ساعات تفصلنا عن انسحاب الاحتلال من لبنان..ما هي السيناريوهات المحتملة في حال لم تنسحب القوات؟

من المفترض أن تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم غد الثلاثاء 18 من فبراير/شباط 2025 وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله الذي ضمنته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وافقت على تمديد بقاء قوات الاحتلال في جنوب لبنان حيث كان من المفترض أن يستكمل جيش الاحتلال انسحابه من المناطق التي احتلها جنوب لبنان في 26 من يناير/كانون ثاني الماضي، وفقا للمهلة التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024.
ويقول الباحث والكاتب جمال زحالقة، "إسرائيل لم تنهِ الحرب على لبنان، إذا نظرنا في التصريحات الإسرائيلية هم وافقوا على وقف إطلاق النار ولكن إسرائيل احتفظت لنفسها بما يسمى حق التدخل حين يتعرض أمنها للخطر، وقالت بشكل عيني ما الذي ستفعل، أولا أنه إذا اعتقدتْ بأن هناك تواجد لحزب الله في جنوب الليطاني فإنها ستتدخل عسكريا، وقد تنفذ اغتيالات لسكان جنوب لبنان وينتمون لحزب الله ويسكنون هناك، هذا الباب فتحته إسرائيل بالتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية".
ويتابع للجرمق، "كما أن إسرائيل قالت إنها ستمنع دخول أسلحة برا وبحرا وجوا إلى حزب الله وأي دعم لحزب الله ستمنعه، ورأينا حادثة الطائرة الإيرانية اضطرت الحكومة اللبنانية لمنع هبوطها في مطار بيروت خوفا من هجوم إسرائيلي محتمل، وإسرائيل تقوم بشكل شبه دائم ويومي بقصف مواقع في شمال الليطاني وجنوبه، واستهدفت الحدود اللبنانية السورية بادعاء أن هناك تهريب أسلحة عبر الحدود، وتقوم بمراقبة بحرية".
ويضيف، "إسرائيل أعلنت أنها ستحتفظ بخمس مواقع عسكرية في جنوب لبنان بادعاء أن الجيش اللبناني لم ينتشر بشكل كافي، وتريد منع دخول قوات حزب الله لجنوب لبنان، والمهم في هذا الأمر أن كل ما تفعله إسرائيل هو بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل أرادت تمديد التواجد العسكري في جنوب لبنان وقالت إن الولايات المتحدة عارضت ذلك ولكن يبدو هناك تفاهم معين حول تواجد في بعض النقاط في لبنان، وأعتقد أن هذه ورقة ضغط على الحكومة اللبنانية لتقوم بخطوات ضد حزب الله".
شكل المواجهة المحتملة في لبنان
وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أمس الإثنين في خطاب، "إذا بقيت إسرائيل داخل لبنان بعد الاتفاق، فهي محتلة، والكل يعلم كيف يتم التعامل معها".
ويقول زحالقة للجرمق، "هذا التصريح يعطي شرعية لحزب الله بمواجهة حتى على المستوى اللبناني الداخلي بمعنى أنهم يدافعون على الأراضي اللبنانية وهناك ضغوط فرنسية كبيرة في هذا المجال، ولكن إدارة ترامب لا تكيل وزنا لأوروبا ولا لفرنسا وهي ماضية بسياستها الداعمة بشكل أعمى للموقف الإسرائيلي".
ويتابع، "التواجد العسكري الإسرائيلي في لبنان يعني إبقاء الجبهة اللبنانية مفتوحا".
هل ستنعكس احتجاجات لبنان على المواجهة مع الاحتلال؟
ويضيف زحالقة، "نأمل أن يكون هناك تفاهم لبناني داخلي حول الاحتجاجات وحول مكانة القوى السياسية ولا أحد يغلب الآخر ونأمل أن يكون هناك وفاق لبناني داخلي، وأعتقد أن معظم الأمور التي تسببت بتوتر داخلي يمكن حلها بالمفاوضات الداخلية في لبنان وباتخاذ موقف موحد تذهب به لبنان للعالم أن إسرائيل تحتل أراضي لبنانية وأراضي سورية إضافية، هذا التوسع الإسرائيلي في المنطقة يجب العمل ضده وإجبار إسرائيل على الانسحاب".
ويضيف، "كل ما تفعله إسرائيل هو تمهيدا لعودة المستوطنين في شمال إسرائيل إلى بلداتهم وهذا باعتقادي سيكون له فعل عكسي، إسرائيل تقول إنها تريد الطمأنينة لهم، ولكن هي تفعل ما لا يوفر الأمان لهم، مع أنه يمكن التوصل لتفاهمات ووقف لإطلاق النار وهدنة مستدامة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان وبترسيم الحدود من جديد وحل المشاكل في 13 نقطة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وهذا المطلوب الآن".
ويردف، "ولكن نحن الآن نرى انفلات غير معقول ومدعوم بالولايات المتحدة، وعلى العالم العربي أن يتخذ موقفا بهذا الموضوع وأن يدعم لبنان بمطالبته بانسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان وأيضا بالانسحاب من سوريا".
لم تنتهِ الحرب في لبنان..
ويقول زحالقة للجرمق، "السياسة الإسرائيلية المتبعة الآن إبقاء الجبهة اللبنانية مفتوحة، بمعنى أن إسرائيل تقوم بعمليات عسكرية داخل لبنان في ظل حتى مع وجود هدنة واتفاق لوقف إطلاق النار، هي تقول هناك هدنة ولكن لنا الحق بإطلاق النار على ما نعتقد أنه بناء قدرات لحزب الله التي قد تشكل خطرا على إسرائيل".
ويختم، "إسرائيل تريد أن تكون لبنان كلها كمنطقة أ في الضفة الغربية تدخلها متى تشاء وتخرج متى تشاء".