جيش الاحتلال يعلن عن قدرته على الانسحاب من غزة في حال صودق على القرار سياسيا..ماذا يعني ذلك؟


  • الأحد 12 يناير ,2025
جيش الاحتلال يعلن عن قدرته على الانسحاب من غزة في حال صودق على القرار سياسيا..ماذا يعني ذلك؟
توضيحية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أكد قدرته على تنفيذ أي اتفاق يصدقه المستوى السياسي ولو شمل انسحابا فوريا.

وجاء ذلك في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن، "أسلوب العمليات البرية الطويلة في شمال قطاع غزة فشل فشلا ذريعا"، وأنه، "على مدار 4 أشهر، ورغم الدمار الكبير في المنطقة، تمكنت كتائب حماس من إعادة بناء نفسها، وتوسعت عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه الغلاف، وزادت أعداد خسائر الجيش بشكل ملحوظ مع مرور كل أسبوع".

وتابعت أن، "عدد كبير جدًا من الضباط حذروا رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية من طريقة العمليات في شمال القطاع".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "الجيش الإسرائيلي له تقديرات بالصورة الواسعة أنه سيطر على غزة وأنجز مهامه الحربية وأنه بدأ يواجه كتيبة شمال غزة كما يسميها ويسعى للقضاء عليها، وهذه تصريحات الجيش من الليلة الفائتة، وفي المقابل الجيش قدم عدة تقديرات موقف للمستوى الحكومي أنه مجرد بقاءه في غزة بهذه المرحلة سيتيج للجهاد أو لحماس أو الفصائل إعادة تنظيم نفسها حتى لو لم يكن بالشكل الذي كان من قبل وإلحاق أضرار وأن يصبح الجيش مستهدفا أينما تحرك".

ويتابع للجرمق، "اليوم يتحدثون عن وجود مئات كاميرات تصوير الجيش والتعقب ومن هنا يمكن رصدتهم وقنصهم من بعيد، وهذا تقدير الجيش أن وجوده بدأ يتآكل في غزة ليس لوجود لعدم وجود قدرات له وإنما لأنه لا يوجد أهداف للحرب ولا يوجد معرفة لدى الجيش نفسه إلى أن تُقاد الأمور، هل هي باتجاه صفقة أم وقف إطلاق النار، أم تصعيد أو تهجير، وكل ذلك وارد والجيش أبدى استعداده للقيام بكل عملية من هذه العمليات".

ويضيف، "تقدير الجيش الداخلي اليوم أن الوضع الأفضل لإسرائيل ألا يكون هناك حكم عسكري، الجيش لا يريده ولا يملك القدرات في غزة أي أن يكون الجيش مسؤول عن الجانب الإداري والأغذية والمساعدات وغير ذلك، الجيش معني بالانسحاب من قطاع غزة وهذا التقدير ليس بجديد وإنما منذ فترة يتحدث الجيش أنه قادر على ملاءمة نفسه لأي قرار استراتيجي تقرر حكومة إسرائيل سواء انسحابا أو بقاء أو صفقة أو غير ذلك، مع تأكيد الجيش أنه يؤيد إبرام صفقة".

ويقول، "المستوى السياسي هو الذي يتحكم بالقرار الآن، الجيش يريد أن يدعم فكرة الصفقة، وهذا الشيء الأساسي في الجيش إلى حين تغيير فكرته كما يريدها نتنياهو خلال الأسابيع والأشهر القادمة وهذا الجانب الأساسي بوجهة نظر الجيش، وهو مستعد أن ينسحب أو يعيد القتال، كل ذلك بدفع معين لاتخاذ قرار نحو الصفقة وبدفع معين أن الحكومة سوف تضطر لاتخاذ قرار بما يخص اليوم التالي في غزة، ومن سيحكم غزة، والجيش يؤيد صيغة عربية بمشاركة السلطة الفلسطينية وبدون مشاركة حماس، وهناك إجماع على ذلك وهناك إجماع عربي ودولي أيضا، الجيش لا يريد أن يبقى في غزة دون أهداف، لأن كل إنجازاته وفقا لرؤيته ستتآكل".

ويتابع، "كل ما يحدث الآن في غزة يتعامل معه الرأي العام الإسرائيلي أنه إخفاق من الجيش وليس من الحكومة الإسرائيلية، الجيش يؤكد أنه دون أهداف لا يمكن أن يواصل وجوده في غزة ولكن نتنياهو الآن أمام تحدي حول ماذا يريد ترامب وليس ماذا يريد الجيش، الصراع بين المستويين السياسي والأمني وبين وزير الحرب الجديد وقائد الأركان كبير وعميق وله علاقة بالمسؤولية عن 7 أكتوبر و الإخفاق الكبير".

ويقول، "نتنياهو سوف يتعرض لضغط أمريكي بالأساس وهذا الضغط يفرض نفسه الآن، بالتوافق بين إدارتي بايدن وترامب، بالنسبة لغزة والصفقة، وبالنسبة لـ لبنان أيضا، فقبل أيام تحدث الجيش أنه سيبقى على الأقل سنة في لبنان، والآن يتحدثون عن انسحاب بعد الموقف الأمريكي الذي يبدو حازما لأنه في 26 يناير الجاري ستنسحب إسرائيل من لبنان تماما وهذا يعني نقيض ما تحدث به نتنياهو ووزير الأمن عن لبنان".

ويردف، "إسرائيل تخضع الآن للضغط الأمريكي إذا أرادا إدارة ترامب فعليا أن تكون الصفقة قبل تنصيب ترامب قد يحدث ذلك بشكل كبير، ولكن هناك دائما مفاجآت قد يقوم بها نتنياهو".

هل ما يحدث في غزة فشل استراتيجي للحكومة الإسرائيلية؟

ويقول مخول للجرمق، "القراءة الأمريكية اليوم من إدارتي بايدن وترامب، أن إسرائيل تراجعت استراتيجية كثيرا في المنطقة وعالميا ودوليا، الاتفاقات الأبراهامية تبخرت لحد كبير وكل فكرة الحلف العسكري تراجع تماما، ورأينا أن إسرائيل استعانت بالغطاء الحربي الأمريكي والبريطاني لتقصف اليمن ولم تجد أي شريك عربي، وهذا ليس مفخرة ولكن هذا يوضح أن الاتفاقات الأبراهمية أصبحت غير مجدية بالنسبة لإسرائيل لأن وزنها تراجع وأصبحت معوقة للهدوء بالمنطقة كما تريد الدول المختلفة".

ويضيف، "بالنسبة للموقف الأمريكي، فهو يرى أن وزن إسرائيل تراجع ونفوذها تراجعت والأولويات لدى ترامب هي الصراعات الدولية والتنافس مع الصين والتوافق والتنافس مع روسيا في ذات الوقت كلٌ في موضوع مختلف، كما أن دول الخليج غير معنية بحرب مع إيران، فهي معنية بالتعاون مع إيران والصين وروسيا بالموضوع النفطي وسلة الغذاء وكل ذلك يدفع ترامب أن يجد نفسه أمام معادلة رغم الالتزام المطلق لإسرائيل، لكن سياسات نتنياهو لا تؤدي لخدمة مصلحة الولايات المتحدة ولا لخدمة إسرائيل من وجهة نظر ترامب نفسه".

ويتابع، "قد يسعى ترامب إلى التخلص من حكومة نتنياهو، لن يتخلى عن إسرائيل، ولكن قد يتخلى عن نتنياهو، وقد تكون نهاية حكومة نتنياهو بسبب سياسات ترامب على العكس من سياسات بايدن الموجود على الطرف الآخر من سياسات نتنياهو، وعمليا عززت حكومته وائتلافه".

هل يستطيع الجيش أن يضغط للانسحاب من غزة؟

ويقول مخول، "الجيش يقوم بالواقع الحربي على الأرض بقرار سياسي، ولكن اللافت أننا بدأنا نسمع أصوات في إسرائيل على الأرض لوقف الحرب وليس فقط لإبرام صفقة، واضح أنه لا يمكن أن تكون صفقة شاملة وإعادة معظم المحتجزين دون وقف الحرب، فلذلك يوجد هذا المطلب وبدأ يظهر على السطح".

ويتابع للجرمق، "إذا لم تبرم صفقة ولم يخرج قرار بالانسحاب من غزة، فالجيش سيقوم بالتصعيد وسيكون دوره هو السعي للقضاء على أي وجود فلسطيني شمال قطاع غزة، وهذه هي الخطة العسكرية، وهل سيذهب باتجاه تهجير؟ لا يستطيع ذلك ولكن قد يخلق ظروف تدفع الفلسطينيين للهجرة إن كان هناك طريق، لكن لا يوجد طريق، لذلك خيارات الجيش هي التصعيد من أجل التصعيد فقط والتعطيش والتجويع وكل ذلك ممكن ولكن هذا لا يأتي بأي حل لإسرائيل، وأيضا التصعيد في الضفة الغربية لأن الهدف هو محو قضية فلسطين كلها وليس محو قطاع غزة كمنطقة جغرافية فلسطينية".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر