من هي مؤسسة هند رجب التي تلاحق جنودًا بالجيش الإسرائيلي؟

مؤسسة هند رجب


  • السبت 11 يناير ,2025
من هي مؤسسة هند رجب التي تلاحق جنودًا بالجيش الإسرائيلي؟
صورة المركبة التي أعدم جيش الاحتلال الطفلة هند رجب بداخلها

تقدمت مؤسسة هند رجب مؤخرًا بعدد من الشكاوى للجنائية الدولية ضد جنود بجيش الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يثير قلق إسرائيل، حيث يؤكد محللون على أن مثل هذه الشكاوى تقلق الجنود بشأن السفر خارج إسرائيل.

من هي مؤسسة هند رجب؟

تأسست مؤسسة هند رجب عام 2024، وتحمل اسم الطفلة هند التي احتجزت في مركبة في حي تل الهوى بمدينة غزة، بينما يستهدف جيش الاحتلال المركبة التي تتواجد فيها.

وتبلع الطفلة عند 6 أعوام فقط، حيث استنجدت لساعات لإنقاذها، إلا أن قوات الاحتلال منعت أي أحد من الوصول إليها لإنقاذها، واستشهدت في الـ 29 من يناير عام 2024.

كيف تقلق هند رجب إسرائيل؟

ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "مؤسسة هند رجب أهم مؤسسة تطارد اليوم جنود وضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي الذين شاركوا في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

ويتابع عباس، "هذه المؤسسة هي الوحيدة التي تقوم بتوثيق صور وعمليات جنود وضباط الاحتلال الاسرائيلي وتقدم دعاوى ضدهم في كل دولة يصلون إليها في العالم".

ويردف، "نشاط هذه المؤسسة يقلق منام قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين الذين يخشون السفر إلى الخارج خوفًا من اعتقالهم وتقديمهم للمحكمة بتهم إبادة الشعب الفلسطيني وارتكاب جرائم حرب".

ويقول عباس: "ما تقوم به مؤسسة هند رجب يعتبر سابقة وله أهمية كبرى للشعب الفلسطيني، لمجرد مطاردة الاسرائيليين في كل مكان على الكرة الأرضية".

ويردف، "من شأن نشاط المؤسسة ردع جيش الاحتلال في ارتكاب جرائم حرب مستقبلية وبسبب نشاطها فإن الجيش منع الجنود والضباط من التقاط الصور أو نشر صورهم في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي".

ما التأثير القانوني للشكاوى؟

من جهته يقول الحقوقي والمحامي خالد زبارقة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "هناك دول حول العالم لديها صلاحية دولية لاعتقال ومقاضاة مرتكبي جرائم الحرب، القانون يكون قانون محلي، أي يسري مفعوله على الجرائم التي تتم داخل كل دولة".

ويتابع، "في السنوات الأخيرة، قامت عدة دول حول العالم، خاصة أوروبية بتغييرات قانونية، من أجل ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، وقامت بعمل صلاحية عالمية لتنفيذ هذه الاعتقالات، وإعطاء صلاحيات للقضاء المحلي للنظر في القضايا التي تتعلق بجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية".

ويردف زبارقة في حديثه، "هناك نقطتين في هذا الموضوع، الأولى تتعلق بالصلاحية، وباعتقادي هذه المؤسسة قامت بفحص صلاحيات القضاء في الدولة التي رفعت شكاوى فيها لملاحقة ومقاضاة مرتكبي جرائم الحرب".

ويقول زبارقة إن النقطة الثانية تتعلق بجوهر التهم المنسوبة لكل شخص، وكيفية تفسيرها حسب القانون الدولي الإنساني، أو حسب القوانين التي تعرف ما هي جرائم الحرب، وما هي الجرائم ضد الإنسانية.

إسرائيل تلاحق هند رجب..

وقال موقع "واينت" الإسرائيلي إنه جرى إلغاء مشاركة مؤسسة هند رجب التي تلاحق جنود بالجيش الإسرائيلي بمؤتمر سيقام في كوبناهجن.

وأضاف الموقع الإسرائيلي بأن إلغاء مشاركة هند رجب بالمؤتمر الذي سيعقد بالعاصمة النماركية، كوبناهجن جاء بعد ضغوط إسرائيلية.

وتابع، "أعلنت المؤسسة أن ممثلها وصل بالفعل إلى كوبنهاجن وكان من المفترض أن يظهر في المؤتمر، ولكن بسبب اعتراض المشاركين الآخرين في اللجنة على الظهور إلى جانبه، ألغى منظمو المؤتمر مشاركته".

ويوم الخميس، قال موقع "واينت" الإسرائيلي إن مؤسسة هند رجب تقدمت بشكوى ضد جندي إسرائيلي، مضيفًا، "أعلنت مؤسسة هند رجب، التي تقف وراء الملاحقة القانونية لجنود الجيش الإسرائيلي في الخارج، أنها تقدمت بشكوى قانونية لدى السلطات السويدية ضد جندي من الجيش الإسرائيلي تدعي أنه موجود على أراضيها".

وأردف "واينت"، "نشرت الصفحة الرسمية للمؤسسة على شبكة إكس أن الجندي ارتكب جرائم حرب في قطاع غزة".

وقبل يومين، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أن مؤسسة هند رجب رفعت دعوى قضائية ضد الجندي المطلوب الذي فرّ من البرازيل إلى الأرجنتين وذلك بعدما أصدرت محكمة اتحادية في البرازيل مذكرة تحقيق بحقه للاشتباه في مشاركته بجرائم قتل وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وبحسب الصحيفة فإنه، "تم رفع دعوى قضائية بتهمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية الأسبوع الماضي في الأرجنتين ضد جندي إسرائيلي آخر".

وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة رفعت دعاوى قضائية ضد ما لا يقل عن 28 جنديًا في ثماني دول مختلفة. لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، بل تبين أن المؤسسة تقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية معلومات حول جرائم حرب ارتكبها أكثر من ألف جندي وضابط خلال نشاطهم في قطاع غزة ولبنان.

وقبل يومين، أصدرت محكمة برازيلية أمرا عاجلا للشرطة بتوقيف أحد الجنود الإسرائيليين، والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة، وذلك بناء على شكوى جنائية تقدمت بها منظمة "هند رجب" الحقوقية.

وبحسب وسائل إعلام برازيلية، يعود إصدار هذا الأمر القضائي بناء على الشكوى الجنائية التي تقدمت بها المنظمة قبل أسبوع ضد المشتبه فيه، والذي يتواجد حاليا بالبرازيل في إجازة سياحية.

وتتهم الشكوى الجندي بـ"المشاركة في هدم أحياء مدنية كاملة في غزة خلال حملة ممنهجة، وهذه الأفعال جزء من جهد أوسع لفرض ظروف معيشية غير محتملة للمدنيين الفلسطينيين، كما تشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".

وتتضمن الأدلة التي تم تقديمها مقاطع فيديو وبيانات تحديد الموقع الجغرافي وصورا تظهر المشتبه فيه شخصيا يزرع متفجرات ويشارك في تدمير أحياء كاملة، و"هذه المواد تثبت دون شك تورط المشتبه فيه مباشرة في هذه الأفعال الشنيعة".

وبحسب المنظمة الفلسطينية، فإن المنازل التي تم تدميرها في إطار العمليات التي شارك فيها الجندي في قطاع غزة، كانت بمثابة مأوى للفلسطينيين النازحين. كما ذكرت المنظمة أنها أرفقت بالشكوى أكثر من 500 مستند، عندما طلبت من المحكمة القبض على الجندي خشية مغادرته البرازيل.

ووفقا لمنظمة "هند رجب" فقد انضمت عائلات دمرت منازلها إلى هذه القضية بوصفهم مدعين، كما منحوا وكالة لفريق الدفاع القانوني الخاص بالمؤسسة، معتمدين عليهم لمتابعة العدالة نيابة عنهم.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر