مقترح مصري لإبرام صفقة تبادل أسرى..كيف سيكون رد "إسرائيل" وهل ستكتفي بصفقة جزئية؟


  • الثلاثاء 10 ديسمبر ,2024
مقترح مصري لإبرام صفقة تبادل أسرى..كيف سيكون رد "إسرائيل" وهل ستكتفي بصفقة جزئية؟
توضيحية

قال رئيس الحكومة الإسرائيلي إن، "المفاوضات الرامية للتوصل لصفقة تبادل أسرى تشهد تطورات معينة، مضيفًا أنه، "من المبكر الحديث عما إذا كانت ستنضج أم لا".

وفي السياق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن، "الصفقة قد تنقسم إلى ثلاث مراحل، تشمل انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، وفقًا لتصور حماس".

كما قدّر مسؤول إسرائيلي، أنه "في غضون أسبوع إلى أسبوعين" سيكون من الممكن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، واعتبر أن "الظروف أصبحت جاهزة" وفقًا لتصريحات نقلها موقع "واينت" الإلكتروني. 

ويقول الباحث والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "هناك تحوّل مرحلي حاليا في أولويات إسرائيل، هي تريد أن تركز وتمحور دورها بالأساس بالمجال السوري بعد إسقاط النظام، وباقتطاع مساحات، وتغيير في بنية الدولة إذا نجحت بتحويلها لمقاطعات ودويلات وهذا سيكون إنجاز، وهذا سيكون إنجاز عظيم بالنسبة لإسرائيل، وهذا ليس مخطط نتنياهو وإنما مخطط الإجماع القومي الإسرائيلي الصهيوني، وإسرائيل ترى الآن أنها باتت على بوابات إيران استراتيجيا باستدافاتها".

ويتابع، "بالمقابل، في غزة سيبقى حاضرا ولا يمكن تجاوزه وستعود إليه الأمور، وإسرائيل لن تنسحب من غزة إذا تركت الأمور لها وإن لم يكن هناك ضغط حقيقي لانسحابها من غزة، لأن هذا نقيض لكل ما تقوم به، وبالذات لإقامة محور نيتساريم، سيكون هناك نوع من المرونة بشأن محور صلاح الدين ’فيلادلفي’ بتقليل التواجد، فنتنياهو تحدث عن ضمان عدم دخول أي تهريب بلغته من أسلحة وغير ذلك لحماس من سيناء وهذا عمليا ليس توازنا عسكريا بالضرورة، ولكن بالمقابل، لم يتحدث عن محور نيتساريم ولا عن المخططات الحقيقية التي يقوم بها وزراءه ويقودها شخصيا بالتطهير العرقي في غزة".

ويردف، "لا يبدو أن إسرائيل مستعجلة أو تفكر بالانسحاب من غزة وإنما تريد ترسيخ احتلال غزة والاستيطان فيها وترسيخ التواجد العسكري الإسرائيلي فيها، بالمقابل، يمكن أن توافق إسرائيل وفقًا لتقديراتها أن حماس الآن مقطوعة كما لو كانت مقطوعة من شجرة أي لا يوجد بعد إيراني وبُعد من حزب الله أو بعد سوري يدعمها كما كان سابقا، وأيضا الفصائل الأخرى كالجهاد الإسلامي الذين كان مركزهم في دمشق، حيث أصبحت وحدة الساحات الآن وحدة تفكيك ساحات".

ويضيف، "المنحى الإسرائيلي وما يُفهم ضمنيا من كلام نتنياهو ولم يعبر عنه بشكل مباشر، وهو أنه أبقى إمكانية المراوغة مرة أخرى وخربطة الأوراق بين يديه، تحدث عن صفقة وأن هناك تقدم في المفاوضات ولكن لم يتحدث عن إنجازها، وفي المقابل، قال بشكل واضح إنه ’لم يتم القضاء على حماس بعض، وإنما تم القضاء على قدراتها العسكرية فقط ولكن لا يزال لديها قدرات حاكمة ومدنية يجب القضاء عليها’، وهذا يعني أن الحرب لم تنته من وجه نظر إسرائيل، والسؤال إذا كانت هناك استعداد لإعطاء الأولوية فلسطينيا لإنقاذ الشعب من الإبادة والوصول لنوع من حل مؤقت".

ويقول، "الحل المؤقت قد يكون على شكل صيغ مختلفة وقد تكون هناك صفقة، فما تطرحه الصيغة المصرية عمليا هو تراجع إسرائيلي عن محور صلاح الدين وتراجع إسرائيلي عن معبر رفح وتسليمه للسلطة الفلسطينية بناء على قرارات لجنة الوفاق برعاية دولية وعربية وهذا قد يكون الحل الوسط حاليا أن إسرائيل لا تنسحب في النهاية ولكن لا تبقى أيضا في كل غزة".

ويضيف للجرمق، "هذا الاتجاه حاليا، ولا مناص كبير أمام حماس الآن لأن تقبل بالصفقة لأن وضعها صعب والأصعب هو وضع الشعب الفلسطيني في غزة المنهك المبُاد بكل معنى الكلمة ويواجه التطهير العرقي"

"قد تكون هناك صفقة ولكن صفقة جزئية قد لا تنهي الحرب، ولا توجد نوايا مؤكدة لدى نتنياهو أنه معني بالصفقة وهذا الأمر الذي قد يكون حاسما في نهاية المطاف".

ويردف، "لا حاجة لانتظار ترامب، لأنه شريكا في المفاوضات الآن، ومبعوثه كان في قطر ويجتمع بشكل دائم مع إسرائيل وقطر، وترامب يريد أن ينهي الحرب على قطاع غزة بانتصار إسرائيلي بحل، وهذا ليس المخطط الإسرائيلي بحذافيره ونتنياهو قلق من هذا الوضع، وذات الشيء بالنسبة للجبهات الأخرى".

ويتابع، "واضح أن ترامب الآن جزء لا يتجزأ من المفاوضات وهناك تنسيق أمريكي داخلي كما يبدو وترامب تحولت مفاتيح الحل للصفقة أمريكيا من أيدي بايدن لأيدي ترامب فهو من يتسلم الأمر الآن حتى لو بايدن هو الواجهة".

ويقول، "الأمور ليس بالضرورة أن يتم الانتظار لتنصيب بايدن ولكن من الصعب التكهن أن نرى صفقة خلال أيام".

وبدوره، يقول المحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك، "نتنياهو قال إن هناك تقدم معين في المفاوضات للصفقة ولكن خفض التفاؤل بالنسبة لصفقة، وهناك نقاش في المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تقول في غالبيتها إنه يجب التوصل لصفقة شاملة وإخراج جميع المحتجزين ولكن يبدو أن الكابينيت يعتقد أن الصفقة يجب أن تكون على دفعات لسبب بسيط أن نتنياهو والكابينيت غير مستعد لوقف إطلاق النار ووقف الحرب، والسؤال هنا هل سيكتفوا بتصريح عن بوقف إطلاق النار أو وقف العمليات العسكرية لفترة معينة أو كيف ممكنا أن يصلوا لصيغة قد تكون مقبولة بشكل أو بآخر على حماس".

ويتابع للجرمق، "كل مظاهر التفاؤل التي نراها سببها انهيار الجبهة اللبنانية بالنسبة لحماس أي بقائها لوحدها، والآن ما يحدث في سوريا، والأمر الثاني هو اقتراب دخول ترامب للبيت الأبيض وهو صرح أنه يريد أن يرى الملف منتهي قبل دخوله للبيت الأبيض وباعتقادي أن الجانبين الآن موجودان في ضغط حيث يريد كل طرف أن يثبت أنه ليس هو المسبب لعدم التقدم وهذا هو سبب التفاؤل حاليا".

ويقول للجرمق، "ممكن تنفيذ صفقة على مرحلة فقط، ولذلك حماس تصر على تنفيذها على مرة واحدة وباعتقادي هذا ما تريد المنظومة الأمنية الإسرائيلية أي رئيس الموساد ورئيس الشاباك كلهم يعتقدون أنه يجب إنهاء الملف نهائيا والانتهاء من هذا الموضوع وفي نهاية المطاف يمكن أن يصل الكابينيت لهذا الاستنتاج، ولكن ما قاله نتنياهو لجزء من عائلات الأسرى الإسرائيليين لا يدل على هذا الاتجاه".

ويضيف، "المتغيرات التي دفعت نتنياهو للحديث عن تقدم بالمفاوضات، هو اعتقاده أن حماس أصبحت وحيدة في الساحة والحرب ولا يوجد لها دعم خارجي"

ويتابع، "القضية الثانية هو ترامب، فنتنياهو لن يعمل ضد مطلب ترامب فهو يشدد على الصداقة الحميمة بينهما، والتنسيق، نتنياهو ينسق مع ترامب منذ زيارته للولايات المتحدة بشهر حزيران الأخير حتى الآن رغم أن الرئيس الأمريكي هو بايدن".

ويوضح أن، "نتنياهو سيتحرك باتجاه صفقة خصوصا أنه يدرك أن الولايات المتحدة بالرئيسين الحالي والقادم يضغطون بهذا الاتجاه".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر