هل سنشهد اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة كما لبنان؟
نقلت هيئة ال

نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان" عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو قوله إن "الظروف مهيّأة لعودة الرهائن بعد انتهاء الحرب في الشمال" وذلك خلال لقاء مع والدة أحد المحتجزين الإسرائيليين.
وأضاف أن هناك "أشياء تحدث خلف الكواليس، ولا يمكنني الإفصاح عنها".
وقال مصدر إسرائيلي إن حماس "تصر على موضوع إنهاء الحرب، وبدون التفاهم مع إسرائيل في هذا الشأن، لن يتم تحقيق أي انفراجة.
ويقول المحلل السياسي والباحث أمير مخول للجرمق، "دائما الظروف كانت مهيأة لصفقة لو أراد نتنياهو ذلك، لكنه لم يرد ذلك وحاول تشغيل جوقته من سموتريتش وبن غفير ووزراء في الليكود ليصرحوا ضد إمكانية التوصل لصفقة وأن يهددوا بإسقاط الحكومة ولا أحد سيسقط الحكومة ولن يُسقط الحكومة أي من أطرافها حاليا، لذلك أعتقد أيضا إننا مررنا بهذه المشهدية من قبل خلال العام الأخير".
ويتابع، "حين كانت الأمور تبدو وكأنها قاب قوسين أو أدنى وتصبح متعثرة ملغية ومرفوضة ثم يأتي الحديث عن مقترحات وأفكار جديدة من مكتب نتنياهو حتى أنه لم يلتزم بالخطة التي وضعها بنفسه وطرحها بايدن في حينه، لذلك أنه من الضروري أخذ مساحة من الحذر وعدم الثقة بما يرشح من تصريحات إسرائيلية رسمية".
ويردف، "في المقابل، هناك مستجدات أنه بعد وقف إطلاق النار في لبنان وليس إنهاء الحرب باتت قضية غزة أكثر استعارا في تصدّر المشهد، خلال الحرب على لبنان غابت غزة وتم تغييبها كأنها ساحة خلفية إسرائيلي، وخلال أحداث سوريا الآن تغيب غزة وتغيب لبنان".
ويضيف، "كان هناك مطلب جماهيري واسع لإعادة إلى الموضوع الفلسطيني وغزة ولموضوع الصفقة إذا كانت ممكن في لبنان فلماذا ليست ممكنة في غزة وهذا مطلب قوي، وإذا أردنا استخدام مصطلحات ’الحسم’ فهو أقوى في غزة منه في لبنان، لكنها وقعت في لبنان ولم توقع في غزة".
ويقول، "عدم توقيع إسرائيل على صفقة في غزة، لأنها لا تريد أن تربط موضوع غزة في نهاية المطاف فقط بموضوع الصفقة، وإنما بموضوع الحل، وهي تريد أن تصفي القضية الفلسطيني وتمنع أي إمكانية دولة فلسطينية، لذلك الأمور أكثر تعقيدا بهذا الصدد".
ويوضح للجرمق أن، "الإمكانيات المتوفرة حاليا قد تتغير بسبب أن من يمسك بمفتاح الحل أمريكيا هو ترامب وإسرائيل تسير حسب ما يريده ترامب لأنها تخشى من الدخول في صدام معه ونتنياهو يخشى ذلك، ولذلك يحاول أن يستجيب لهذه المطالب، وهناك الآن حديث مع إدارة بايدن وطاقم ترامب بشكل يومي ومباشر ومثابر دون شك".
ويضيف، "قد تكون هناك إمكانيات خاصة أن الوضع لن يؤدي لإنهاء الحرب في هذه المرحلة بالنسبة لإسرائيل، وبتقديري الأكثر احتمالية أن يتم التوصل لصفقة جزئية لفترة معينة وثم يتم فحص الأمور ومحاولة دفعها لصفقة شاملة، ولكن هل ستؤدي لوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع، أعتقد أن الأولوية إسرائيليا والدولة الحاكمة ولنتنياهو وحزبه وحتى المعارضة إلى حد ما هي البقاء في غزة لفترة طويلة غير محدودة وإبقاء الاحتلال".
ويتابع، "ما يحدث في شمال قطاع غزة من حرب إبادة وتطهير عرقي لذلك الأمور تبدو أن إسرائيل لن تنسحب من غزة في هذه المرحلة بأي شكل، خاصة من محور نيتساريم، فقد تكون أكثر ليونة بما يتعلق بمحور صلاح الدين ’فيلادلفي’ لكن ليس نيتساريم الذي باتت مساحته تضاهي مساحة مدينة غزة، لذلك الأمور لا تبدو أن هناك نهاية للحرب حاليا، ونتنياهو تحدث في خطابه الأخير أن الحرب مستمرة على غزة لأنها لم تنجز حتى الآن أهدافها، وهدف نتنياهو هو السيطرة والإبقاء والضم والاستيطان وهذا هو المشروع الإسرائيلي وهو ليس مشروع طرف في الحكومة الإسرائيلية وإنما مشروع إسرائيلي رسمي".
ويتحدث مخول عن دعوات وزراء في حكومة نتنياهو للاستيطان في غزة، قائلًا، "مشروع دولة وليس مشروع أفراد، وحتى عندما يذهب بعض المستوطنين أو وزير معين كل ذلك لا يعني الكثير لأن الاستيطان هكذا يحدث، عندما تريد دولة الاستيطان تقوم بذلك، هذا هو تاريخ الحركة الصهيونية، لم يحدث يوما استيطان عبر قرار حكومي إلا وسبقه استيطان فعلي".
ويضيف للجرمق، "من هنا إمكانيات الصفقة معقدة ومن الصعب رؤية أن إسرائيل ستنسحب من المدى المنظور من غزة، إسرائيل تعتقد أنها ستحسم المعركة بالقوة وفي القضاء على شمال قطاع غزة تماما وتطهيره من كل سكانه وهذا يحدث، وهذه هي أولوية إسرائيل وجدول أعمال حقيقي، أكثر بكثير من إعادة 106 محتجز نصفهم قد يكون محتجز حسب المعطيات الإسرائيلية".
ومن جهته، يقول الكاتب والباحث جمال زحالقة للجرمق، "السياسة الإسرائيلية اليوم محكومة بأمرين، الأول داخلي وهو تهديد سموتريتش وبن غفير بإسقاط الحكومة في حال إنهاء الحرب، الأمر الثاني خارجي وهو ترامب الذي سيدخل للبيت الأبيض في يناير القادم، لا شك أن التسوية في لبنان كانت بناء على مطلب واضح جدا من ترامب الذي طلب من الحكومة الإسرائيلية إنهاء الحرب قبل دخوله للبيض الأبيض، حتى أن مقابلة كانت مع سموتريتش اليوم قال فيها ’كنا مضطرين للتوصل لتسوية في لبنان، لأن الرئيس الأمريكي القادم وضع مسدسا فوق رأسنا وكان علينا أن نقبل بهذه التسوية".
ويضيف، "السؤال هنا بخصوص غزة، ماذا يريد ترامب؟ إن كان يريد أن تنتهي الحرب في غزة ويكون هناك انسحاب إسرائيلي وصفقة تبادل، ستوافق الحكومة الإسرائيلية خاصة أن هذا لن يكون دون مقابل، وإنما سيأتي مقابل ثمن ووعود معينة من ترامب للحكومة الإسرائيلية قد تكون تتعلق بالاستيطان وضم مناطق في الضفة الغربية".
ويقول، الوضع أكثر تعقيدا، لأن الحديث عن ضم في الضفة الغربية، يعني إغلاق الباب تماما مع أي نوع من التطبيع مع المملكة العربية السعودية".
ويتابع، "الحكومة الإسرائيلية تريد أن تكسب الوقت من جهتها حتى يتولى ترامب، وعندها سيكون نوع من التوافق بين نتنياهو وترامب وتنسيق قريب بينهما ليس كما هو الحال مع بايدن حيث هناك توتر دائم رغم كل التعاون الإسرائيلي الأمريكي ولكن التوتر سياسيا على الأقل".
ويردف، "مع ترامب هناك تفاهم كامل، وأعتقد أن نتنياهو سينتظر تولي ترامب إلا إذا طلب الأخير من نتنياهو ألا ينتظر، وهذا ليس واضحا إلى الآن، هل ترامب طلب أو ضغط على نتنياهو للتوصل لصفقة، هذا ليس واضحا".
ويختم، "من المبكر الحديث عن إمكانية التوصل لصفقة، ولا أرى أن الحكومة الإسرائيلية ستنهي الحرب من تلقاء نفسها، وهذا ظهر خلال عام كامل".