هل يُمكن أن تُفلس أمريكا؟

نقل الاقتصادي السوري د. مُخلص الناظر عن راي داليو مؤسس أكبر شركة صناديق تحوط في العالم قوله إن، "الولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة من دورة الديون الطويلة الأجل وإن البلاد يمكن أن تفلس، وذلك في كتابه الأخير "كيف تفلس الدول".
وقال الناظر، "لماذا كتب (داليو) ذلك؟، لأن الدين، كما هو الحال في كل شيء، يعتمد أيضًا على العرض والطلب، وإن زيادة المعروض من الديون يعني انخفاض الطلب، والعكس صحيح".
وتابع، "الحقيقة هي أن ديون الولايات المتحدة تتزايد بنسبة 7.5٪ كل عام. لذا، تحتاج الولايات المتحدة إلى مشترين جدد كل عام لتمرير الديون الصادرة حديثًا، ولكن ليس هناك ما يكفي من المشترين للسلع الأمريكية. الديون، وخاصة المشترين الأجانب".
وأضاف، "منذ عام 2014، لم تكن هناك زيادة صافية في حيازات المشترين الأجانب من الديون"، مردفا، "عندما يكون هناك نقص في المشترين في السوق، يتعين علينا أن ننظر عن كثب إلى تصرفات الحكومة والبنك المركزي".
وقال، "إذا استمرت الدولة في زيادة المعروض من ديونها في حين يفتقر السوق إلى المشترين، فإن البنك المركزي سوف يتدخل ويشتري الديون الحكومية، وعندما يبدأ البنك المركزي في شراء الديون الحكومية، فإن المشكلة تزداد سوءا"، وتساءل الناظر، "كيف".
وتابع، "اليابان هي أفضل مثال هنا، يملك البنك المركزي الياباني، بنك اليابان، أكثر من 50% من سندات الحكومة اليابانية، وبما أن اليابان لديها مشترٍ اصطناعي (بنك اليابان)، فإن قيمة السندات لم تنخفض، ولكن حدث شيء واحد".
وتساءل، "ما هذا؟، وظل العائد على هذه السندات قريبا من الصفر، وتدفع بلدان أخرى (الولايات المتحدة) 3.5% أكثر من سندات الحكومة اليابانية، وعلاوة على ذلك، انخفض الين الياباني بنسبة 3.5% أخرى".
وقال، "يخسر المستثمرون في السندات الحكومية اليابانية ما يقرب من 6.5% سنويا لسنوات عديدة".
وتابع، "في سداد الديون، تعتبر العملة مهمة لأن حاملي الديون يحصلون على مستحقاتهم بالعملة. لذا، فإن انخفاض قيمة العملة له أهمية كبيرة"، مضيفا، "لكن جميع العملات هي مقاييس نسبية ولا تعني شيئا".
وقال، "وبدلاً من ذلك، يتعين على المستثمرين أن ينظروا إلى المال الحقيقي، مثل سعر الذهب بالعملة المقارنة"، متابعا، "عندما تنخفض قيمة العملة باستمرار مقابل الذهب، يبدأ سعر الفائدة الطويل الأجل على تلك العملة في الارتفاع، حتى لو ظلت السياسة النقدية ناعمة/سهلة".
وتساءل، "فكيف إذن يمكن لأسعار الفائدة طويلة الأجل أن ترتفع في حين تظل السياسة النقدية تيسيرية، وفي الوقت نفسه تستمر العملة في الانخفاض؟، والسبب الوحيد هو الزيادة المستمرة في المعروض من الديون الحكومية".
وقال، "يشهد الدولار الأمريكي انخفاضًا حادًا مقابل الذهب، ويرتفع سعر الفائدة على المدى الطويل بينما يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، ويستمر المعروض من الديون في الارتفاع، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تمر الآن بالمرحلة الأخيرة من دورة ديونها الطويلة الأجل، وإذا استمر هذا الاتجاه دون رادع، فقد تفلس الولايات المتحدة".