تشهد  مؤشرات الأسهم في السوق المالي الإسرائيلي هبوطا حادا رافقه انخفاض في سعر صرف الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار الأمريكي وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية عامة على الصادرات للولايات المتحدة الأمريكية ومن بينها الصادرات الإسرائيلية.

ويقول عمر فندي مدير المنتدى الاقتصادي العربي ومدقق الحسابات للجرمق، إنه، "منذ أسبوع أعلن ترامب عن فرض الرسوم الجمركية على كل العالم، أدت لهبوط في الأسواق المالية العالمية بشكل كامل، وهو ما أثر سلبا على الأسواق العالمية والتجارة العالمية بشكل مقلق جدا وله أبعاد طويلة الأمد وستؤثر على الاقتصاد العالمي وعلى إسرائيل بشكل خاص".

ويتابع فندي، "إسرائيل لديها إشكالية عدم الاستقرار الأمني والسياسي في الفترة الأخيرة، وتباعد وتقارب صفقة وإنهاء الحرب تؤثر على سعر الشيكل مقابل الدولار وتؤثر على أسواق المال".

ويقول للجرمق، "اليوم من المتوقع أن يعلن بنك إسرائيل المركزي عن تخفيض الفائدة البنكية، ولكن هناك توقعات أن لا يتم تخفيضها وأن تظل مرتفعة بالنسبة للعالم كله، بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في إسرائيل".

ويردف، "كما أن هناك الآن عجز حكومي، أي عدم التجانس بين سياسة بنك إسرائيل وسياسة الحكومة، فلا يوجد هناك تجانس في السياسات الاقتصادية ولا يوجد تعاون أيضا، لأن الحكومة مستمرة بفتح عجز أكبر وأكبر من المقرر لها، ومن المتوقع أن يخلق هذا تضخم مالي وارتفاع بالأسعار نتيجة الجمارك التي ستفرض وسينتج عنها بطالة".

إلى أيّ مدى سيستمر الانهيار بمؤشرات الأسهم؟

ويربط فندي بين احتمالية استمرار الانهيار في الأسهم وبين زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، قائلا، "مدى الانهيار يتعلق بالجلسة التي ستكون بين نتنياهو وترامب، هل الجمارك ستظل كما هي أم ستتغير، لا يكفي أن تتغير أو تُخفّض لأن تأثيرها سيكون عالمي وسنشاهد تغيير في الأقطاب الاقتصادي العالمية وهذا يؤثر على الأسواق العالمية وسنرى أن السوق الأوروبية ستغير مسارها مع الولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن أسواق أخرى، والصين وروسيا والهند سيبحثون عن أسواق أخرى".

ويردف، "بالنسبة لإسرائيل سيكون هناك إشكالية كبيرة بسبب الارتباط الكبير بين الولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة في قطاع الهايتك الذي يعتبر مركزي في الاقتصاد الإسرائيلي، ففرض جمارك على هذا القطاع وعلى الصادرات الإسرائيلية للولايات المتحدة الأمريكية ضربة قوية جدا للاقتصاد الإسرائيلي".

تأثير فرض الرسوم الجمركية على الاقتصاد الإسرائيلي

ويتحدث فندي عن تأثيرات فرض الرسوم الجمركية على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث لهذا القرار تأثير على المواطنين بشكل مباشر وعلى الشركات الإسرائيلية، ويقول فندي، "بالنسبة لنا كمواطنين حاليا لدينا ظلام كبير بصناديق التقاعد، الأسهم المالية انخفضت 5% وهذا يؤسر على صنادق التقاعد لكل شخص منا".

ويتابع للجرمق، "كما سنرى أن هناك شركات في إسرائيل لن تستطيع متابعة عملها بسبب الجمارك المفروضة، فالمصانع التي كانت تُصدر للولايات المتحدة لن تستطيع متابعة عملها لأن أسعار منتجاتها سترتفع بشكل كبير جدا وبالتالي ستتوقف عن التصدير، وهذا سيؤدي لارتفاع البطالة، والشركات التي لا تستطيع أن تفي بالتزاماتها ستعلن إفلاسها".

ويردف، "ستخلق الرسوم الجمركية فوضى في السوق الإسرائيلي وارتفاع للأسعار بشكل كبير جدا، المنتج الذي كان من المفترض أن يُباع في الولايات المتحدة الأمريكية، سيتوجب على الشركات تهيئته لكي يباع في أوروبا وهناك اختلاف بمتطلبات المنتجات لكل دولة ودولة".

تأثير الرسوم الجمركية على المستثمرين الإسرائيليين في الولايات المتحدة

ويقول فندي، "رأينا في السنتين الأخيرتين أنه خرج من إسرائيل حوالي 14 مليار دولار للاستثمار في الولايات المتحدة، ونرى أن الأسواق المالية في الولايات المتحدة ضُربت بشكل كبير، والهزة الاقتصادية التي ستحدث ستكون الأقوى في الولايات المتحدة، فاعتماد العالم على الاقتصاد الأمريكي والدولار بشكل أساسي سيتأثر في كل العالم".

هل سيتراجع ترامب عن قراراته؟

ويختم فندي حديثه أنه، "من الصعب جدا التنبؤ بما يفكر به ترامب، ولكن في السابق هناك رئيس أمريكي فرض جمارك بشكل أحادي الجانب بشكل كبير جدا عام 1930 وهذا تسبب بانهيار بالاقتصاد الأمريكي عانت منه الولايات المتحدة لسنوات طويلة في كل الأسواق المالية الأمريكية، والدولار كان كبير على أمريكا بشكل خاص وكانت الرسوم حينها شبيهة لما أعلن عنه ترامب وضررها كبير جدا".

رابط مختصر