أن “حماس لم تُهزم بعد”، وأن “السنوات المقبلة ستشهد حرب استنزاف متعددة الجبهات”، ما يعكس حجم التعقيد والفشل في حسم المعركة.

في السياق ذاته، يرى محللون إسرائيليون أن هذا التعتيم يصب في مصلحة القيادة السياسية، التي تحاول امتصاص الغضب الشعبي وعدم كشف الفجوة بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني.

رابط مختصر

اترك تعليق